العدد 52
صحيفة البادية
للأستاذ صلاح بن مسلم باتيس
إنها والله فرصة عظيمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد... فإننا في هذه الحياة نمر بمحطات أنعم الله بها علينا لنتزود منها بالإيمان والعمل الصالح حيث أنه سبحانه وتعالى
قد هيأها لتزكو فيها نفوسنا وترتقي إلى مراتب الصالحين وضاعف فيها الأجور والحسنات رحمة منه جل في علاه بعباده المذنبين المقصرين..
ومن هذه المحطات موسم الخيرات وشهر البركات ... شهر أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.. إنه شهر رمضان المبارك الذي
كلما ذكر اسمه تاقت النفوس إليه واشتاقت لمعانقة نفحاته وبركاته... فهو والله نعمة ربانية ومنحة سماوية علينا أن ندرك أهميتها
حتى لانضيعها فنخسر خسرانا مبينا ... وإنه من عظيم نعم الله علينا أن يبلغنا رمضان ونحن في أتم الصحة والعافية
ويتم نعمته علينا بأن يوفقنا لصيامه وقيامه إيمانا واحتسابا فيغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا ... فأي نعمة أعظم من هذه النعمه..
قال النووي رحمه الله في كتاب الأذكار ( اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة ،
أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى أو يثني بما هو أهله )
ومن هنا يجدر بنا أن نقف مع أنفسنا وقفة حساب وعتاب فنسأل ماذا أعددنا من برامج وخطط وجداول لاستغلال هذا الشهر الفضيل ؟؟!!
فأنتم يامن كنتم تقضون أكثر من ساعتين أمام المباراة ...هل ستقضون ساعة مع القرآن في كل يوم من رمضان ؟!
وأنتم يامن كنتم تنفقون الآلآف في الرحلات والكماليات .. هل ستنفقون مثلها في تفطير الصائمين وإطعام الفقراء والمساكين ؟!
وأنتم يامن كنتم تضيعون اليالي أمام الشاشات والمحادثات ... هل ستكون لكم ركعات وسجدات في صلاة التراويح مع الجماعات ؟؟!!
إنها والله فرصة عظيمة أسأل الله أن لايحرمنا خيرها وأن يكتب لنا أجرها اللهم آمين...