[حد من الوادي]

حضرموت اليوم / القطن / صلاح بن مسلم باتيس

تبادر إلى ذهني الكثير من التساؤلات وأنا أتفكر في حالنا وحال أمتنا التي فقدت معاني العزة والكرامة وأصبحنا نتجرع كأس الذل والهوان..


قلت في نفسي هل العزة التي نفتقدها.. والله تبارك وتعالى أرادها لنا.. نجدها في المليارات !؟ أو العمارات !؟ أو الزخارف والملذات والشهوات من حطام الدنيا الزائل الفاني !!؟؟ لا والله ليست هنا العزة .. لذلك أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى عن الذين كفروا ومايملكون فقال : ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمئآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) فسبحان الله ..هذا كل الذي مع الكافرين من أعمال شبهها الله بالسراب.. أي أنها لاشي فلا عزة ولاكرامة فيها وإن رأيناهم يتمتعون ويتبخترون بها..


إذا أين تكون العزة ؟ وأين نجدها ؟؟


ولكي نجيب على هذا السؤال المهم علينا أن نتذكر كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عزيزا مع أنه لم يشبع من خبز الشعير.. وينام على الحصير حتى أثر في جنبه بأبي هو وأمي .. لكنه قالها بكل عزة وكرامة وإباء : والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه )..


نريد عزة أمير المؤمنين عمرابن الخطاب رضي الله عنه وهو في ثوبه المرقع ويأكل الخبز اليابس وحصاة الملح وكان بطنه يحدث صوتا من شدة الجوع ومع ذلك يقولها تملأ سمع الزمان : لقد كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله..


نريد عزة بلال رضي الله عنه وهو يعذب ويضرب في رمضاء مكة ومع ذلك يصرخ في وجوه الظالمين الذين يعذبونه : أحد أحد..


نريد عزة شيخ الإسلام ابن تيمية وهو في السجن مظلوم ومع ذلك يردد هذه العبارات: ماذا يفعل أعدائي بي أنا سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة..


ونريد العزة التي يعيشها اليوم أهل غزة في فلسطين رغم الحصار ورغم الدمار ورغم الظلم والإستبداد من أعدائهم الغلاظ الشداد إلا أنهم بكل معاني العزة والكرامة يقولون للعالم من حولهم بقول الشاعر:


لاتسقني كأس الحياة بذلة *** بل واسقني بالعز كأس الحنضل


إذا أيها الأحبة الكرام : إن العزة الحقيقية والكرامة التي نبحث عنها نجدها هنا في التمسك بعقيدتنا.. والثبات على ديننا.. ونصرة شريعتنا ..والعمل من أجل سعادتنا وسعادة الكون من حولنا .. مهما كانت المحن ومهما كانت العقبات .. فوالله كم تجد طعم العزة وأنت تخضع لمولاك جل في علاه .. لاتخش إلا الله ولا تسأل سواه ولا تعبد إلا إياه .. وتعمل مع أخوانك ممن نذروا أنفسهم وأوقاتهم ومايملكون من أجل الله .. وتعود إلى بيتك وقد أنهكك التعب وأنت تعمل في سبيل الله .. فما أسعدها من لحظات وما أجلها من أوقات ..


نسأل الله أن يعزنا بالإسلام وأن يعز الإسلام بنا ,,,