بدت مساء اليوم مدينة أشباح وسط انتشار أمني غير مسبوق :
الأحد , 7 فبراير 2010 م
تظاهرة في حوطة لحج ترفع الأعلام السوداء حدادا على مقتل شاب برصاص الأمن أمس وتجار من أبناء المحافظات الشمالية في المدينة يفرغون محلاتهم من البضائع
دمون نت / لحج – هشام عطيري :
لاتزال مدينة الحوطة بمحافظة لحج تعيش حالة من الهدؤ الحذر في ظل انتشار امني في مختلف مناطق العاصمة عقب مسيرة أقيمت صباح اليوم شارك فيها العديد من المواطنين رافعين الأعلام السوداء حدادا على مقتل احد الشباب يوم أمس من قبل احد أفراد النجدة حيت فرقت الأجهزة الأمنية المتظاهرين وسمع إطلاق الرصاص في كل أرجاء المدينة .
وكانت الحوطة شهدت يوم أمس مدينة أعمال فوضى وشغب من قبل مواطنين غاضبين عقب مقتل شاب من أبناء المدينة برصاص قوات الأمن، حيث أحرقت عدد من المحال التجارية والبسطات التابعة للباعة المتجولين في الشارع الرئيسي والخلفي، وشهدت المدينة أعمال عنف لم يسبق لها مثيل منذ بدء الاحتجاجات ، الأمر الذي أدى إلى انتشار امني كثيف في مختلف الشوارع بحيث بدت
المدينة في حالة طوارئ غير معلنة .
وحول تفاصيل مقتل الشاب علي عبده احمد العسيري أفاد شهود عيان " دمون نت " بالقول ان الجندي الذي أقدم على عملية القتل هو من أبناء الحوطة ويعمل كحارس مرتب من قبل النجدة في
محكمة الحوطة الابتدائية ، مشيرين إلى أنه أثناء عودته إلى منزله في حارة قيصاء مر بالشارع الرئيسي على متن دراجة نارية ليرى علم شطري مرفوع على احد الجولات في الشارع مما حدا به للذهاب إلى بعض المواطنين في الموقع يطالبهم بإنزال العلم وأتناء تدخل احد المارة مع الجندي تعرض للضرب المبرح من قبلهم، وهو ما دفع جندي النجدة للاتصال بالأمن للمساعدة وشرح الوضع الحاصل ،وأضاف المصدر وعندما شعر المعتدون ان الجندي قام بالاتصال بالأمن قاموا بالاندفاع نحوه، فقام بتعمير سلاحه حيت حدثت مشادة كلامية بينهم قرب مركز الاتصالات وبعد شد وجذب قام باطلاق ثلاث رصاصات لتردي الشاب العسيري جثة هامدة وهو بعيد عن ما هو حادث بين المواطنين والجندي وليس له دخل في تلك المشادات، ليذهب شاب برئ ضحية لتلك الأعمال غير المسئولة فمن يحاسب من ؟ سؤال يتردد على كل لسان أبناء الحوطة بعد مقتل الشاب الذي
يعتبر ضحية حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المدينة وضعف السلطة في معالجة القضايا في حينها حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه .
هذا وقد نقل الشاب القتيل إلى مشفى ابن خلدون ليوضع في ثلاجة الموتى جثه هامدة، بينما أصيب الشاب ياسر الزري في ساقه .
وعلى اثر ذلك هاج الجميع فوق الجندي وأوسعوه ضربا فيما قام مجهول بسرقة سلاح الجندي وهرب دون أن يتعرف عليه أحد، وقد نقل الجندي لتلقي العلاج في احد المستشفيات من آثار الاعتداء عقب قيامة بقتل الشاب .
وعلى اثر سماع نباء مقتل الشاب عمت الفوضى المدينة وأغلقت المحلات التجارية كما أحرق بعضها ولم تسلم بعض البسطات من ذاك، حيت أحرقت هي أيضا، وأعقب ذلك تدخل الأمن بمختلف تشكيلاته حيت سمع صوت الرصاص من كل أرجاء المدينة وأصيب جراء ذلك كل من صدقي كرد
وحسام الدبيني وفهمي سحران، وتبين بعد عودة الهدؤ للمدينة أن خمسة محلات تجارية قد تم احراقها مع محتوياتها بالإضافة إلى محل للاتصالات ومغسلة وكشك الثورة لبيع الصحف وبسطات لبيع العطور و الأحذية والملابس والخضروات وبيع العصائر ومفرش في سوق القات .
وقد لاحظت "دمون نت" ان العديد من أصحاب المحلات التجارية في مدينة الحوطة وبالذات أبناء المناطق الشمالية قد قاموا بإفراغ محلاتهم من الأدوات والبضائع الموجودة بداخلها ونقلها بسيارات إلى مناطق آمنة حتى لا تتعرض لأعمال النهب والتخريب معبرين عن خيبة أملهم من الأوضاع التي وصلت إليها مدينة الحوطة من انفلات امني كبير، وذكر شهود عيان أن مدينة الحوطة باتت تبدو في المساء وبالذات الزائرين مدينة أشباح ومظلمة.
شاهدوالصور
موقع إخباري مستقل صادر من محافظة حضرموت