عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2010, 01:25 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


من ( لندن ) إلى ( الرياض ) ... ! ...علي الكثيري

الخميس , 4 مارس 2010 م

من ( لندن ) إلى ( الرياض ) حضرت اليمن بكل أزماتها المركبة والشائكة ، على طاولات بحث ودراسة تداعى إليها واحتشد لها أشقاء وأصدقاء ، تنامي قلقهم من نذر الفشل والتفجر والانهيار والتمزق ، التي ما طفقت تتهدد هذا البلد المترامي الأطراف ، وصاحب الموقع الجغرافي الاستراتيجي المحوري جنوب شبه الجزيرة العربية ، حيث الممرات البحرية الملاحية الحيوية وحيث أعظم مخزون نفطي في العالم .


لقد قالت القوى الفاعلة والمؤثرة دوليا وإقليميا ، كلمتها تجاه ما ينبغي فعله لتجنيب اليمن مخاطر الفشل والانهيار والتشظي ، وتجنيب المنطقة والعالم تداعيات أي انزلاقه كتلك ، تحول هذا البلد إلى قاعدة لتيارات التطرف والإرهاب .. نعم ، قالت تلك القوى كلمتها في اجتماع لندن أواخر الشهر الماضي ، وهاهي مخرجات اجتماع الرياض مطلع هذا الأسبوع ، تصب في مجرى الدفع باليمن إلى رحاب التفعيل الجاد والعاجل لمصفوفة إصلاحات سياسية وطنية عميقة وشاملة ، بصفة ذلك الضرورة التي لابد من تجسيدها ، لتفادي التردي في مجاهل انهيار كارثي مدمر ،


فقد أبدى أشقاء اليمن وأصدقاؤها ، حرصا واستعدادا لا يحده حد ، لمساعدتنا – نحن اليمنيين – على مساعدة أنفسنا ووطنا لتجاوز ما يعصف بنا من تأزمات وتصدعات واحن ومحن وانسدادان ، وما يحدق بأرضنا وشعبنا من مخاطر ومهاوي راعبة ، وهذا الإجماع الإقليمي والدولي الحريص على استقرار وطننا واستمرار وحدته ودعم نمائه ونهوضه ، إجماع غير مسبوق يستدعي من الفعاليات السياسية وفي الصدارة منظومة الحكم في البلاد ، قراءته قراءة صائبة ودقيقة وواعية ، والتعاطي معه على نحو محقق لاستفادة وطننا منه ، من خلال إطلاق العنان للأفعال الإصلاحية الجريئة الملبية لاستحقاقات التغيير الجذري الشامل ، بما يؤسس لتحولات تاريخية ترسي مقومات الاستقرار والنماء والتماسك والوئام والاندماج الحقيقي ،


وذلك من خلال تفعيل مقتضيات العدالة في توزيع السلطة والثروة ، والشراكة الفعلية والتوازن السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين مناطق اليمن وكافة فئات أبنائه ، والتنمية الشاملة المستدامة ، وهو ما لا يمكن ان يتحقق في ظل هيمنة نظام الدولة المركزية البسيطة ، الملهب لسعير الغبن والانتقاص والتمييز والباعث للازمات والضغائن والتشظيات والنزعات الضيقة ، والهازم للاستقرار والنماء والوئام ، والهادم والمقوض لثراء التنوع والتكامل ، إذ توجب الحاجة والضرورة إعادة هيكلة الدولة في سياق توجه مطلوب ومرغوب لاعتماد نظام الدولة المركبة ( الفيدرالية ) ، الذي لا تتوفر الا في سياقه ممكنات تجسيد الشراكة والتنمية والاندماج ، وترسيخ فاعلية سلطة القانون والمؤسسات ، وتجفيف المنابع واجتثاث الجذور المنتجة لمحارق التطرف والإرهاب .

ولله الأمر من قبل ومن بعد ..

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس