عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2010, 07:24 AM   #4
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوحيري [ مشاهدة المشاركة ]
مشكوووور على معلوماتك القيمة جدا أستاذي الغالي وتقبل مرووووري

لقد تبوأت أسرة قدري العلوية الحضرمية مكانة كبيرة في المجتمع الإندونيسي ، واستطاع عدد كثير من ابناء هذه الاسرة الوصول الى سدة الحكم لبعض سلطنات جزر ارخبيل الملايو ، لما لهذه الاسرة من تأثير روحي كبير ، وعلاقاتها الخاصة بالأسر الاندنوسية الحاكمة بواسطة الزواج من بنات هذه الاسر الحاكمة ، برز عبدالرحمن بن حسين قدري العلوي الحضرمي كأول من تولى سلطنة بونتياناك والتي يطلق عليها الحضارمة (( فونتيانه )) ، وكانت مدة حكمه لهذه السلطنة من سنة 1185 الى 1223هـ وبعد وفاة السيد عبدالرحمن تولى امور السلطنة من بعده ابنه قاسم من سنة 1223 حتى سنة 1235هـ ثم ابنه عثمان من سنة 1235 حتى سنة 1273هـ ثم حفيده السيد حامد بن عثمان من الفترة 1272 الى سنة 1289هـ ثم ابن حفيده يوسف بن حامد (1).

وكانت العلاقات التي تربط هذه الاسرة الحضرمية مع الاسر الحاكمة هي علاقة مصاهرة جاءت كثمرة من ثمرات الزواج من بناتها . ولهذا مهدت علاقة المصاهرة لأسرة (( قدري الحضرمية )) ان تصل الى حكم (( فونتيانه )) وقد اتخذت اسرة قدري القابا جاوية واندمجت تماما مع الأسر الإندونيسية وذوبانها في المجتمع بمضي الزمن .
ولهذا حين شرعت الرابطة العلوية في إندونيسيا سنة 1358هـ بالقيام باحصاء شامل للأسر العلوية الحضرمية في جاوة لم تذكر سوى 11 فردا من عائلة (( آل قدري )) كانوا حينها يقيمون في بلدتين من الجزر الإندونيسية .

المنطاق الحضرمية التي كانت منطلقا للهجرة الى جاوة


من عادة المهاجرين في الاقاليم الاخرى انهم ينطلقون في هجرتهم من المدن الواقعة على الساحل ، ذلك لقرب هذه المدن من وسائل النقل البحري ، والمدن الساحلية دائما ما تكون مرافئها اكثر احتكاكا بالشعوب الاخرى ، ولهذا غالبا ما مايفكر سكان تلك المدن الساحلية في الانطلاق عبر مراسيها نحو مدن بعيدة ، اما للتجارة او البحث عن مصادر رزق وفرص عمل جديدة وحياة افضل ، ولكن الهجرة الحضرمية كسرت هذه القاعدة فقد كان معظم المهاجرين الحضارمة من مدن وقرى الداخل الحضرمي الواقعة في وادي حضرموت ، وبالتحديد ان الاغلبية العظمى من المهاجرين الى سنغفورة وجاوة كانوا من تريم ، وسيئون ، وشبام ، والقرى التي تقع بين هذه المدن ، والقليل منهم كانوا من وادي دوعن (( الهجرين )) وحريضة ووادي عمد وهينن وغيرها ، وقد لاحظ ذلك الرحالة الهولندي (( فان دروميولين )) الذي قام بزيارة الى وادي حضرموت سنة 1931م وكتب عن زيارته وقال :

(( سيئون هي موطن الكثير من الحضارمة الذين هاجروا الى اندونيسيا وحققوا مكاسب اقتصادية كبيرة فيها كما ان استقبال السلطان الكثيري لنا كان مفعما بالكرم الشرقي المبالغ فيه حيث قال لي : انت في الواقع سلطان هذه البلاد فأكثر من نصف من رعايا سلطنتي تابعون لهولندا وفي هذا شئ من الحقيقة لأن سيئون متأترة بإندونيسيا بشكل كبير وواضح ))(2).

لقد شهدت بعض المناطق الحضرمية هجرة ابناءها نحو جاوة بشكل ملحوظ وعلى نطاق واسع فمثلا تشير احصائية اشار اليها (( دانيال فان درميولين وفيسمان )) ان سكان حريضة عام 1931م بلغ 2000 نسمة وان عدد المهاجرين من هذه البلدة بلغ عددهم 4000 فردا (3 ).

هناك اسباب وعوامل عدة جعلت الهجرة الحضرمية تنطلق معظمها من وادي حضرموت وليس من مدن سواحله . وعن هذه الاسباب ولنا حديث ووقفة اخرى مع هذه الاوراق المهمة في تاريخ شعبنا وهجرته نحو ارخبيل الملايو.


---------------------------------------------------------------------
(1) الهجرة اليمنية لبامطرف ص 304
(2) Smith .G.Clarence William . OP.Cil.p266
(3) حضرموت ازاحة النقاب عن بعض غموضها دانيال درميولين وفيسمان ترجمة محمد سعيد القدال ص 144جامعة عدن 1998م.



ز
التوقيع :
  رد مع اقتباس