اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغوربي
[ مشاهدة المشاركة ]
|
استاذنا الفاضل ابوعوض
لك الشكر على هذا الطرح والمجهود الرائع
ودمت بحفظ الرحمن
|
شكرا للغوربي على المرور ...!!
تقول الروايات أن السلطان القعيطي حين قرأ قصيدة الشاعر صلاح الأحمدي ضحك كثيرا وقرأ ما بين سطور الشاعر وفهم من القصيدة بانها (( هجاء في صورة تحريض ، وشحادة في صورة ثورية )) فكتب السلطان خطابا إلى وكيل اعمال القعطة بحيد آباد يأمره بصرف العادة من الاكرامية للشاعر صلاح الأحمدي وايضا وصلت عطايا اسرة الكاف الى الشاعر صلاح الأحمدي وتزامن ذلك مع وصول القصيدة المعارضة الى حيدر آباد ولاغرابة أن يتهم ناظم القصيدة المعارضة صلاح الأحمدي (( أنه شرود )) :
هذا جوابك في قوافي ياصلاح أحمد شرود = وان زدت زدنا وان رجعته باتناقش بانعود
وكما سبق ان كتبت حول قصة (( هروب )) وشردة صلاح الاحمدي من مواجهة (( الجعيدي )) الذي هجاه في عرضه ، وربما أن الشاعر الأحمدي كان يظن ان أمر شردته لايعلم بها احدا خارج نطاق حيدر آباد ، لهذا اتى رد الشاعر الاحمدي يبرر شروده والعار الذي لحق به في قوله:
وتقول في شعرك وفي نظمك صلاح احمد شرود= غلطت في نظمك جبل سيبان ماهو بالرفود
ومهما يكن من حقيقة قصة شردته ، فإن الذي يتضح لنا ان الشاعر المعارض لجأ الى نفس اسلوب صلاح الأحمدي وهو أن يكون (( مجهولا ))، ذلك ما كان يفعله الشاعر صلاح الأحمدي حين يلجأ الى الهجاء ويتخذ من اسم (( الفرزدق العصري )) ستارا له ، وحين اشار الشاعر المعارض الى نقطة شردة الأحمدي فإن هذه المسألة قد مست جانبا مهما في شخصية صلاح الاحمدي الدعي بالشجاعة والرافض للصلح بين القبائل والقابع في بيته بحيدر آباد و(( الشارد )) كعادته من مواجهة الرجال .
أدرك السلطان القعيطي واسرة الكاف أن الذي دفع بالأحمدي على نظم قصيته إنما هو نظم ((هجاء مغلف بالتحريض )) ولهذا أرادوا أن يقطعوا لسانه بالهبات ، وقد تزامن وصول اكرامية السلطان القعيطي واكراميات اسرة (( الكاف )) مع وصول قصيدة المعارض الذي تعمد أن يكون اسمه مجهولا كما يفعل الأحمدي مع من يهجوهم ، وإذ بالشاعر صلاح الاحمدي المتكسب بشعره كما عرف عنه من خلال شعر المدح أو الهجاء الذي ينظمه يتحول عن مواقفه وتتبدل اراءه بقدر حجم العطاء والهبات التي وصلته وبعدد الابيات التي اصابة صميم سلوكه الجبان .
وما كان منه الا وان عاد ونظم قصيدة جديدة جوابا لمن عارضه ، تنحو نحو العقلانية ، وقد جارى صاحب القصيدة المعارضة في ماذهب اليه من نقد . ويصف الشاعر المعارض بانه اصاب الغرض بقصيدته وان ما قاله في حق القبائل من ظلم وعدوان صدق وزاد بانه القبائل ذلت شجاعتهم ثم عطف يهجو الحضارم وبلادهم حضرموت حين وصف انجرامز ب
(( الضيف )) الذي جاء وحاسب في العرقه صيود وان بلادنا حضرموت ماشي فيها
(( متن واوراك ذلا عظام غبرا في جلود )) ثم اقرأ معي ماذا يقول
(( كله وطنكم شبر سبخه هامله بين الحيود )) ياسبحان الله حين تتقلب المواقف بين غمضة ويقضة ، بفعل مفعول الدراهم والنقود عند شاعر ينظم قصائده للتكسب . ويصبح من اشار له الاحمدي (( بأنه حضر البيعة وهم كانوا من الشهود )) بحرا ما تبلده البلود :
ولكاف بوسقاف بحره ماتبلده البلود= من قام في حجه يصيب الأمر غصبا بالجهود
ولك ياعزيزي القارئ بعد ما قرأته وما تقرأه من شعر ، الحكم على هذا الشاعر المسمى صلاح الاحمدي ان حقا كان شاعرا ثوريا معارضا كما يصفه بعض المتنطعون على الشعر والادب ، وبعض المزايدون على الوطنية .
