12-07-2009, 04:42 PM
|
#1
|
حال متالّق
|
حكم الصلاة بين السواري ؟
حكم الصلاة بين السواري ؟
عن قرة بن إياس رضي الله عنه : قال (( كنا نُنْهى أن نصف بين السواري على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونطرد عنها طرداً )) رواه ابن ماجه رقم (1002) والطيالسي في مسنده (1073) وغيرهما وحسنه العلامة الألباني رحمه الله كما في تمام المنة (296-297) وهو صحيح بحديث أنس الآتي:
وعن عبد الحميد بن محمود قال: (( صليت مع أنس بن مالك رضي الله عنه يوم الجمعة فَدُفِعنا إلى السواري فتقدمنا وتأخرنا , قال أنس كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم )) . أخرجه أبو داود برقم (673) والترمذي برقم (229) وغيرهما وهو في السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني رحمه الله برقم (335) .
قلت : وقول الصحابي (كنا ننهى على عهد رسول الله ) له حكم الرفع عند جمهور المحدثين , وعلى هذا فقوله ( كنا ننهى ) بمعنى : نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول ((لا تصفوا بين السواري )) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى .
قال الترمذي رحمه الله : وقد كره قوم من أهل العلم أن يصف بين السواري وبه يقول أحمد وإسحاق ورخص قوم من أهل العلم في ذلك .جامع الترمذي مع الشرح (486) .
وبالكراهه قال النخعي وروى سعيد بن منصور في سننه النهي عن ذلك عن ابن مسعود وابن عباس وحذيفة , قال ابن سيد الناس ولا يعرف لهم مخالف في الصحابة .أهـ . من نيل الأوطار (2/234) .
وظاهر الحديثين يدلان على التحريم كما قال الشوكاني , وأقل أحوالهما الكراهة , ومن ذهب من الشافعية وغيرهم إلى الجواز فليس لديهم دليل على ذلك إلا مجرد القياس على جواز صلاة المنفرد والإمام بين السواري لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة بين الساريتين كما في الصحيحين عن ابن عمر فهذا خاص في حق الإمام والمنفرد ؛ أما المأموم فقد ثبت النهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بين السواري وقياسه على الإمام والمنفرد قياس في مصادمة النص فهو فاسد الإعتبار .
ومع ذلك ذهب بعض الشافعية إلى المنع كما رجح ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (1/689) والبيهقي في السنن الكبرى (1/148) وبوب عليه باب كراهية الصف بين السواري ثم ساق حديث أنس وقرة بن إياس .
والعلة في النهي على الصحيح هو أنه يؤدي إلى انقطاع الصف وقد روى أبو داود بإسناد صحيح عن ابن عمر قال: قال عليه الصلاة والسلام ((ولاتذروا فرجات للشيطان ومن وصل صفاً وصله الله ومن قطع صفاً قطعه الله)) , فاحذر أن تكون ممن يعين على قطع الصف فتصيبك دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من جعل فرجات للشيطان – أي فرج يسيرة – فكيف إذا كانت سارية !!.
فالواجب على المسلم أن ينقاد لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ويترك ما عليه الآباء والأجداد إذا خالف الحق , قال تعالى (( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)) (3) سورة الأعراف , وقال ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )) (7) سورة الحشر , وحذر من مخالفة أمره فقال تعالى : ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (63) سورة النــور.
والواجب على المسلم ألا يتكلم في دين الله بلا علم والله سبحانه وتعالى يقول ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) (36) سورة الإسراء .
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا وإياكم للتمسك بالسنة والعظ عليها بالنواجذ إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين .
تنبيه : أجاز أهل العلم الصلاة بين السواري للضرورة كأن يضيق المسجد ولا يسع المصلين .
الموضوع منقول لأحد طلاب العلم السلفيين 0
|
|
|
|
|