عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2010, 02:17 AM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


قناة الجزيرة والقضية الجنوبية

ابو سلطان -


نشرت الجزيرة نت ما اسمته تصريحا للشيخ طارق الفضلى تحت عنوان ليس بريئا الا وهو " طارق الفضلى : سنفرض انفصال اليمن " ، ومن معرفتنا لقضيتنا فمن المستبعد ان يرد مصطلح " انفصال اليمن " على لسان الشيخ طارق الفضلى : على اقل تقدير فانه سيقول انفصال جنوب اليمن ، اذا لم يقل الجنوب العربى او الجنوب دون اية اضافات .
( انفصال اليمن ) تشبه تماما انفصال ( مصر ) ، ماذا يعنى هذا الهراء ؟ هل وردت عفوا وسهوا ؟ هذا من المستبعد .


هو نوع من خلط الاوراق ونشر الدخان حول القضية الجنوبية ، فسياسة الجزيرة ثابته تجاه القضية الجنوبية وهدفها عدم ابراز القضية الجنوبية كقضية شعب ، انما جزء من ازمة النظام الداخلية جنبا الى جنب مع القاعدة والحوثيين وان لم يكن هناك علاقة لها بالقاعدة والحوثيين فى نظر الجزيرة .

علينا الا نغتر بنشر تصريحات لقادة جنوبيين ، فهذا المنبر المسيس يوظف هذه التصريحات وبشكل خفى بما يعاكس ارادة قائليها ونواياهم ، وخصوصا عندما ينشر فقط ( ونقول " فقط " لانه لاضير من نشر التعليقات ) كم الردود الانفعالية على التصريحات التى لاتغنى ولا تسمن من جوع الا فى اظهار ان هناك انقسام فى " اليمن " وان ليست ثمة قضية وراءها تاييد شعبى وانما جزء معارض مثل ماهو حاصل فى لبنان ، واتحدى من هنا ان يعلق احد على الموضوع بما يوضح الحقائق ويتم نشر التعليق ، مم يدل على التوجه والموقف السياسى لمن ينفق على هذه القناة من القضية الجنوبية ، وقد تحولت هذة القناة الى وسيلة سياسية للضغط والابتزاز ولا ادل من ذلك المقابلة مع حيدر ابوبكر العطاس فقد تاخر بثها لشهور طويلة ولم تبث الا عندما رفض رئيس الاحتلال اليمنى حضور قمة الدوحة بخصوص غزة ..

ان خطر الجزيرة كاداة سياسية يتمثل فى تبنيها لقضايا لها تأييد جماهيرى عارم على مستوى العالم العربى والاسلامى مثل قضية فلسطين ، وهى خدمت القضية من هذه الناحية ، وايضا لافساحها المجال لكتاب وسياسيين كبار فى الظهور واعطائهم الحرية الكاملة بالنسبة للقضية الفلسطينية والاراء العامة حول الحرية وحقوق الانسان واوضاع العالم العربى المتردى مم اكسبها جماهيرية كبيرة ومصداقية ايضا ، وهنا يكمن خطر الجزيرة عندما توظف لاغراض سياسية ، فلا تعنى مساحة الحرية الواسعة فى الجزيرة ان الجزيرة نفسها حرة وانها لايمكن ان تخضع اطلاقا للتوظيف السياسى من قبل من اوجدها ومن ينفق عليها ، واعتقاد عدم تسيس الجزيرة هو قمة السذاجة ..

