[سالم علي الجرو]

أخي نجيب قحطان نحتاج إلى بعضنا ويحتاج الوطن إلينا ونحن مرغمون على خدمته لأننا نحبه ( وكيف يدّعي الفقر من يملك وطن؟ ) ، ونال والدكم شرف خدمة الوطن إلى جانب رفاقه المناضلين بصرف النظر عن الإختلافات في الرؤى والمبادىء والآيديولوجيات ، وهو محل تقديرنا وتقدير الأجيال القادمة . تابعنا بشغف أطروحاتكم حول صفحات مجهولة من تاريخ اليمن السياسي ، شقه الجنوبي ، وكانت محل اهتمام لكونها معلومة يجهلها كثيرون وفي ذات الوقت توثيق لحقبة من تاريخ اليمن السياسي ، وكنا نترقّب مداخلات تثري البحث والتّقصّي وقد كانت ، غير أننا فوجئنا بضيق حالكم ليس بسبب أسلوب الطرح المعارض الذي أخذ في بعض جمله أسلوب الإستفزاز وهو ما ننكره ونشجبه ، ولكن المفاجأة أن تتبنون الرأي الأحادي وكأنما الرئيس والدكم عاش بمفرده. إن ما أسميتموه يسارا متطفّلا هو تيّار سياسي لم تنفرد به عدن ، ولذلك علينا القبول به كأحد التيارات السياسية في تلك الحقبة ، يحمل أفكارا ورؤى تخالف منهج والدكم في الحكم ، وذلك من باب القبول بالتّعدّديّة ، ولعل تحمسكم للرأي الواحد والقطب الواحد الذي مثله والدكم وخالكم فيصل والذي يندرج في التصنيف بمسمى: ( اليمين المعتدل ) ، الذي يصفه اليسار بالرّجعية حينها ، وهذه طبيعة الصراع علينا القبول بها وتدوينها بحيادية في صفحات التاريخ مع التقدير لوجهة نظركم الخاصة. لكن أن تغلق الأبواب يا سيّدي وتدع بابا واحدا هو الرئيس قحطان محمد الشعبي فذلك ما سيثير خلافات وهي سائرة الآن ونود تضييقها والعودة إلى الوطن وتدوين التاريخ بحياديّة. أكتب ووالدي ـ رحمه الله تعالى ـ وأنا ونسبة كبيرة من أهالي قريتي كنا ضحايا لخطايا اليسار المتطرف ، وتمنينا لو أن الرئيس قحطان قضى عليهم ، ولكن ماذا نقول والكلمة للتاريخ . التاريخ سيسجل الخطايا لكنه لن يغفل دور المناضل أيّا كان محسوب على اليسار أو علي اليمين. نأمل ـ سيّدي ـ العودة إلى الحوار وقبلها تصفية الخواطر بسحب ما كتبتموه من قول لا يليق بمقامكم وفي ذات الوقت ندعو الأخوين: مسرور وذهب إلى سحب أقوالهما ذات الصلة ودمتم رمزا وطنيا. .

أخوك: سالم علي