عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2009, 12:34 AM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


لماذا تجرأ علينا الحوثيون؟

بواسطة: البيضاء برس
بتاريخ : الثلاثاء 24-11-2009 01:45 مساء

عبدالله بن موسى الطاير

يعتقد البعض أن الحوثيين قد تجرأوا على حدودنا هربا من الجيش اليمني، أو أنهم يحاولون توسيع رقعة المعركة بتوريط المملكة من أجل مزيد من الاهتمام العالمي، وقيل إنهم فعلوا فعلتهم من أجل أن تتدخل السعودية وقوى أخرى لإنقاذهم من هزيمة مؤكدة بعد أن قررت الحكومة اليمنية القضاء عليهم. تلك الأسباب مقبولة وبدرجات متفاوتة من المعقولية، ولكن تسلسل الأحداث منذ ما قبل 2004م وربطها بسياقاتها الإقليمية والقياس على حركات وتنظيمات مشابهة وبالمقاربة مع «حزب الله» سنجد تفسيرات أخرى للجرأة الحوثية. وبعودة إلى التاريخ سنلاحظ أن «حزب الله» بدأ نشاطه من أجل «إعداد جيل يتمتع بعقيدة دينية راسخة ... وما أذكى نيران هذه الأنشطة هو الانبعاث الشيعي الذي بدأ بعد اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979... لبناء قاعدة مؤيديه وتوفير الحصانة للشباب من إغراءات المجتمع اللبناني الذي يغلب عليه الطابع العلماني، وإذا انعتقنا من تأثير حزب الله التي تشوش على أي رأي محايد فيه سنكتشف أن الحزب لم يتأسس من أجل المقاومة، وإنما من أجل إقامة دولة إسلامية تنطلق من مفهوم ولاية الفقيه. ولأن المطلوب من «حزب الله» ليس التراب اللبناني فحسب وإنما المشاعر السنية في لبنان ودول الجوار فقد كان لابد له من قضية تكتسح الوجدان العربي فكانت المقاومة شعارا وممارسة تخلب الألباب.

ولأن العراب واحد والدوافع متقاربة مع اختلاف التكتيكات فقد بدأ الحوثيون في اليمن يتغلغلون في الفعاليات السياسية والفكرية ودخلوا أهم الأحزاب وسيطروا خفية على مفاصل القرار في تكتلات بعينها مرة باستغلال جهل بعض القيادات القبلية التي تأثرت بروحانية الحوثيين وأخذت بخرافتهم إلى درجة أن بعض الزعماء القبليين كما نشر مؤخرا لا يصدق بمقتل حسين الحوثي وإنما يعتبر أنه قد عرج به إلى السماء وأنه سيعود مخلصا لهم عما قريب. وعامل السيطرة الآخر هو المال الذي تدفق مع الدعم اللوجستي والفكري من إيران؛ وقد أثخنوا في شراء الذمم إلى درجة سمحت للحوثيين بدخول البرلمان وشراء السلاح والعتاد ليفرضوا أنفسهم قوة عسكرية متمردة على تراب دولة ذات سيادة.

ومن سوء حظ الحوثيين أنهم لم يجدوا شعارا يستطيعون الاختباء خلفه فيؤمّن لهم مشروعية ولو مؤقتة تعينهم على مواجهة الجيش اليمني ثم السعودي الذي دخل المعركة لتطهير أرضه؛ فاليمن ليس لبنان، والسعودية ليست إسرائيل، والحوثيويون لم يكونوا بمستوى النضج الذي كان سائدا في لبنان قبيل تأسيس «حزب الله»، كما أن الظروف في إقليم الحوثيين غيرها تماما في إقليم «حزب الله».

إن الزمر المسلحة التي يقاتل فيها الحوثيون هي نفسها التي اتبعها «حزب الله» في جنوب لبنان؛ جماعات محدودة العدد تجيد حرب العصابات ويصعب قصفهم جوا ويستحيل الدخول معهم في معركة برية متكافئة لأنهم تدربوا في تلك البيئة ويجيدون مداخلها ومخارجها ولا يتورعون في استخدام المدنيين متاريس في وجه القصف الجوي والتدخل البري للقوات السعودية واليمنية.

الحوثيون في مواجهتهم مع السعوديين تحالفوا تكتيكيا كما تحالفت إيران لنفس الغرض مع القاعدة، وتحول الهدف الحوثي ولو مؤقتا من إقامة دولة إمامية على خطى ولاية الفقيه في اليمن إلى خلق بؤرة توتر تستهدف المملكة تحديدا كجزء من مخطط إيراني يؤسس لبؤر توتر تبقي الولايات المتحدة وحلفاءها في حالة قلق دائم للبرهنة على أن إيران بيدها مفاتيج التهدئة والتصعيد في المنطقة.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس