عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2010, 05:16 PM   #30
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

ثورة.. ثورة ياجنوب ..( بقلم : وهيب الحاجب )

بتاريخ : الأربعاء 03-02-2010 11:11 صباحا

شبكة الطيف - بقلم: وهيب الحاجب

ثورة شعب الجنوب اليوم ثورة لا تقهر ولا تكسر ولا تكل ولا تمل ، ثورة ولدت من رحم إرادة شعبية جامحة ، ثورة الجنوب وجدت لتبقى تتغلغل في كيان كل جنوبي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ؛ فثورة اليوم ثورة نضالية كفاحية حتى طرد الاحتلال ونيل الاستقلال وستستمر غد وبعد غد ثورة تنويرية ثقافية عامة تسودها كل مفاهيم الحب والولاء للوطن ويعتلي ذروتها الفداء والتضحية من أجل تراب هذا الوطن وجباله وسهوله وحجاره ورجاله وكل ما ينتسب إليه .

أحسبها كذلك _أي الثورة_ ليس لأنها فقط من صنيع كبار الساسة والمخططين والمفكرين والوطنيين من أبناء الجنوب ، وأحسبها كذلك ليس لأن من كتبوا حروفها بدمائهم هم من صناديد الرجال وأشجعهم وأكرمهم ؛ بل أحسبها كذلك لأن ما صنعه هولاء الساسة والمخططون ورسمه الصناديد الشجعان قد حجز لمستقبل هذه الثورة المباركة مكانا رحبا في نفوس الأطفال ومعتقداتهم الوطنية ونقش مبادئها في آمالهم وتطلعاتهم نحو المستقبل ، أجل لقد رسم في أذهان جيل الغد الجنوبي تصورات حقيقية جمة عن وطنهم المنتظرة عودته وألهب حماسهم للتعجيل بالعودة ، بعد أن عرفهم بالغدر والخيانة التي حلت بوطنهم المنتظر وكشف لهم تفاصيل مخطط (الوحدواستعماري) الذي تعاملت به عصابة صنعاء مع الجنوب وطنا ومواطنا .

فأعتقد أن إحساس هذه الطليعة من جيل المستقبل بالقضية الجنوبية واستشعارهم عن قرب بأهداف الثورة التحررية لاستعادة دولة الجنوب فيه على ، الأقل ما يكفي ، لصمود الثورة حتى نيل الاستقلال واستمراريتها فيما بعد ؛ حتى لا يأتي مستقبلا جيل يبحث عن استقلال ثالث ..! علما بأنني لا أقصد بهذه (الطليعة من جيل المستقبل الجنوبي) شباب وطلاب الجامعات الذين يعتصمون كل يوم داخل كلياتهم مطالبين برحيل الاحتلال عن أرض الجنوب ، ولا أقصد بها كذلك طلاب المدارس الابتدائية والثانوية الذين كتبوا على جدران فصولهم "برع برع ياستعمار"


ورفعوا علم دولتهم الجنوب على شرفات وأسطح مدارسهم واستعصوا عن ترديد التحية لعلم دولة الاحتلال ، ولا أقصد أيضا الشباب العاطلين عن العمل الذين يخرجون في فعاليات الثورة السلمية بصدور عارية أمام رصاصات الغزاة المحتلين ليسقط منهم العشرات والعشرات في ميادين الشرف الجنوبي وهم يرددون شعارات الثورة والاستقلال حتى أنفاسهم الأخيرة .. نعم لا أعني بجيل المستقبل هولاء الجامعيين أو طلاب المدارس أو العاطلين بقدر ما أقصد الجيل الأصغر سنا والأكبر حماسا للثورة والأكثر شغفا بمعرفة المزيد والمزيد عن اليمن والجنوب والوحدة والحرب والاحتلال والثورة والشهداء والمعتقلين ، وهم الأطفال الذين لم يلتحقوا بالصف الأول الابتدائي بعد ؛ مدعما ما أوردته في السطور السابقة ب (قصة واقعية) أبطالها: مجموعة من هولاء الأطفال ، مكانها: في إحدى قرى الجنوب المحتل ، زمانها: بعد مظاهرات عمت كل محافظات الجنوب وتتكرر مرات وربما في أماكن عديدة من مناطق الجنوب . فهاكم _أعزائي_ أحداث القصة في السطور التالية:

"مجموعة من هولاء الأطفال تجمعوا في فناء قريتهم للعب والمرح فابتدعوا لعبة جديدة أسموها (مظاهرة) أي يقومون بمظاهرة كالتي يسمعون عنها ويشاهدونها ؛ فجمعوا صورا غير معروفة لديهم من المجلات والكتب ليمثلوا بها دور صور الشهداء ، وكذا عددا من الأقمشة الملونة كأعلام يرفعونها في المظاهرة ، وكلفوا عددا من الأطفال وأسموهم (شرطة الدحابشة) وزودوهم بالعصي كبنادق والطماش والألعاب النارية كقنابل ليقوموا بدور الأمن في مطاردة المتظاهرين وإطلاق الرصاص والقنابل عليهم ..

فانطلقت المظاهرة وهجت أصوات الأطفال المتظاهرين كل أرجاء القرية وهم يرفعون (صور الشهداء وأعلام الجنوب) مرددين: "ثورة .. ثورة ياجنوب" بأصوات تلاطمت أصداؤها بقوة بين الجبال والوديان والشعاب .. أقتحموا القرية وأصواتهم تتعالى "ثورة .. ثورة ياجنوب" .. (شرطة الدحابشة) تطلق الرصاص والطماش وتقتل متظاهرين وتعتقل آخرين فتحبسهم في إحدى سقائف الأغنام بالقرية .. متظاهرون يواجهون (شرطة الدحابشة) بالحجارة ويستولون على أسلحتهم ويقتلون أحدهم .. تهرب الشرطة ويقتحم المتظاهرون السجن ويكسرون الباب ويفكون أسر المعتقلين وتهرب معهم الأغنام إلى مزارع في نواحي القرية .. يعلو الضجيج وتشتد الزحمة في أزقة القرية بصياح أصحاب المزارع واستنكارهم من فك الأغنام ومهاجمتها لزرعهم وحشائشهم .. أحد الأطفال المتظاهرين علق على استنكار أصحاب المزارع بقوله: "


أعذرونا لقد أقتحمنا السجن وفكينا المعتقلين حقنا والمعتقلين حق الدحابشة !!" .. يبتسم الجميع ويضحك الرجال والنساء والكبار والصغار .. تستعيد المظاهرة عافيتها ويلتم الجمع ثانية فيطوفون القرية ذهابا وايابا وهم يرددون: "ثورة .. ثورة ياجنوب" .. الأطفال الأصغر سنا يتسربون من منازلهم ومن أحضان أمهاتهم ليلتحقوا بالمظاهرة ويرددوا معهم "ثورة .. ثورة ياجنوب" .. بعض (المتظاهرين) لم يكونوا يحفظون تماما هذا الشعار الذي يهتف به الجميع أو ربما أنهم سمعوا ألفاظه بطريقة مغلوطة فرددوا: "ثومة .. ثومة ياجنوب" بأصوات تملؤها البراءة وتكتنفكها معان جمة كجزئية بسيطة من مجمل أبعاد ومغازي هذه المظاهرة الطفولية التي صارت اللعبة المفضلة عصر كل يوم لدى أطفال تلكم القرية الجنوبية وبأساليب جديدة يبتكرونها في كل مظاهرة ، ليس للتقليد والمحاكاة بل للتعبير عن آرائهم وأهدافهم ، بل للإفصاح عما ينوون فعله في قادم أيامهم وقريب مستقبلهم وثورتهم ووطنهم" .

بعد هذا كله فمن حقنا أن ننام ونستيقظ ونحن مطمئنون على مستقبل نضالنا ومبادئ وأهداف ثورتنا وثمن تضحياتنا ودماء شهدائنا وإن جاء قبض هذا الثمن متأخرا أو بعد رحيل جيلنا هذا إلى جوار العلي القدير .. فلتفرح ولتطمئن أيها الجنوب .

[email][email protected][/email
]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس