الولايات المتحدة تخشى من انتقال عناصر القاعدة إلى اليمن بعد تشديد الخناق عليها في أفغانستان وباكستان
المصدر أونلاين - أ ف ب
تراقب إدارة أوباما بتيقظ شديد اليمن والصومال لخشيتها من أن يعزز تنظيم القاعدة قوته في هذين البلدين ردا على سياسة التشديد التي تأمل واشنطن في اتباعها ضد عناصره في أفغانستان وباكستان.
واشنطن : قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه لعرض الإستراتيجية الأميركية الجديدة في المنطقة "ان مكافحة التطرف العنيف لن تنتهي سريعا وستمتد ابعد من أفغانستان وباكستان". وأعلن اوباما إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان كما شدد على الشراكة الإستراتيجية مع باكستان. وأضاف "علينا ان نتصدى لتنظيم القاعدة وحلفائه حيثما يسعون للتمركز سواء في الصومال أو في اليمن أو في أماكن أخرى، من خلال ممارسة ضغوط متزايدة وإقامة شراكات متينة". ولم يشر اوباما إلى علاقة مباشرة بين إستراتيجيته في أفغانستان وباكستان وواقع ان تنظيم القاعدة يسعى لإيجاد ملاجئ آمنة في اليمن والصومال، لكن مستشاره للأمن القومي فعل ذلك.
وقال الجنرال جيمس جونز الأربعاء "بحسب أفضل معلوماتنا فان القاعدة يشعر بعدم الارتياح أكثر فأكثر في باكستان"، مضيفا "لدينا الدليل على أنهم (عناصره) بصدد الانتقال، على الأقل قسم منهم، باتجاه اليمن والصومال". وقال أيضا "ان هذه المنظمة ستبحث دوما عن أماكن بدون قانون حيث تشعر بانه يمكنها التحرك بدون مراقبة". وأضاف بخصوص عناصر القاعدة "ما هو مقلق هو اننا اذا نجحنا (...) في أفغانستان وباكستان سيقررون في نهاية المطاف الذهاب الى مكان آخر وعلينا اقتفاء اثرهم"، ولم يستبعد القيام بتحرك عسكري حيث يجدون ملجأ. وأكد ان الولايات المتحدة ستعمل بالتعاون مع حكومات أخرى بينهما حكومتا اليمن والسعودية المجاورة.
وكان مايكل ليتر مدير المركز الوطني لمكافحة الارهاب، وهو هيئة حكومية اميركية، حذر في 30 نوفمبر الماضي أثناء جلسة استماع في الكونغرس من ان اليمن قد يصبح بالنسبة لتنظيم أسامة بن لادن قاعدة للتدريب والتحضير لاعتداءات، وان حركة الشباب المجاهدين الإسلامية في الصومال تقيم علاقات مع عناصر القاعدة في افريقيا الشرقية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية "نحن بصدد تقديم 40 طنا من الأسلحة إلى الحكومة الفدرالية الانتقالية (في الصومال) لاستخدامها ضد الشباب واخرين" من المتطرفين. واضاف هذا المسؤول "كلما ازداد الوضع تدهورا كلما كان الاحتمال كبيرا بان تثبت فيه القاعدة قدمها". في المقابل ابدى هذا المسؤول بعض الخيبة تجاه السلطات في اليمن من خلال قوله "من الواضح ان عليها ان تفعل المزيد ونحن نبقى مستعدين لمساعدتها".
ويرى المحللون في مركز الأبحاث والدراسات "كارنيغي اندومنت فور انترناشيونال بيس" ومركز "نيو اميركان سيكيوريتي" ان اليمن يشهد وضعا غير مستقر تغذيه حركة انفصالية في الجنوب وتمردا شيعيا في الشمال، يضاف الى ذلك الأزمة الاقتصادية وشح في المياه.
لكن مايكل اوهانلون الأخصائي في شؤون الأمن القومي في مؤسسة بروكينغز يعتبر انه اذا كان من المرجح جدا ان يسعى تنظيم القاعدة الى إيجاد ملجأ في اليمن وفي الصومال، فانه قد يفشل ايضا ان وجد نفسه متورطا في صراعات على السلطة كما انه يجازف في إغضاب الفاعلين المحليين مثلما حدث في العراق.