عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2009, 06:27 PM   #10
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الشهيد العامري.. شهر على الخلود

2009/11/30 المكلا اليوم / كتب: د. خالد بلخشر

مر شهرٌ على استشهاد البطل علي العامري و ما زال الجناة من تنظيم القاعدة (حسب إفادة المصدر الأمني المسؤول) طلقاء بعد أن قطعوا مئات الأميال متخفين بطاقية الإخفاء الأسطورية ولم تستطع الأجهزة الأمنية على كثرة مسمياتها وأعدادها ومخصصاتها المهولة عاجزة عن الإمساك بهم أو حتى تحديد هوياتهم. ثم ما الفائدة التي تعود على تنظيم بحجم القاعدة من اغتيال أفراد عائدين إلى مدينتهم؟, أما كان بإمكان هذا التنظيم الذي ضرب أمريكا في عقر دارها أن يستهدف الموكب كاملاً بدلا من سيارة واحدة؟!.

من المستفيد؟ هذا السؤال الأول والجوهري الذي يسأل عقب أي جريمة. هناك مجموعة من المستفيدين بشكل مباشر من تصفية العامري:
تجار المخدرات وتجار السلاح الذين يتخذون من الوادي والصحراء مرتعاً لمزاولة أعمالهم الشيطانية، وكون العامري رجلاً نظيف اليد، وشهماً، وأميناً فإنه يقف عائقاً حقيقياً أمام خططهم التي يجنون من ورائها ملايين الدولارات.

مافيات الفساد والإفساد التي ترى في الشهيد سداً منيعاً يصد صفقاتهم الدنيئة ومخططاتهم الليلية ونواياهم الخسيسة تجاه أهل حضرموت المتحضرين.

القوى النافذة المتخلفة التي يزعجها الشهيد بآرائه المدنية التي ترتقي برجل الأمن لتضعه في مكانه الصحيح.

إذن فالعامري ليس مجرد عميدٍ في وطن المليون عميد وليس مواطناً في بلد تجاوز قاطنوه العشرين مليوناً.. العامري قيمة عزت في هذا الزمان الرديء.. بل منظومة متكاملة من القيم التي يتمنى الواحد منا أن ينتسب إليها. وكوننا في كون لا كينونة لمن كان إلا من كان كمن كانوا فكيف يكون من كان على غير من كانوا.؟؟؟ مع عدم اعتذاري لكان وأخواتها وبنات عمها وبنات خالاتها.

رجال القبائل يجتمعون بالآلاف المؤلفة .. ينددون ويشجبون ويأكلون ويشربون ويخزنون ويتساءلون " الجاني من يكون؟". السلطة أم المعارضة؟.. القاعدة أم الواقفة؟ .. ويظل اللغز الثنائي يؤرق تفكيرنا وتفكيرهم وننتظر أبا الخيزران دون أن نتجرأ على طرق جدار الخزان؟؟؟؟ . ينفضّ المجلس وتشكل لجان المتابعة من قبائل متعددة تركض وراء خيط أصله في الأرض وفرعه في السماء وسيعود الأشاوس بأخفافهم المتهالكة من أثر الوقوف. وسيعرف المرء منهم بعد رحيل العمر بأنه كان يطارد خيط دخان. (مع اعتذاري وتقديري للقبائل و لغسان كنفاني ونزار قباني).

هنيئا لك يا صديقي الشهادة ولتعلم أنك خالد فينا ، وسيرحل الجبناء المتجردون من الإنسانية وقيمها .إنهم يموتون كل ساعة وكل دقيقة وهم يرون صورتك المبتسمة تزين البيوت والسيارات، يموتون وهم يسمعون الناس يتحدثون عن مآثركم وخلقكم، يموتون وهم يعرفون أن من بات لا يعرف قد عرف ومن لم يعرف سيعرف بأنك نعم الرجل .. نعم الإنسان.. نعم الصديق. وليعلم العوامر جميعا بأنني لم أعزِّهم ولن أعزيَهم .. وهذا ليس تقصيرا فتاربة وسيؤون أقرب إليَّ من حبل الوريد ولكنني لم ولن أعزيَ في شهيد.. فكيف بشهيد بمقام وقامة علي سالم العامري؟؟ هل من عزاء للشهداء؟.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس