عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2010, 02:54 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


صعدة ..وتوق لوطن ( لا تفخخه ) الحروب ..!! علي الكثيري

الأربعاء , 24 فبراير 2010 م

توقفت ( رحى ) الحرب السادسة ، بعد ستة أشهر من دورانها الجنوني في صعدة وحرف سفيان، وبعد ذاك الركام المؤلم من الضحايا والخسائر والماسي والجراح ، التي داهمت الوطن اليمني المثخن بالهزائم والأزمات والنكبات .

نعم ، قد توقفت الحرب بعد أن أنهكت الجميع ، لكن شبح اندلاعها مجددا ، لايزال يضرم الفزع في نفوس التواقين لوطن ( لا تفخخه ) دوامات الاحتراب ، ذلك أن الأسباب والعوامل التي ظلت تفجر دورات الاقتتال في صعدة وغيرها من مناطق البلاد ، لم تجد حتى اليوم الإرادة الحقيقية والفعل الجريء ، الذي يتعمق لاجتثاث جذورها ومنابعها ، على نحو يضع حدا قاطعا لكل ما يدفع الأفراد والجماعات لمواجهة الدولة بفوهات البنادق والمدافع، ونعتقد جازمين – والحال كذلك – ، أن الأسباب والعوامل التي ظلت تمحق البلاد والعباد بدورات الحروب ودوامات العنف ، كامنة في الاختلال العميق المتأصل في منظومات ومسارات إدارة البلاد ،

الذي يعبر عنه ذاك الغياب والتغييب لمرتكزات المواطنة السوية ، المتمثلة في العدالة في توزيع السلطة والثروة ، والديمقراطية المحققة للشراكة الفعلية وللتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مناطق الوطن وفئاته ، والتنمية الشاملة المستدامة ، بموازاة الحضور الكاسح لممارسات الاستلاب والغبن والتمييز والاستحواذ ، والتعاطي مع ثراء التنوع والق الخصوصيات ، من خلال أفاعيل الصهر والطمس والقمع والاجتثاث ، فضلا عن الاستخدام غير السوي للدين في لعبة السياسة وتوازناتها ، فذاك كله أنتج بؤر الحروب المتتالية في شمال البلاد ، وهو أيضا ما يضرم المواجهات الدامية التي توشك على التحول إلى دوامات عنف في الجنوب والشرق .

إذا كان الاتفاق على وقف إطلاق النار في حرب صعدة السادسة ، خطوة شجاعة رحب بها وباركها كل اليمنيين ، فان الأهم الذي يأمله الجميع ، هو أن تتحرك منظومة الحكم بجدية باتجاه المعالجة الجذرية الشاملة لمجمل الاختلالات التي تفاقم من مهالك الفشل والتردي ، وتؤجج بؤر الاقتتال والعنف والتمزق ، والتي – للأسف الشديد – انزلقت بالوطن وأبنائه ووحدته إلى شفير هاوية مدمرة ،

وهذا ما يتأتى من خلال الشروع في تفعيل إصلاحات سياسية وطنية عميقة وشاملة تقضي إلى تجسيد المواطنة السوية بمرتكزاتها الثلاث ، والتوجه الفاعل صوب إعادة هيكلة نظام الدولة ، من خلال اعتماد نظام الدولة المركبة ( الفيدرالية ) .. نعم ، إن ما بلغته الحالة الوطنية المأزومة ، من مستويات خطيرة وراعبة ، لا يسمح بأي قدر من المكابرة والتردد والمراوغة ، فلا سبيل للنجاة والإنقاذ الوطني سوى الفيدرالية ، أما إبقاء الأوضاع على ما هي عليه ، فلا يصيب إلا في مجرى الإطاحة بالبلاد في مهاوي التفجر والتمزق و( الصوملة ) ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس