كان الجاحظ معتزليا عثمانيا وكان يجاهر بها فكتب كتابه العثمانية ولم يكن يومئذ مبرقعا , إلاّ أن أبا جعفر الإسكافي رد عليه في كتابه نقض العثمانية , فلم يستخدم الجاحظ حق النقض ( الفيتو ) كما يستخدمه بعض المشرفين المبرقعين , وبما أن بعض الدول تستخدم حق النقض ( جهارا نهارا ) عندما تشعر بأن الإدانة أضحت وشيكة , إلاّ أن بعض المشرفين في المنتديات التي تعج بها الشبكة نجدهم يستخدمون حق الفيتو _ عندما يغرق المعصاد _ وهو مبرقعا .
عموما كتب الجاحظ وسجل بقلمه موقفا حدث بين عبدالله بن زيد الهلالي ورجل من محارب قيس قال الجاحظ : ( دخل رجل من محارب قيس على عبدالله بن زيد الهلالي وهو عامل على أرمينية , وقد بات في موضع قريب منه غدير فيه ضفادع , فقال عبدالله للمحاربي : ماتركتنا أشياخ محارب هذه الليلة ننام , لشدّة أصواتها , فقال المحاربي : أصلح الله الأمير , أنّها أضلّت برقعا لها فهي في بغائه ) أهـ . قال الجاحظ : أراد الهلالي قول الأخطل :
تنق بلا شئٍ شيوخ محاربٍ = وماخلتها كانت تريشُ ولا تبري
ضفادع في ظلماء ليلٍ تجاوبت = فدل عليها صوتها حيّة البحرِ
وأراد المحاربي قول الشاعر :
لكل هلاليٍ من اللؤم برقعٌ = ولإبن هلالٍ برقعٌ وقميصُ
والحق أن اللؤم كان من نصيب الضفادع المبرقعة ولم تكن من نصيب كل هلالي , لكن الأعجب من ذلك كله أن تلك الضفادع المبرقعة أصبحت تستخدم حق الفيتو , وبدلا من أن تغلق تلك الضفادع أفواهها تلجأ إلى إغلاق بعض المواضيع إستنادا إلى الفيتو المبرقع . فسدّت بذلك الإغلاق أفقا واسعا من المعرفة كان قد فتحه العضو مسرور .
.