ولمن يريد أن يطلع على قصيدة الأحمدي ويستقريء التغير والتبدل في السريع في مواقفه نكتب هنا القصيدة كاملة ، بعدما قرأت أن أحدهم كتبها في هذه السقيفة بما جاءت من أخطاءات في النقل بين الرواة وكعادة من كتبها هنا عدم تحري دقة النقل والتحقق من عدة مصادر.
ذا فصل ياحيا وسهلا عدد ما في الوجود= بابيات من شاعر محجب صقر في روس الحيود
بلغت إلينا ما عرفنا من محب أو من حسود= يعذل على يافع وهمدان القواسم والعمود
قم يارسول الخط من حيدر عباد أرض السعود=أرض الرخا والعدل والرحمه وتحصيل النقود
من خيرها كلاً ملا كيسه ورحلو للنجود= وتسلطنوا وألقوا حكومه حلم طارئ في الرقود
أرخو خطمها حولوها أهل الطماعه والوعود= هذا سخا الدكن وهذا جودها ياخير جود
هذا كلام الصدق بايشهد بدا الخصم اللدود= هيهات من باينتقد عثمان وإلا بن سعود
اللي عمد مكه وقام العدل فيها والحدود= ياناظم الأبيات ذي سيفك موفر في الغمود
رود شوي عالهجن لاتلغب وتبرك في المقود= انكرت تنبيهي على همدان والشيبه عبود
راع المجوره لا تخنبق خاف للشاره ردود= صبت الغرض في البعض واما البعض جاوزت الحدود
كله كلامك في القبائل صدق ما منه جحود= ذلّت شجاعتهم ونذقوا بالميازر والفرود
وغيرهم وقعوا كماهم في الجهاله والجمود= بلوى مع دعوى بلاحجه ولا فيها شهود
ولعاد حاجه خل بقعا مستره يا بن حمود= والعدل ما يشناه عاقل من كذب له مايعود
وذي ذكرته في عيالي صوب ما جابه كمود=ما انكرك في بعضه ولا صادقك في بعض المدود
هبت على لحقاف نفله باتيبس كل عود=والبخص عالتجار والشيبان ذي فيها قعود
أما انا في التسعين عالعكاز وعيوني صهود= والضيف لي جاكم مقايس شي في العرقه صيود
ما شي متن واوراك ذلا عظام غبرا في جلود= كله وطنكم شبر سبخه هامله بين الحيود
قوت اهلها صفرا وخوريه وقد تمسي هبود= لاحب في المدفن ولا في الكيس خمسية نقود
وماالشريعه يارفيقي بتوارى في اللحود= والشاب بايفلت وبا يفلتن حلوات الخدود
وبا يقع تقبيل في الغره ولعماس النهود= هذا الحدث لكبر وعند البادري فسخ العقود
ومن حفر حفره لغيره في وسطها بايعود= وتقول في شعرك وفي نظمك صلاح احمد شرود
غلطت في نظمك جبل سيبان ماهو بالرفود= والله عالم من طوى فرشه وبكر بالبرود
ما لو معي في الرأي قبضه كان سديت العدود= لكن من الاهمال ساد الثعل وابعدن الاسود
ومن ترك نشرته همل للخيب أمست فيود= والسيل لي ماله موازع بايطير بالربود
هيهات قله كان بلحارث يشبه بالاسود= ومن العجيب ان قلت بن طالب يشابه باربود
لوعاد بوغالب بقي ما بايذلين الأسود= يومه إذا قال نودي يالشوامخ باتنود
ولكاف بوسقاف بحره ما تبلده البلود= وان حد بغى له رز داره ما تفارقها الوفود
من قام في حجه يصيب الأمر غصبا بالجهود= والله عالم بالسرائر والضماير والقصود
ما ظنها إلا جات جذفت شقف من لندن تقود= هتلر وموسوليني ألجوهم لتحصين الحدود
والأمر نافذ قده ذلا زاد رزحه عالربود= عاد الأمل في الله ياشاعر وصالح في الوجود
أيضا ولا تنسى علي وبفضله العالم شهود= ليت المغاره يصلح الهفوات في اليوم العنود
له ذهن ثاقب يخرج المُحرج مع وقت الورود= هويا علي منصور في المجرا وفي المعنى سدود
خو جعفر المعروف بالحكمة يفككها عقود= وانشد على المحضار حامد قل له المجلس يعود
بيني وبينه عهد والأجواد توفي بالعهود= وان بايعاشينا وله شي مصلحه ما ناحسود
عسى بها تغفر ذنوبه لي انكتبت في الرصود= والختم صلى الله على الشافع لنا يوم الورود
.