[مسرور]

أخي الخليفي الهلالي


أصبحت السقيفة العامة تعج بالمواضيع التافهة للمراهقين أصحاب القص واللزق ولكن ( وضع تحت ولكن عشرة خطوط ) مواضيعك تلفت الإنتباه وتجذب القارىء لقراءة ما بين سطورها


ماذا تعرف عن الطائفية والعنصرية والعرقية في تاريخ اليمن ؟ ..... وماذا تعرف عن الصراع بين الرابطة العلوية وجمعية الإرشاد في المهجر الحضرمي والداخل على حد سواء ؟ وماذا تعرف عن الصراع السياسي بين المهاجرين والأنصار الذي شهدته سقيفة بني ساعدة عقب وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ؟


يبدو لي أنك تجهل كل ذلك !!!!! والحديث في هذا الجانب قد يطول


عموما .... الحديث ذو شجون ووقتي لا يسعفني وبالمختصر المفيد يبدو لي أنك تعيد نفس الاسطوانة المشروخة التي رفع لواءها الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني المنظّر الأول في التاريخ اليمني للعصبية اليمانية القحطانية ضد الهاشميين أو العدنانيين عموما وفي ذلك قال قصيدة طويلة ردا على قصيدة الكميت بن أسعد الأسدي المتعصّب للعدنانيين من الهاشميين ونذكر منها التالي :

ألسنا السابقين لكل فخر = ونحن الأولون الأقربون
وما أفتخر الأنام بغير ملك = قديم أو بدين مسلمينا
وما بسواهما فخروا وإنّا = لذلك دون كل جامعونا

كان نشوان بن سعيد الحميري ( كذلك ) ممن ناصبوا الهاشميين العداء في اليمن ولم يروا لهم أفضلية فيما يتعلّق بالإمامة ووقفوا ضد نفوذهم السياسي وعبر عنه بقوله :

إن أولى الناس بالأمر الذي = هو أتقى الناس والمؤتمن
كائنا من كان لا يجهل من = ورد الفضل به والسنن
أبيض الجلدة أو أسودها = انفه مخرومة والأذن

موقف شبيه بموقف الخوارج والمعتزلة الذين كانوا يرون أن الخلافة والإمامة ليست حكرا في أحد ويجوز لكل مسلم تقلدها وحصرها في قريش ليس سوى تشبه باليهود وفي ذلك قال نشوان :

حصر الإمامة في قريش معشر = هم باليهود أحق بالإلحاق
جهلا كما حصر اليهود ضلالة = أمر النبوّة في بني إسحاق

من الأمور الجديرة بالوقوف أمامها وإستلهام العبر منها الأسس التي قامت عليها الثورة اليمنية المعروفة بثورة 26 سبتمبر 1962 والتي كان الهدف منها نزع الإمامة من أسرة آل حميد الدين الحسينيون وإلغاء التميز الهاشمي على القحطانيين وعلى هذا الأساس ألبت الجماهير اليمنية وخاصة السواد الأعظم من الشوافع الذين عاشوا الذل والمهانة تحت سيطرة الطائفة الزيدية وأئمتها ، ومما يؤسف له أنهم لايزالون يعيشون نفس الوضع في ظل تنفذ القبيلة الزيدية حاليا والتي لازالت تجتر نفس الشعارات السابقة في حربها مع الهاشميين الحوثيين وأنصارهم القبائليون وتخوف الجماهير من عودة الإمامة في شخص الحوثي ، ولو أقمنا المقارنة بين الحكم الإمامي الذي اعتبر جائرا وبين الحكم العسقبلي الجمهوري الراهن الذي شمل اليمن الموحد وخيرّنا بين أحد نظامين لأخترنا حكم الأئمة الهاشميين



أعود وأكرر ... وقتي لايسعفني .... وسنتطرق لاحقا إلى النفوذ الديني والسياسي للسادة والمشايخ في ما عرف بجنوب اليمن سابقا وحضرموت على وجه الخصوص ( وهو بيت القصيد ) والمختلف إختلافا كليا عن الهيمنة الإمامية في شمال الوطن .... فالسادة المشايخ في جنوب اليمن وحضرموت وشبوه وبقية إمارات وسلطنات الجنوب العربي السابق كانوا رافدا للحكام يستمدون شرعيتهم الدينية منهم ولم يهيمنوا على السلطة السياسية بإستثناء المشايخ آل العمودي الذين لعبوا دورا بارزا وتصدروا اللعبة السياسية مع حكّام حضرموت ونافسوهم عليها وهددو كياناتهم السياسية ... وأرجو أن نتناول الموضوع من منطلقات تاريخية صرفة ودون التعرّض للمنهج الصوفي السائد في بلادنا بالتحقير أو الإدعاء بتمثيل الإسلام المستند إلى القرآن والسنّة وتجيير الله ورسوله والدين لصالح الطرف المناقض ومن ثم تكفير المخالفين لتلك المناهج الوهابية المتزمتة وكون الشيء بالشي يذكر اليك الرابط التالي لموضوع كتبه أبوعوض وقارن فيه بين أصحاب الشالات الخضر والشمغ الحمر



حضرموت بين اهل الشالات الخضر والشمغ الحمر...!!! - سقيفة الشبامي



أعدك بوقفة لاحقة


سلام .