حجر الزاوية الذى يؤسس للحقيقة التى ذكرت اعلاه يتمثل فى الاجابة على التساؤلات التالية : لماذا انشئت قناة الجزيرة ؟ ما هو الهدف الحقيقى من وراء انشائها ؟ هل هو نشر الحرية ودعم الديمقراطية والراى والراى الاخر فعلا دون اى اغراض او مصالح اخرى بالرغم من غياب الحرية والديمقرطية فى قطر ؟ ام ان هناك اسباب سياسية ؟ هل للازمة بين السعودية وقطر وتطاول السعودية الدائم وغطرستها على جيرانها الخليجيين دور فى هذا ؟ هل ارادت قطر ان تلقن السعودية دروسا ؟ وهل ارادت جعل هذه القناة خط الدفاع الاول عن وجودها وكرامتها ضد الهيمنة السعودية ؟ هل لكل هذا اطلقت هذه القناة ومنحتها حرية كاملة خصوصا فى بداية بثها لان حرية الجزيرة فى هذه الحالة ستكون وسيلة تنفس لقطر ولن يكون ضررها كبير على النظام القطرى بينما يكون مدمر على النظام السعودى الذى لا يتحمل اى وخزة ويصاب بالحساسية المفرطة .

ثم ان الحرية قضية مكلفة جدا لا تستطيع تحمل تبعاتها دولة صغيرة مثل قطر ، ان الحرية الكاملة ونشرها تحتاج الى دولة قوية تدعمها بل تكتل دول تشكل الحرية ودعمها لديهم عقيدة اساسية تمثل خيارا ثابتا على كافة الاصعدة ومنها تحققها فى ارض الواقع والممارسة وليس فقط قناة او شبكة اعلامية منفصلة عن الواقع المتواجدة فيه اى ليست جزيرة داخل دولة استبدادية . هذا التناقض ايضا يفسر حقيقة الجزيرة ، ويفسر من ناحية اخرى عدم ذكر قطر اطلاقا وكان قطر منزهة عن العيوب والاخطاء الصغيرة او الكبيرة و من ضمنها عدم القاء اى ضوء على جلوس اميرقطر مع وزيرة الخارجية الاسرائلية لفنى التى دكت حكومتها قطاع غزة ... ان معرفة حقيقة الجزيرة كاداة سياسية يسفر سر هذا التناقض والتعتيم التام على بعض المسائل .

قد صرح وزير الخارجية القطرى بان الجزيرة جلبت ضغوطا هائلة على قطر ، هذا ليس لان قطر تؤمن بالحرية ولكن لان الجزيرة قد استنفدت اغراضها كوسيلة فى الدفاع ورد الصاع صاعين للممكلة العربية السعودية ، وان التمادى سيجعل السحر ينقلب على الساحر ، ولذلك توقف الهجوم على السعودية ، فقد اخذت قطر ماتريد وان المطالبة بالمزيد سيجعل الامور تتخذ مسارا اخر وهذا ليس فى صالح قطر . ثم ان قطر ليست بذلك الحجم الذى يستطيع تحمل تلك الضغوط .

اعتقد ان هذه هى الحقيقة ، وهذه الخلفيات والملابسات هى التى اجبرت قطر على انشاء هذه القناة واجبرتها على الحرية كخيار متاح والتى استفادت منها الشعوب العربية قاطبة ، ورب ضارة نافعة ، وكانت هذه الحرية سلاح قطر فى الدفاع عن النفس بل واعطائها دورا سياسيا كبيرا .. ان الحرية هنا وتبنيها يستخدم لاهداف اخرى ..

ونعود لموقف الجزيرة من الجنوب .
هدف الجزيرة من هذه المقابلات مع القادة الجنوبيين هو لاعطاء الانطباع انها منبرللحرية والراى والراى الاخر الذى اعطاها المصداقية ولا تريد ان تفرط فى هذه المصداقية وتريد تعزيزها بالقاء بعض الضوء الخافت على القضية الجنوبية لان تجاهلها وقد اصبحت معروفة للعالم لن يخدم الجزيرة ويظهر تحيزها الواضح وتسييسها فى بعض القضايا .

انطلاقا مم سبق على القادة الجنوبيين ان يستخدموا الجزيرة والا يسمحوا باستخدام الجزيرة لهم ، فاذا كانت الجزيرة فعلا منبرا حرا فيجب ن تكون اداة للراى والراى الاخر ولا تتحول وسيلة بأن تستخدم الاخرين لتسويق نفسها ثم لتمارس اهدافها السياسية التى رسمت لها ...

10/2/2010
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس