[سالم علي الجرو]

نقاط ضعف

1- العصبيّة القبليّة

وإن كانت قوّة في محيطها الضّيّق إلا أنّها مكمن الضّعف القاتل في المحيط الواسع ، ذلك أن المجتمعات ليست معزولة كما كان في السابق وعليها أن تواكب العصر في حركته وديناميكيته وإلا فنصيبها التّخلّف والعيش خارج دائرة الزّمن . ومن المدهش والمستغرب أن ينعكس التعصب القبلي حتى على المثقفين وتعكس ثقافة التعصب سلوكا مشينا في مربعات المحاور والأحلاف.

2- العصبيّة المذهبيّة
وهي السبب في شتات الأمّة بما تعكسه من فكر في أوساط النّخب ، والحاضن الإجتماعي للمذاهب المحيط القبلي ، وعليك أن تقارن بين إنتاج خلال عام فقط ناهيك عن عمر شعوب ، في محيط متجانس وصراع ومماحكات قد تؤدّي إلى اقتتال خلال عام بين عصبيات قبليّة ومذهبيّة في محيط آخر ، ثم قارن بين حياة فريقين . وإذا ما علمت بأن مناخ كهذا هو ترف وبحبوحة وهديّة ثمينة لمن يريد التّوغّل والإختراق وبسط نفوذه على الأرض والمقدرات ، فإن شبح النكبات لا يفارق خيال من ابتلي بهكذا تعصّب جاهلي.
ليتنا ـ كمصابين بأدواء العصبيات ـ نغيّر من خطابنا بل المطلوب تغيير الخطاب إلى خطاب تصالحي توافقي بعيدا عن تأثيرات السياسة ومطابخ الإعلام المسيّس .
نستطيع ، والله نستطيع ، نحتاج إلى وعي عبر تأمل عميق ونحتاج إلى تراحم فيما بيننا كمسلمين كتراحم البوذيين مع بعضهم وتناغم البوذيين مع المسيحيين . هل سمع أحد بكراهية بغيضة بين صفوف البوذيين أو بين البوذيين والمسيحيين؟