عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2010, 12:41 PM   #20
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

اقتباس :
إحتجاجا على ما نالها من تمريغ للكرامة التركية في الوحل ولتثبت لنا صدق موقفها وتضامنها مع محيطها الإقليمي العربي والإسلامي ؟ .
مسرور


مسألة الكرامة في العلاقات بين دول الشّمال وأعني بها الدّول الغربية والولايات المتّحدة الأمريكية وبين دول العالم الثالث فيها نظر يا أستاذي الفاضل وقد وفّقت ـ فيما أظنّ ـ عند تقييمك للتعامل التّركي في أزمات المنطقة وكتبت:

اقتباس :
( ستسغل تركيا أزمتها مع إسرائيل في الضغط على الإتحاد الأوروبي لدمجها ضمن منظومته )

نعود إلى الكرامة المنزوعة في العلاقات بين الدّول . كنت قد قرأت سابقاً في كتاب:

" لعبة الأمم " لمايلر كوبلاند ـ رجل الإستخبارات الأمريكي المكلّف بمراقبة جمال عبد النّاصر والنّاصرية في مصر في الستينيات من القرن الماضي ، ومن العبارات العالقة في الذّهن: ما أذكره جيّدا أنّه كتب عن شعار العزّة والكرامة للأمّة العربيّة التي ينادي بها جمال عبد النّاصر . كتب ما معناه: إنّ رجال الأعمال الأمريكان لن يدخلوا مصر مستثمرين طالما أنّ عبد الناصر منهمك في مشروع العزّة والكرامة .
وهذا ينطبق على كلّ دولة في الصّف المقابل لأمريكا وحلفائها وتركيا من هذه الدّول ، وهل ستصدّق إذا ما زعمت بأنّ السياسة الخارجية التّركية راضية عنها أمريكا . فضلا اقرأ جيّدا ما كتبه ما يلر:

* إن الهدف الرئيسي من دعمنا لعبد الناصر هو رغبتنا في توفّر زعيم في بلد عربي رئيسي يتمتع بنفوذ قوي على شعبه وعلى بقية العرب وله من القوة ما يمكنه أن يتخذ ما شاء من القرارات الخطيرة والغير مقبولة عند الغوغاء مثل عقد صلح مع إسرائيل . ص 113 .

وفي مكان آخر كتب:

* وفي مناسبة أخرى التفت إلي آلن دالاس [ مدير وكالة المخابرات المركزية ] وقال لي: ( إذا حاول بكباشيك ـ ناصر ـ أن يحشرنا في الزاوية ، فلن نتأخر في شطره نصفين! ) ص 228.

إذن لا مكان للكرامة في العلاقات بين الدول الكبيرة والصّغيرة ، هذا إذا لم تنتقص السّيادة بنسبة ما أو انتزاعها كلّيا باستثناء دول ندّية ، وكما كتبت:

اقتباس :
السياسة فن الممكن ولا تحوي ثوابتا أبدا وكلها متغيرات فلا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة والثابت غير المتغير فيها المصالح الدائمة .....

هناك يا ياسيّدي الفاضل تشابك المصالح وتشعّبها في أكثر من اتّجاه ومنحى ، وإليك مثال بسيط:

أوّلا: وتركيا موجودة في هذه المعمعة في الأطراف طبعا وليس في الوسط .

( قد تبدو مناطق الشرق الأوسط، وبحر قزوين، والقرن الإفريقي، متباعدة جغرافيا. ومع ذلك فإنّا لا نستطيع معرفة حقيقة ما يجري في أحدها، دون معرفة ما يجري في بقيتها.. إنها حرب تستعر بين القوى الكبرى للسيطرة على العالم، حرب وقودها الضعفاء. "حلم السيطرة على العالم"، هو المحرك الحقيقي لجميع الحروب والصراعات السياسية التي نعيشها حاليا ) ـ سعود بن عبد الله المعيقلي " مجلّة العصر: 12/4/2004 "


ما نشاهد من ظواهر الصّراعات القائمة بين بعض الدّول النّامية وبين ما يسمّى بالمجتمع الدّولي المتمحور حول:

حروب الدّماء
حروب الحصار
التجهيل والتّجويع
حروب الإعلام
الحروب النّفسيّة


الحقيقة


1- تفاوت صارخ قائم بين الدول

بين البلدان الغنية (دول الشمال الـ29) والبلدان المتخلفة (دول الجنوب الـ146)
( في بداية القرن العشرين كان نصيب الدول الغنية تسعة أضعاف دخل الدول المتخلفة أما اليوم فهو مائة ضعف،وبلغ الدخل المتوسط الأمريكي سنة 1990، 38 مرة الدخل التنزاني وقد بلغ اليوم 61 مرة.
إن الفروقات جلية بين معسكر الأغنياء ومعسكر الفقراء، من ذلك أن تقرير التنميــــة الإنسانية لسنة 2005 افترض لو أن الدول الغنية تقرر إيقاف نموّها، فإن دول الجنوب مجتمعة لن تصل إلى مستواها إلا سنة 2177، أما دول إفريقيا جنوب الصحراء فلن تصل إلا سنة 2236).

2- وبين الطّبقات

أ ) عدد مليارديرات العالم 726 بينما عدد الذين يبيتون على الطوى هو 1,4 مليار إنسان، والمقصود بالعيش على الطوى هو عدم القدرة على توفير القوت اليومي وبلغة الأرقام من لا يصل دخله اليومي إلى 1,25 دولار علما وأن عدد الذين يقلّ دخلهم عن 2 دولار هم 2,598 مليار إنسان، وعن 2,5 دولار هم 3,140 مليار دولار (سنة 2005) أي أكثر من نصف سكان الأرض. وضمن هذه الأرقام نعثر على 50,4% من الذين لا يتجاوز دخلهم 1,25 دولار هم من إفريقيا جنوب الصحراء ومن الذين لا يتجاوز دخلهم 2,5 دولار 79,9% أي 609,9 مليون إنسان إفريقي.
ب ) الفقر حسب الخبراء هو درجات فمن لا يصل دخله إلى 1,25 دولار يوميا هو تحت الخط الأدنى أما الخط الأعلى فهو يعني الحصول على مقابل نقدي للحاجيات الأساسية. وتختلف مؤشرات الفقر حسب الأوضاع والبلدان والأجناس... لكن في كل الحالات تعتبر المجاعات هي الحالات الأسوأ والأفظع وهي تمسّ اليوم 1,4 مليار إنسان.
وقد اعتبرت منظمة الفاو أن القضاء على المجاعة ممكن في حدود 2015 ولن يكلّف إلا 30 مليار دولار ).

ثانيا:
في جزء من الأسرار ما تعبّر عنه الشّركات العابرة للقارات الآخذة في التنامي عددا وإنتاجا وأرباحا خياليّة ، بمسمّياتها:

ـ الشركات الدولية
ـ الشركات متعددة الجنسية

هذه الشّركات وإن أخذت المدار الإقتصادي إلاّ أنّها المؤثرة على مستوى العالم في:
الشأن السياسي والاجتماعي، ( وبصفة خاصة في دور الحكومات في ممارستها لمسؤولياتها، وفي سير العلاقات بين الدول ).

الشركات الدوليّة العملاقة

( إن عمليات هذه الشركات تنتشر الآن على اتساع العالم كله ؛ حيث تبني المصانع، وتبيع منتجاتها في عديد من الدول المختلفة، وحيث تحوّل مبالغ هائلة من النقود بين العملات المختلفة، وفقًا لاحتياجاتها، وتوظف أناسًا من جنسيات متباينة.

( هذه الشركات تفرض قيودًا شديدة على المعلومات عن استثماراتها وعملياتها ومبيعاتها، وأرباحها وتحويلاتها النقدية، وما تبيّن أيضًا من أن معظم مديري هذه الشركات العملاقة يفضّلون عدم إثارة المناقشات حول هذه المعلومات؛ سواء في مؤتمرات أم ندوات أم حلقات دراسية؛ إذ يشعر هؤلاء أن من الخطورة بمكان مناقشة آثار النمو السريع للشركات الدولية على الملأ، على أساس أن مثل هذه المناقشة من شأنها أن تثير انزعاج الحكومات والرأي العام في البلدان التي تمارس فيها نشاطاتها، الأمر الذي قد يثير بالتالي أفعالاً سياسية ضارة بمصالح تلك الشركات ).
يقول سمير كرم في كتابه (الشركات متعددة الجنسية): ( إن الحجم الاقتصادي الضخم للشركات متعددة الجنسية، والإنتاجيات الهائلة التي تحققها - يوفران الموارد المالية، والخبرات اللازمة للبحوث العلمية والتقنية.

بَيْدَ أن المشكلة تكمن في كون هذه الشركات تلعب دورًا خطيرًا في تشجيع ظاهرة نزيف الأدمغة؛ أي: هجرة العقول العلمية، والفكرية والتقنية، وأصحاب الخبرات المختلفة من دول العالم الثالث إلى الدول التي توجد فيها مقارّ، رئيسة لهذه الشركات، وبخاصة الولايات المتحدة.
وللأسف فإن سيطرة بعض الشركات الدولية في المجال التقني تبلغ حدًا يجعل لها هيمنة سياسية واجتماعية في بعض الأحيان.
لذا، يؤكدّ أكثر من مصدر اقتصادي أن هناك ثمنًا سياسيًّا لقاء الفوائد العلمية والاجتماعية التي تقدمها الشركات الدولية في مجال التقدم التقني.
إن الشركات عابرة القارات تمارس سيطرة مركزية كاملة من البلد الأصلي على فروعها المنتشرة في أنحاء العالم، وجميع الفروع تعمل تحت نظام دقيق، وفي إطار إستراتيجية عالمية وسيطرة عالمية مشتركة، ذلك لأن المركز الرئيس للشركة عابرة القارات هو بمثابة الدماغ، والجهاز العصبي المركزي لهذه الإستراتيجيات ) .

إن دوائر اقتصادية عديدة في العالم تذهب الآن إلى أن معدل ازدياد قوة الشركات عابرة القارات وسلطانها ونفوذها سوف يتسارع بصورة دراماتيكية، وأن العالم يتحوّل نتيجة لذلك بسرعة نحو عصر المؤسسات الأكبر من عملاقة.
وعلى سبيل المثال فإن أحد أنصار هذا الرأي وهو هوارد بيرلوتر يعتقد أن العالم قد أصبح تحت هيمنة عدد من الشركات الدولية البالغة الضخامة التي يتراوح عددها بين 500 و600 شركة، وهي المسؤولة عن القسم الأكبر من الإنتاج الصناعي العالمي
.

إذن الحسابات الدقيقة لا تتعدّى هذه الدّوائر وعلى كلّ عربي أن يعرف حقيقة موقعه في الخارطة وخط مداره .
الحوار معك ممتع يا أستاذي الفاضل . أما طلبت منك بأن تدع الصغائر للصغار؟
التوقيع :
  رد مع اقتباس