01-28-2003, 12:03 AM
|
#2
|
حال نشيط
|
ولد الشاعر القدير ( مستور حمادي )بسيؤن عام 1315هجريه الموافق عام 1897 ميلاديه ، من عائله فقيره ،وقد توفي والده وعمره (اربعه عشرعام فقط ) فاهتم بتربيته عنه (( عــــــــمــــــــــر)) وكان مستور اصغر اخوانه الثلاثه وهم (( احمد وعمر وكرامه )) فنشا مع الفقر واليتم حيث عاش مع افراد عائلته (( ال حمادي )).
التي تمارس صناعة حياكة ونسيج الملابس المحليه في مشاغل بدائيه تسمى (( المحاويك )) ..
شب ( مستور ) وشبت معه هواية الغناء والشعر ورزقه الله بحنجره ناعمه وقريحه خصبه الى جانب خفة الظل كشخصيه لها جا ذبيتها الخاصه المحببه .. كما كان يهرب من بيته ليلا ليرقص ويغني في حلقات الشرح ( الطبل الشعبي)) بمصاحبة المزمار والرقصات .. وفي ليله منعته امه من الخروج واحكمت اغلاق الابواب فقفز من سطح البيت وانكسرت ثناياه ، وهكذا دفع الثمن ، فهو العاشق المغرم ، عشق الرقص
والغناء والشعر منذ نعومة اظافره وكان لا يميل الى العمل مع اقاربه واخوانه في صناعة النسيج مع ان هذه الصناعه ربما كانت مصادر الهامه فيستوحي من النقوش التي ينسجها على الملابس تشبيهاته الشعريه الا بداعيه كما نلا حظ في كثير من اشعاره الغراميه ..
وقد قال مره ان سبب عزوفه عن هذه الصناعه هو ان بعض القبائل حملة السلاح لا يخضعون للسلطه ، يماطلون في دفع اثمان ما يشترون من ملا بس واحيانا لا يد فعون الثمن !! فهجر هذا العمل وصار يميل الى العزله ويجلس مع نفسه احيانا في قمة الجبل او في صحراء بلقع ، وكانه يستلهم الا لهام الشعري حتى واصلته _ كما قال (( الحليله )) بمعنى ربة الشعر _ او شيطان الشعر _ سمها ما شئت .. وبدا يقرض الشعرعلى بد يهه وعمره نحو (( اثنى عشر عاما )) لا غرابه في ذالك فهو من بيت اهل الشعر حيث ان والده من ابرز الشعراء الشعبيين المعروفين في حارته وكانت نساء الحاره اليوافع معجبات بالشاعر الشاب وتمخطره في شوارع الحاره شاديا كالبلبل الصداح فكن يتندرن معه لبؤسه ويتمه ، ولكنه يكيل لهن الصاع صا عين .. فقد داعب احداهن بشعره وقسى في القول ، فا شتكت الى ابيه ، ولا شكوى تفيد عند الاب معتذرا بصغر سن ابنه ( مستور ) فرفعت الشكوى الى ( السلطان الكثيري ) فسجنه ، وفي السجن رفع مستور عقيرته وغنى على لحن (( يا فتاح يا مطلوب وشدا بشعره الساحر فسحر غواني القصر وطلبن السلطان الا فراج عن الفتى ، فا فرج عنه كما افرج عن الشاعر (( ابي محجن )) بواسطة زوجة (( الخليفه العباسي )) في القصه المعروفه .
لقد برز وتفوق شاعرنا ( مستور ) في الشعر الشعبي با نماطه الثلاثه :/ ( شعر الشبواني : الذي يقال على البديهه في حلبة ميدان الرقص " المداره " وكذلك شعر الحان الدان المتعدد الا لحان والمصاريع وايظا الشعر المسرج بقصائده المطوله ) .
الى جانب تفوقه في ذلك فهو ملحن ومغني ويمتلك حنجره نا عمه وطبقات صوتيه مطواعه وهو ايضا عازف على الناي (( نا فخ الشبابه )) وضاربا للطبل (( الهاجر )) با يقاعاته المختلفه وحافظا وراويا للحكايت الشعبيه (( الا سا طير )) كل ذلك بتفوق وهو مع ذلك امي لا يقراء ولا يكتب ، فهي مجموعه مواهب من الا عاجيب .
وكان الا ستاذ القدير (( علي احمد با كثير )) معجبا با بداعاته في معا نيه الشعريه وعلى اتصال وثيق به عندما كان ( با كثير ) في مقتبل حياته الشعريه بسيؤن وينظم اشعارا با للهجه الدارجه حتى انه عندما عاد من مصر الى سيؤن في عام 1968 م جلس معه عدة جلسات تذاكرا فيها ايام الشباب بسيؤن ، كما التقط منه تسجيلا صوتيا لا سطورة (( بن زامل )) واشعاره المغناه على امل ان يخرجها الا ستاذ القدير (( علي بن احمد با كثير )) في قالب مسرحي ، ولكن الا يام لم تطل با لا ستاذ ( با كثير ) حيث عالجته المنيه في نفس العام . رحمهم الله جميعا .
