[الجاحظ]

الهلالي

من خلال كل ماطرحته في هذا الموضوع طرأت لدينا ضرورة الرد على مثل هذه الأقلام التي تدّعي المعرفة وهي غارقة في مستنقعات الجهل , وكان لابد لنا أن نرد عليك ردا علميا منهجيا ونضع لذلك الرد مقدمة ومباحث ومطالب فنقول :


المقدمة :

لاحظنا في هذا المنتدى أن الكثير من أعضائه يتخبطون يمنة ويسرة في أطروحاتهم ولا يملكون منهجية ولا ضوابط للطرح العلمي المعرفي وقطعا أنت من أولئك الذين يعانون من تشوّها فكرية وعاهات معرفية تجعلك تخلط الأمور بلا ضابط وبلامنهجية في الطرح وحتى نفنّد للأعضاء ونشخّص لهم ولك تلك التشوّهات الفكرية التي إستحوذت على مفاهيمك وإستبدت بها أقول لك مايلي :

المبحث الأول :

من خلال العنوان الذي جعلته لهذا الموضوع فقد إختلق قصور معارفك رابطا واضحا بين العمائم والشعوذة والحق أن لا رابط بين الشعوذة والعمائم بدليل : أن الشعوذة ليست حكرا في الممارسة على أصحاب العمائم فحسب بل ثبت أن هناك من يمارس الشعوذة ممن لايلبسون العمائم ولو كانت العمامة شعارا للمشعوذين ( فقط ) , لساغ لك ولأمثالك أن يتشدّق بهذا القول . كما أن العمامة لا علاقة لها بالصلاح والفضل , ولا علاقة لها بالظلم والعدل , ولا علاقة لها بالعلم والجهل , فهي مجرّد لباس إعتادت العرب على لبسه في جاهليتها وإسلامها , فأهل الصلاح والعلم والفضل والعدل كانوا يلبسونها , وأهل البغي والجور والظلم والجهل كانوا أيضا يلبسونها , وأهل السحر والشعوذة والزندقة كانوا أيضا يلبسونها . فقد كان صلى الله عليه وآله وهو صفوة الخلق يلبسها , وكان أهل النفاق في المدينة أيضا يلبسونها , وكان مسلم بن عقبة والحجاج بن يوسف وهما من رؤوس البغي والظلم والجور يلبسونها , وكان حريز بن عثمان وعبدالكريم إبن أبي العرجاء يلبسونها وهما من رؤوس الزندقة . فكيف ساغ لك أن تربط بين العمائم والشعوذة ؟
ووفقا لكل ما قدّمناه نسوق إليك الإلزام الذي لافكاك لك عنه وهو : ما الذي جعلك تربط بين العمائم كلباس والشعوذة كسلوك ؟ فإن قلت : أن العمامة شعارا لأهل الشعوذة قلنا لك : كذبت وكابرت وجانبت الصواب وقد أظهرنا قصور معارفك وتخبّطك بماقدّمناه من أدلّة , وإن قلت : ليس شعارا لهم وانما هو مجرّد لباس يلبسه البر والفاجر والصالح والفاسق والعادل والظالم قلنا لك : لقد هدمت كل أطروحتك وأظهرت عوار أفكارك والسلام .

المبحث الثاني :

لقد تابعت الكثير من أطروحاتك في هذا المنتدى فوجدت أن صفتها الهزال والسفسطة والإنحلال , والتخبّط والضلال ومثلك ليس له أن يلج في أبواب نقد الظواهر السلوكية أو غيرها وذلك لأسباب سأبيّنها لك وللأعضاء :

أولا :

يجب أن يهتم أمثالك بتنمية معارفهم وتوسيع مداركهم خصوصا أنك وأمثالك لا أهلية لكم على طرح مثل هذه الظواهر ومناقشتها وإخضاعها للبحث والتحليل , فمثل ذلك يتطلّب مقومات ووسائل وأدوات أنت لا تملكها .

ثانيا :

الأدهى والأمر من كل ذلك أنك من المشرفين في هذا الموقع وهذا يقدح في الهيئة المشرفة لهذا الموقع وكان من المفترض أن تكون الهيئة المشرفة لهذا المنتدى من أصحاب الكفاءة العلمية والمعرفية فإذا كان هذا حال أحد المشرفين في هذا الموقع فعلى ماذا يدل هذا ؟ هذا لايعني أنه لايوجد في هذا المنتدى من الأقلام الواعية _ الأعضاء والمشرفين _ فمما لاشك فيه أن هناك أقلاما نيّرة وواعية .

ثالثا :

من الشروط التي يجب أن يتحقق بها الباحث في الظواهر السلوكية أو الإجتماعية أو الناقد للتجارب المعرفية أن يتحلّى بالإنصاف في الطرح والتعمّق في الرؤية وهذا لانجده في أسلوبك أنت تحديدا . فما تكتبه يفتقر لأبسط شروط وآداب الكتابة والنقد فأنت لا تحسن حتى الكتابة وأبجديتها فضلا عن إتيانك المسألة أو الظاهرة المراد نقدها إتيانا صحيحا فما هكذا تورد الإبل ياسعد !!!!

خاتمة :

قال الشاعر البردوني :

أدهى من الجهل علم يطمئن إلى **** أنصاف ناسٍ طغوا بالعلم وإغتصبوا

نصيحة :

أنصحك وأمثالك بالإهتمام بالقراءة والإستزادة في تحصيل المعارف فالوقت الذي تهدره في كتابة مثل هذه الترّهات والطرح المسف ثمين والأولى بك أن تسخّره فيما يعود عليك بالنفع والفائدة .ولنا وقفة لاحقة إن إستلزم ذلك .


.