بن لاذن خادم المحاضير
اختلف الحضارمة حول نسب واصول عائلة آل بن لادن فمنهم من يقول ان اصولهم حضرمية من وادي رخية ، ومنهم يقول بأن اصولهم هندية وان جد هذه العائلة قدم في القرن العاشر الهجري من الهند هو واشخاص آخرون كانوا معه واستقروا في الشحر ثم في هينن حين كانت عاصمة لسلطنة ابوطويرق وانقطع عن بلاده واهله وتزوج في حضرموت ورحل ابناءه الى وادي رخيه ومنهم من توجه الى وادي دوعن واستقر برباط باعشن ، وكانت مهنة هذه العائلة العمل في البناء والنوره ، ثم هاجر منهم من هاجر الى الحجاز ، ولم يبق من هذه العائلة (( آل بن لاذن )) في حضرموت إلا كما يقال اسرة واحدة بوادي رخية ، وأخرى بوادي دوعن ، أما في المهجر فقد فاء الله على محمد بن عوض بن لاذن بالثراء والتجارة وتوسعت اعماله بالرغم أنه كان أميا بدأ حياته العملية في مهنة البناء وتوسعت عليه الدنيا وكان مزواجا ، توفى عام 1386هـ وترك وراءه ثروة واسعة وكثير من الأبناء . إنها ضربة الحظ التي حولت بن لاذن من عامل أجير ، الى ثري كبير ، ومن خلال مكاتبة السيد مصطفى المحضار نستقرأ ماذا قال عن الحظوظ وبن لاذن وكيف أنه يشفق على هذا الرجل البسيط من تكالب الدنيا والمال والثراء عليه حتى اصبحت حياته هما على هم ، قال السيد مصطفى :
(( هي إلا حظوظ ، ما هي بالخطوط ، لا العربية ولا العجمية ، هذا ابن لاذن كان يخدم عندنا ، كل يوم بأوقيه ، وينور السحيح والمطاهير ، واصله من رخيه ، ولايقرأ ولا يكتب ، ولايحسب ، وسافر ويوم الحظ زين ، شف قده فين ، باللكوك والملايين ، ومسقاطه ومخراطه ، وفي الحقيقه ياخس حظ ، تعب وقطب قلب ، دوبه طائر في الهوى ، ما يتهنى قهوه ، عند أهله يوم بمكه ، ويوم بالمدينه ، ويوم بمصر ، ويوم بالشام ، ويوم بالطائف ، ويوم بالرياض ، ويوم بالبحرين ، ويوم بالمشرق ، يوم بالمغرب ، والحاله حالة نكد ، ما فيها راحه لأحد وكلها الدنيا هكذا ، وإن حد بايخفف على نفسه ، وإلا حكمه بايتعب نفسه :
ياصاح لا تكثر على نفسك وخفف كل هم.... خفف على نفسك جمال الملح تؤخذها العجم
لعل من قرأ ما جاء ضمن تلك المكاتبة وما سيليها يدرك أن السيد مصطفى المحضار يتمتع بذات علوية تريد ان يكون نصيب اصحابها العلويون العلى في العلم والثراء وكما قال : (( ولا نودي بحد يزيد على أهل البيت من عامة الخلق )) لهذا ربما أنه يناقض نفسه ويعترض على حكمة المولى عز وجل الذي يهب الرزق لمن يشاء ويبسطه على من يشاء من عباده ، ومع هذا يسجل السيد مصطفى بصراحته المعهودة ايجابيات أثرياء الحضارم من غير العلويين ، ويمتدح كرمهم ومساهماتهم في فعل الخير، قال السيد مصطفى المحضار ضمن تلك المكاتبة :
(( وإخواننا في حضرموت كلهم كرام ، كرم سفره وتفال ، وكل يوم تعال ، وإخواننا في سنقفوره بالآلاف واللكوك والملايين ولا نودّي بحد يزيد على أهل البيت ، من عامة الخلق ، ظهروا في الوقت زقور في الحجاز ، بالآلاف واللكوك وملايين ، ولكنهم أعطوها حقها ، على ما نسمع يكرمون بعشرات الألوف ، بن لاذن من رخيه شرد من الجوع ، وبقشان حالكي سيباني من ليس رأس ماله قافله جمال من المكلا إلى دوعن ، له كرم كثير ، وواحد من الهجرين بن محفوظ متصل بالكعكي ، دخلت عليه فلوس ، ودنيا تغر ، ولهم أيادي في الخير كثيره .... ))
السحيحة للذين لايعرفون ماهي السحيحة
.