ويلا حظ ان مستور يحرك راسه يمينا وشمالا ايا كان سا ئرا او جالسا ولا تقف حركة راسه الا عندما يكون نا ئما وعند ادائه الصلاه ، وسئل عن ذلك فقال انها في احدى كتفيه جراحه استمرت لفتره طويله ولما كانت البلاد لا تتوفر فيها المصحات الطبيه كان الذباب يخيم على الجراحه ،_ وذلك في صغره _ فجعل حركة راسه تلك وسيله لطرد الذباب عن الجراحه الى ان شفاه الله منها . مع بقاء حركة الراس كعاده ما لوفه لديه صعب عليه تركها .
وفي فترة الصراع بين ( بن عبدات ) و( السلطان الكثيري ) حدث ان اقيمت سهره دان خاصه وبسريه ، اثنى فيها شاعرنا مستور على بن عبدات من باب انه كان لا ينهك رعاياه بالضرائب على عكس ما كان يفعله السلطان الكثيري ، وعبر مستور عن احساسه بذلك كما فعل زملاؤه الا خرون وعلم جواسيس السلطان بما قيلى عنه .. فا استدعى مستور وزملاءه وسجنه السلطان في حضيرة اغنام ، ويقال انه ضربه ايضا ضربا مبرحا .
ثم سافر مستور اللى شرق افريقيا مهجر الحضارم من الطبقه العماليه غالبا واستقبلته هناك الجاليه اليمنيه بالترحاب فا نعشها وانساها كربة الغربه وكانت عطاءاته كثبره لدرجة انه نظم اشعارا بلغت اهالي شرق افريقيا التي تاثر بها واثر فيها .
ولقد غدا من فضول القول بان مستور شاعر الشعب المحبوب عند الجماهير وفي كل القلوب وقد اسهم شعره الوطني حينما شارك في الا حتفالات بعيد العمال في الاول من مايو من عام 1971م ونظم قصيده مسرحه حيا فيها ثوار (( الجبهه القوميه )) والعمال ، وقال فيها :
سلام عالقوميه الجبهه وعا قوامها *** من شانها الثوار لي قعدوا ولي قدهم قيام
وسلام عالعمال جملو تحت ظل خيامها *** ما حد توخر منهم لي وقعوا تحت الخيام
تحيا عروبتنا ويحيا شعبها هما مها *** والجوهره متحركه متمكنه في راس هام
وهكذا ترك مستور في النفوس اجمل الا ثر وطبعت صورته على كل القلوب في الوطن والمهجر فانه بعد وفاته عام 1395 هجريه الموافق عام 1975ميلاديه وتعبيرا من ( اتحاد الا د باء والكتاب اليمنيين ) عن هذه الخساره وتخليدا لشاعرنا ال مستور اقام حفلا تابينيا بمناسبة مرور (( 40 يوما )) على وفاته يوم السبت التاريخ 26/4/1975م ، ووفد الى سيؤن شعراء من كثير من مديريات المحافظه ، ومعلوم ان الذكرى الاربعينيه تقام للشخصيات الرسميه والعظيمه . وتخليدا لا سم هذا الشاعر المبدع الفذ وضعت تسمية الوحده السكنيه التي ولد بها في حي الشهيد (( ابراهيم الحمدي )) بسيؤن وحدة (( مستور حمادي )) السكنيه .. وهكذا من حسن الصد ف ان يتماللقاء بين ( مستور ) صريع شعر الشعب و( ابراهيم الحمدي ) صريع الثوره الوطنيه في منطقه واحده ، تم فيها توحيد اسميهما كعلمين بارزين من اليمن الموحد .
كما تتجد د ذكرى هذا الشاعر المحبوب في منا سبات كثير ه فقد نظم (( اتحاد الفنانين بمديريه سيؤن )) ندوه خاصه عن حياة هذا الشاعر يوم 15/4/1982م وكان حاضرا بها ايظا شاعرنا (( ناصر بن يسلم بن ناصر)) رحمهم الله جميعا .
وهاهو (( اتحاد الفنانين )) يكرر اعادة الجميل والذكر لهذا الشاعر بنشر الذكرى العشرينيه لثورة ال 14 من اكتوبر الخالده ، رمزا ووفاء وتقديرا لشاعرنا (( مستور حمادي )) والذ كرللانسان عمر ثاني ............
.
|
|
|
|
|