عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2010, 07:38 AM   #65
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

اقتباس :
يفترض في كل مستعرض للتاريخ التحرر من الإنتماء السياسي والعقائدي والفكري كلازمة مهمة وبدون ذلك فإن ما ستخطه أقلامنا سيكون كلاما ببغاويا مكررا لا رأي لنا فيه ولا موقف .......

للمرة الثانية يا أخي مسرور أطلب منك أن تعيد القراءة لتتأكّد أنّي لم أكتب عن التاريخ ، فلا تقتنصني من الجملة الأخيرة التي أتت في سياق الحديث ، وهي:
( أوافقك فيما ذهبت إليه بأنّي ( كنت مأخوذا بالنزعة المناطقية الحضرمية ومتعصبا لها ).

ثمّ أنّها تعزز روح الإنطواء ومبدأ التّحفظ في الطبيعة الحضرمية ، وهو ما كان لبّ طرحي الذي تجادلني حوله القائم على الوصف لبناء اجتماعي وافقت فيه تحليل بامؤمن والنّتيجة التي وصل إليها وأتيت بأسباب قناعتي
با مؤمن:
( ونحن نعلم يقيناً أنّ الأفكار الخاطئة التي يفرضها عادة ذوو الجاه والمال في المجتمع تكريسا لمصالحهم وامتيازاتهم . كلما تراكمت وترسّخت في البناء الإجتماعي حتى أصبحت تمارس كنظم وعادات وتقاليد بل وعبادات أحيانا ...... ) .
الكلام الببغاوي وعدم الحيادية في الكتابة عن التاريخ يغلب على لسان وقلم كلّ حزبيّ ( الإنتماء السياسي )* ، وهذه الصفة أو قل التّزمّت تقابلها العاطفة عند الآخر كما تفضّلت ، والإثنين معا غير جديرين بالثقة المطلقة فيما يقولان أو يكتبان عن التاريخ .

أعود وأكرر تأييدي لما كتبه با مؤمن من أنّ الأفكار الخاطئة التي فرضها ذوو " الجاه والمال في المجتمع تكريسا لمصالحهم وامتيازاتهم . كلما تراكمت وترسّخت في البناء الإجتماعي حتى أصبحت تمارس كنظم وعادات وتقاليد " ، وأزيد: ليس في المجتمع اليمني بل " في المجتمعات " ، وذلك ما نشاهد ونقرأ في أكثر من ساحة وموقع .
ـــــــــــــــــــــــــــ
أنت مثلاً لما تكتب عن المناضل عبد الفتاح اسماعيل تضيف جملة: ( طيّب الذّكر ) كلّما ورد اسمه . هل حقيقة شهد التاريخ على الذّكر الطيب له في عهده أو أنّها جملة إضافيّة؟ .
اقتباس :

تعجبني كثيرا كتابات المستشرقين ( الكفار الملحدين )

من كتاب مغامرات في بلاد العرب
ويليام ب . سيبروك ـ 1929م

وأترك الحكم لك وهو يصور العربي ، المسلم ويصف عمان ( الأردن )
•من ذكرياتي الأولى كتاب صور أعطتنيه أمي في أيام الحضانة المبكرة . كانت الصورة التي تواجه صفحة العنوان تظهر شخوصا ثلاثة مهيبة من عالم آخر ، متخفية في أرديتها ، وممتطية صهوات بهائم غريبة هائلة ومطاردة نجمة . لقد أفعمت تلك الصور خيالي الغض بانفعال لا يوصف . أما الصورة الثانية فكانت صورة طفل وأناس راكعين . لم تثر الصورة اهتمامي . ومع أن أمي أوضحت لي أن هذا الطفل ليس مثل سائر الأطفال فقد عاندتها وظللت أرجع إلى صورة الرجال الثلاثة الممتطين جمالا .
• وذات يوم جاء شاب ( إلى مقهى وليام في نيويورك ) شرقي ذو عينين سوداوين حزينتين ، وتهذيب رفيع ، اسمه داوود عز الدين . كان داوود ، الدرزي الآتي من بلاد العرب ، أحد نبلاء تلك السلالة الغريبة الشديدة البأس من المحاربين المصبّغين الذين كانوا في نظر الأمريكيين حينئذ أسطوريين شأن جموع جاجوج وماجوج ، وأصبحت المعرفة بهم أوضح بعد الثورة العنيفة التي قادوها ضد الفرنسيين في سوريا .
• إن بلاد العرب لم تكن تشدّني نحو الدروز فقط على كل حال . لقد قرأت كتابي دوتي ( Doughty ـ رحالة إنجليزي 1843 ـ 1926 ) الخالد وتقت إلى معايشة البدو ، قبائل الصحراء الحقيقيين الساكنين في خيام سود .
• قال داوود ( مرافقه ) إن هناك رجلا عظيما يعرفه والده وهو الأمير أمين أرسلان ، وهو زعيم عربي كان أسلافه حكاما وأمراء منذ القرن الحادي عشر ، ويمكنني القراءة عن العائلة إذا شئت في الموسوعة البريطانية ، وأمين نفسه كان واليا على سكان الصحراء في العهد العثماني .
وقال: إن الأمير أمين أرسلان يقطن الآن في قصر آل أرسلان القديم في بيروت ، ولكنه تعامل بشرف مع كبار شيوخ القبائل أيام السلطنة ، وهو الآن ذو سمعة طيبة في بلاد العرب ، وابن المدينة الوحيد الذي أحبه سكان الصحراء ووثقوا به . وإن شاء أرسلني إلى أبعد مضارب البدو ، وكفل لي رحلة مؤكدة وآمنة أكثر من أي شخص آخر .

