عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2010, 05:14 PM   #5
القانص البري
حال نشيط

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]
.

لصاحبكم أبوعوض الشبامي كشكول يضم كثيرا من تراث حضرموت من مناطق متفرقة ، من بينها حكاية هذا البيت الذي هو من التراث وحكايته يقال انها واقعية ، سمعتها من رجل معمر ينتمي الى أهالي (( غيضة البهيش )) التي تقع خلف المرتفعات القريبة من بروم من على ساحل حضرموت ، شاءت الصدف أن وجدت هذا الرجل واقف على الخط الواقع بين (( بروم - وبير علي - عدن )) ينتظر سيارة تقله الى عدن ، أركبت الرجل معي ، وقلت له مازحا (( الأجره المطلوبة منك ان تشلنا كما يوم شليتك واعني انك تجيب لي في الطريق قصص من تراثكم أو قصيد من الذي تحفظه وانا مستعد اشلك الى عدن )) فضحك الرجل وقال : لايهمك هذه اجره بسيطه شلنا في الموتر وباشلك انا بالقصص القديمة التي باتجزع لنا الطريق ...!! وكانت أحد الأشياء التي دونتها منه هذه القصة الظريفة:

(( يحكى أنه كان هناك شابا من ابناء غيضة البهيش اسمه (( حيدر )) وكان اصغر أخوانه الخمسة ، وشاءت الصدف أن تعرف على فتاة جميلة شاهدها وهي ترعى الغنم في منطقة اسمها (( عرقه )) تقع الآن بمحافظة شبوة ، وارتبط شاب (( غيضة البهيش )) مع فتاة (( عرقة )) راعية الغنم بقصة عشق وحب ، وكانا يتقابلان سرا و بعيدا عن اعين الناس في احد الشعاب القربية ، وكان إذا ابطأ على الفتاة المغيبة تسأل عنه بالشعر كل طائر يأتي من الجهة التي كان يقدم منها ، وكان الشاب (( البهيشي )) يغيب عن اهله بين كل فترة وفترة ربما لأكثر من 15 يوم .

وكان للفتاة أخوين شابين (( منصور وعبدالله )) ، قد وصل الى علمهما قصة علاقة اختهم بهذا الشاب الغريب ، وعلم بمقابلتها له اثناء رعيها للأغنام ، فقررا قتل الشاب (( البهيشي )) ، فتربصا به في أحد الشعاب التي يقابل فيهااختهم الراعية ، وذات يوم فاجأوه وقتلاه على غيلة ودفنوه تحت جبل (( حيد )) . حزنت الفتاة كثيرا عليه واخفت حزنها عن اهلها فكانت تذهب كل يوم الى ذلك الشعب تطلق الأغنام وتجلس بالقرب من قبره .

طال غياب الشاب (( البهيشي )) على أهله وقلق أخوته الخمسة عليه ، وبعد عدة أشهر انطلقوا يبحثون عنه ، ويستطلعون اخباره ، فأدركهم الليل ، فباتوا في غار ، ولما اصبح الصبح شاهدوا الفتاة الراعية تحت الجبل جالسة عند القبر ، وصدفة قدر الله لهما أن يكتشفا مقتل أخوهم الصغير ، ذلك أن غراببين حطا على (( الحيد )) الصغير المقابل للقبر فنعقا ، فألتفتت الفتاة نحو الغرابين وقالت كعادتها حين كانت تسأل الطيور عنه :


ياذاالغرابين ياللي سد حيدي سرا=عساك اليوم شفت بالخلاء حيدرا


ثم تنهدت عميقا وانتظرت الجواب من الغرابين ولكن لامجيب سوى النعيق من غراب البين فقالت الفتاة على لسان الغراب :

نعم منصور ذاكره وعبدالله عمربن غرا= بخفيفة الحد صبرت القلب ومسمرا
حطوه في شعب يامحفاه يامعسرا=


(( منصور وعبدالله )) هما أخويها اللذان قتلاه .

فسمع أخوان الشاب المقتول (( حيدر)) تلك الأبيات فنزلا من الغار نحو الفتاة فاستوضحوا الأمر منها وعن قصة صاحب القبر ، فأكتشفوا أن القبر يعود لأخيهم (( حيدر )) وأنه قتل ، (( فأعتزا )) أحد أخوته وكان شاعرا فتوعد بقتل (( عبدالله )) لأخذ الثار في أخيه حيدر (( نقا )) فقال :

لاعلي وثن إن عبدالله نقا في حيدرا = وإن احزنتبي تفك الخيط في المنظرا
طعن الجنابي يبا لبات ومكاسرا = طعن المناحر وضرب الراس يامعسرا
قد قلت لك يابهيشي لا تهاوي مرا = إن المره بحر وانت البحر ما تمخرا



فتربص الأخوة الخمسة ل (( منصور وعبدالله )) قاتلي أخوهم (( حيدر )) فقتلوهما وعادوا بعد أن أخذوا بالثأر لأخيهم ..!!

وكما نصح (( البهيشي )) ذات يوم أخوه حيدره بأن لايهاوي (( مره )) فهل تقبلون أنتم التحدي و تمخرون في بحر اسمه (( المره )) المرأة ...
(( فإن المره بحر وانت البحر ما تمخرا )) . وكم من واحد ضاع في لجج هذا البحر ...!!

كتبه للسقيفة (( ابوعوض الشبامي )) 15 شعبان1431هـ


.

مشكور خوي هات من الجديد
  رد مع اقتباس