[عاشق الجوهره]

--------------------------------------------------------------------------------
مساجدها بعدد أيام السنة: تريم الغناء.. مدينة البركات الثلاث



مدينة تريم الغناء .. سميت باسم تريم بن السكون بن الاشرس بن كندة (احد ملوك حضرموت) ويقال ان مؤسس هذه المدينة هو تريم بن حضرموت بن سبأ الاصفر.. عرفت بالغنّاء اي الواحة الغنية باشجارها.. وقيل ان فيها ثلاث بركات ظاهرة، بركة في مساجدها وبركة في ترابها وبركة في جبالها.. ذكر العديد من المؤرخين ان تريم اقدم مدن جنوب شبه الجزيرة العربية اذ يعود تأسيسها الى القرن الرابع قبل الميلاد.. وصفها الهمداني بانها «مدينة عظيمة» واسماها الشيخ العالم عمر المحضار «بلاد الطب».
اصبحت بعد ظهور الاسلام مفصلاً مهماً في الحياة الدينية اليمنية ومركزاً كبيراً للعلوم ومزاراً يحج اليه طلاب العلم وأساتذة من مختلف انحاء العالم للتزود بالعلوم والمعرفة، سميت أحد مدارسها بالازهر الثاني.. فإلى نص الاستطلاع:

يقول المؤرخ والعالم الجليل جعفر السقاف: ان اهم اربطة المدينة واقدمها هو رباط تريم الذي يخرج منه أعيان العلماء المشهورين والذين نشروا العلم في الكثير من بقاع العالم.. ويروى انه عاش في تريم مائتا فقيه في وقت واحد وفيها عشرات المعالم التاريخية للاولياء الصالحين مثل مسجد الولي الصالح سركيس وعلى بعد 80 كم من قبر النبي هود عليه السلام ويقام في تريم كل عام في 13 شعبان سوق للابل بعد عودة الزائرين من القبر.. ولانها محط رحال طالبي العلم اصبحت تريم غنية بالمخطوطات العربية التي تملكها العائلات المميزة في المدينة جمع بعضها في مكتبة الاحقاف المشهورة التي تضم آلاف المخطوطات في شتى العلوم والمعارف، وساعد في تعزيز دور مدينة تريم التعليمي عدد من الاسر المتدينة الكبيرة مثل بيت المحضار والسقاف وآل الكاف وبن شهاب.

اشبه بالاسطورة
وتراث تريم العمراني والثقافي بالغ الاهمية فهي اشبه بالاسطورة بما تحتويه من قصور طينية مهيبة وطرز معمارية رفيعة وقد اشتهرت بانتاجها افضل انواع الطلاء الكلسي الابيض (النورة).
في تريم لا تلتفت يسرة او يمنة إلا وترى مسجداً او تلمح مأذنة.. مساجدها قد تصغر الى غرفة متواضعة او تكبر حتى تتسع لمئات المصلين وقد تتلاصق عدة مساجد لتشكل مسجداً واحداً، حيث ان عدد مساجد تريم تبلغ 365 مسجداً بحيث يمكن الصلاة كل يوم في مسجد على مدار العام. ويقال أن جملة مساجد تريم اربعمائة مسجد.

عامرة بالروحانية
وتقول المهندسة ريم عبدالغني رئيسة تريم للعمارة والهندسة: مدينة تريم كأنها انسلّت من احدى الاساطير فهي مدينة الصديق الذي دعا لأهلها ان يكثر فيها الصالحون ويبارك في مائها ولا يطفئ لها ناراً، اي ان تبقى مدينة عامرة حية وربما قيل لذلك ان فيها ثلاث بركات ظاهرة و الزائر في هذه المدينة الغناء المليئة بالروحانية، لا يستطيع ان يدخل تريم دون ان يتوقف قليلاً عند اطلال بوابتها الجميلة لقراءة الفاتحة على ارواح كل الصالحين الذي عاشوا وحدوا يوماً فوق هذه الارض الطاهرة.. فمن شدة حرص اهلها على التدين والتقرب الى الله عز وجل بنوا المساجد التي وصلت الى 365 مسجداً وهو عدد كبير في مدينة صغيرة.

اقدم مساجدها
يعود اقدم مساجدها الى القرن الاول الهجري كمسجد الوصل الذي بناه احمد حفيد الصحابي الجليل عباد بن بشر، ومسجد نفيع، بناه احمد نفيع الذي وصل مع جيش الصديق لمحاربة المرتدين من كندة، ومن اهم مساجدها مسجد باعلوي المبني في القرن السادس للهجرة.
اما درة مساجد تريم وحضرموت كلها فهو مسجد المحضار (القرن التاسع الهجري) الذي يقف شامخاً ببياضه الناصع شاهداً على عظمة المعمار اليمني.
ولمساجد تريم قصص قديمة غالباً ما تسمعها من الاهالي الذين يحرصون علي بناء المساجد من طين طاهر لارض لا غبار عليها وسمعة حسنة لمالك هذه الارض ولهم تقاليدهم التي درجوا على اتباعها في مراحل البناء المختلفة للمسجد.