• وهكذا بدأت أنا وكاتي ( زوجته ) نخطط ونتهيأ ، إذ كانت تنوي الذهاب أيضا ، ( لقد شاركتني في واقع الأمر في العديد من المخاطر والتجارب التي أعقبت ذلك ) . وفي ذلك الحين كان هناك أشياء كثيرة ينبغي تعلمها . لم ألجأ إلى الكتب بل إلى الناس . عثرت على طهاة عرب ، وأبناء السندباد المفعمين بالود ، في ضواحي واشنطن الفقيرة ، وعلى أساتذة عرب في كولومبيا هايتس . وعلى الجملة تعلمت من الأوائل أكثر . لقد قضيت ساعات ـ أمسيات كاملة ـ معهم حول قنينة عرق في أكثر الأحوال أتعلم كالببغاء عبارات عامية في اللغة العربية الحديثة الدارجة ، وبالتدريج جملا كاملة .
بيت البدو:
• لم يساورني خوف خاص على حياتي ، إذ أن البدو على احترافهم السلب ، نادرا ما يقتلون ( فرنجيا ) قريبا قربنا نحن من المواقع الفرنسية والإنكليزية . فالسطو البحت لا ينطوي إلا على نتائج قليلة بالنسبة للمغيرين ، وإن رافقه سفك دماء محلية بين الحين والآخر ، أما قتل أوروبي فيعقبه عادة طائرات وإعدامات . وإذا لم يستطيعوا القبض على المذنبين ، شنقوا عددا من أقاربهم أو من أبناء قبيلتهم .
وفوجئت تماما حين واجهت بدلا من ذلك ، ستة خيّالة ذوي مظهر قذر وبغيض واضعين بنادق على قرابيس السروج...
• رفعت يدي اليمنى وباطنها إلى الأمام وقلت مستخدما عربية رديئة ، وانكليزية تعين على فؤاد ترجمتها: ( أنا بوجه البدو...... )
• سألتهم: ( هل يستطيع أحدكم أن يقرأ؟ ) ، ومن حسن الحظ أن اثنين منهم كانا يستطيعان ذلك . أخرجت رسائلي النفيسة التي وقعها الأمير أمين أرسلان ؟ بسم الله الرحمن الرحيم: ( هذا الرجل بوجهي وبوجه مثقال باشا ...............) .
• ... تحولوا إلى أصدقاء وعانقونا كأخوة ....
• كانت مدينة عمان التي بلغناها ظهرا مثل فردوس صغير بأشجارها الخضراء وجداولها وينابيعها بعد رحلتنا الشاقة في أيام حارة .
• في صباح اليوم التالي ذهب فؤاد ( المرافق ) يتسقط الأخبار في المقاهي والأسواق ، في حين استلقيت أنا على السرير متكاسلا متوجعا من السفر ثلاثة أيام على صهوة الفرس .
• والمرجح أن الأمير عبدالله ، الحاكم الحالي ، يعلم أين نجد مثقالاً بالضبط ، إذ أنه والشيخ القوي يدعو أحدهما الآخر ( ابن العم ) .
• وبالطبع كان هناك مراكز عسكرية إنكليزية ، غير أني كنت قد تعلمت أن من يرغب في ثقة العربي وصداقته عليه أن يبتعد عن ( الأحابيل الأجنبية ) .
• سيارة فورد محطمة يسوقها ولد في الرابعة عشر من العمر نقلتنا إلى القصر ، حيث أدخلنا حارس محلي في ثياب الخالكي إلى قاعة استقبال رئيس الوزراء .
• دخل الركابي باشا بعد أن انتظرناه ربع ساعة..............
• تكلم بالفرنسية . سألني في تهذيب بارد عما ( أحتاج إليه ) ، والتهذيب البارد من شرقي في مثل تلك الظروف كان يعني فظاظة متعمدة .
• سألني عن عملي أو مهنتي ، وقلت له: ( إن الكتابة هي مصدر رزقي في أميريكا ) . قال سمعت عن كتاب يدخلون بلادنا متظاهرين بالصداقة والاهتمام الأدبي ، ولكنهم يضمرون دوافع أخرى ، ويخلقون لنا متاعب في آخر الأمر دائما ) .

وبعد بضع لحظات مزقت صمت الأديرة المخيم على الصرح صرخات مديدة قوية أطلقتها حنجرة بشرية ، إذ كان يمكن تمييز الكلمات ، ولكن الأمر بدا وكأنما ثور باشان Bashan كان يخور بالعربية: ( يا مصطفى ، يا نور يا حامد ، يا كنج ) . إنه ينادي الخدم.• لم يكن الشيخ قديسا غامضا ضعيفا ، بل أسدا من أسود الإسلام .

عفوا للإطالة.
سلام
التوقيع :
  رد مع اقتباس