[الجاحظ]

المتفاخر بالناهد


الإنتصار بالأكاذيب لايجدي نفعا , وما نقلته من المعاجم فيه تحريف واضح ولو رجعت إلى لسان العرب لإبن منظور وغيره من اللغويين لوجدتهم يبتدأون في تعريف ( نهد ) فيقولون أولا : النهد : ثدي البنت و( الناهد ) هي البنت التي أشرفت ثدييها وإرتفعت , الخلاف حول ( ناهد ) لا حول ( نهد ) فالفرس لايقال لها ( فرس ناهد ) بل يقال لها ( فرس نهد ) وكذلك الأسد , فلفظ ( ناهد ) لاينصرف إلا على البنت التي أشرفت نهديها وبرزت . فأنت تتفاخر ( بالناهد ) لا ( بالنهد ) ولو كنت جعلت إسمك ( أبو نهد ) لساغ لك أن تقول هذا .


أما الكعب فمعناه ( المشرف والبارز ) ويقال عن نهد البنت إذا علا وبرز ( نهد أكعب ) أي أشرف وبرز , وتكعّبت البنت : أي إذا برزت نهديها ويقال للبنات البارزات نهودهن ( كواعب ) ويقال للرجل الشريف : عالي الكعب ويقال على بيت الله العتيق ( كعبة ) فالكعب هو أي شئ ( علا وبرز وأشرف وإرتفع ) . فكيف تدعي كذبا بأن معنى كعب ( نهد ) ؟ فالنهد شئ , والكعب شئ آخر ولا حاجة للتمسك بالأكاذيب كما تصنع . ( راجع لسان العرب مادة ك ع ب ) .


.