عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2010, 12:37 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

الجنوب العربي"واليمن" كفاكم استخفافا ..!! علي الكثيري


الجنوب العربي"واليمن" كفاكم استخفافا ..!! علي الكثيري

كفاكم استخفافا ..!!

علي الكثيري
المصدر : الناشر

ثمة من يمعن في الاستخفاف بحالة التأزم والتوتر المستعرة على امتداد الجنوب ، ويمضي – مع سبق الإصرار – إلى تغذية صانع القرار بالمعلومات والقراءات المغلوطة ، التي تصور له ما يضطرم هناك ، على انه ( حراك ) مفتعل ، يثير نفر من ( المشاغبين ) المعزولين عديمي الوزن والقيمة والتأثير ، ممن ( ارتهنوا ) لــ ( مخططات ) و ( مؤامرات ) خارجية ، وان إخماد هذه ( الزوبعة ) لا يتطلب سوى تشكيل مزيد من ( اللجان ) الميدانية لمعالجة القضايا ( المطلبية والحقوقية ) ، وإطلاق العنان للأجهزة الأمنية لـ ( ردع العابثين ) ، وكبح جماح ( الحراكيين ) هناك

.ان الإصرار السلطوي على الاستخفاف بالأوضاع المتفجرة في الجنوب ، ومن ثم عدم الاعتراف بحقيقة ان ( الحراك الجنوبي ) ، بات التعبير الأوضح لحالة الاحتجاج والرفض والسخط المتعاظمة في مختلف محافظات الجنوب ، وان شعاراته ودعواته ما طفقت تستقطب المزيد من الاحتشاد الجماهيري ، بعد ان بلغت السياسات والممارسات التمييزية الافسادية ، بجموح المسحوقين المنهوبين المغبونين ، حدود اليأس من إمكانية إحداث إصلاحات حقيقية وجذرية في إطار ( الوحدة ) ، ان ذلك الاستخفاف ، وما يترتب عليه من تماد في رفض استحقاقات الإصلاح السياسي الوطني الشامل ، والإفراط في إنتاج الإجراءات التخديرية والمعالجات الجزئية الشكلية ، وتصعيد المواجهات الأمنية القامعة والدامية ، لا نراه الا تعاطيا فعالا في تأجيج الاحتقانات ، وتعميق الانقسامات والتصدعات ، وتنمية الضغائن والصراعات ، على النحو الذي يجعله باعثا ومحفزا لتصاعد حركة الاحتجاج والرفض ،

واتساع مساحتها ، وتعاظم المحتشدين في ساحاتها . لقد ان الأوان لكي يكف المكابرون عن مكابرتهم ، وذلك من خلال الاعتراف بخطورة ما يتقد به الجنوب ، والوقوف على حقيقة ان هذه الحالة الراعبة ، نتاج ما يتعمق في نفوس الناس هناك من أوجاع الإقصاء والاستلاب والتمييز ، التي تلهبها الممارسات النهبوية التمزيقية الهدامة ، وان المنطلق لتفعيل معالجات جذرية شافية ، لا يكمن الا في تجسيد العدالة في توزيع السلطة والثروة ، وتحقيق الشراكة الفعلية والتوازن الشامل ، بحيث يستعيد الجنوبيون والشماليون شعورهم بالوجود الحي والفاعل في إطار الوحدة ، وتشابك مصالحهم ومنافعهم دون انتقاص أو استلاب ، وهو مالا يمكن ان يتأتى الا من خلال إعادة هيكلة نظام الدولة ، على نحو يلبي مقتضيات اعتماد الفيدرالية الثنائية ، بصفتها النظام الأمثل لترسيخ الوحدة على أسس توفر لها القابلية للاستمرار والاستقرار والمنعة ، أما إذا تمادى الرافضون في رفضهم ، فلا نحسب الا إننا مقبلون على مالا يبقي لنا وطنا ولا وحدة .. ولله الأمر من قبل ومن بعد . .



الخميس 22-04-2010 07:11 مساء
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس