عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2010, 05:59 PM   #6
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

( سالم علي الجرو )

اقتباس :
المحسوس أنّ النقاشات التي تعني في معظمها أنها لم تكن بين فكر وفكر ولا رأي ورأي ، وإنّما بين مهاجم على الذّات ومدافع عنها أو بين مهاجم وصامت ، فهل نصفها بالعقم ، وهي خارجة عن مدار الحوار العقلاني ، أو نصفها بالجهل وهي في معمعة التّجريح الشخصي؟

حبيب قلبي الأستاذ سالم بن علي الجرو


رمضان كريم


يقول أخوتنا أبناء أرض الكنانة في أدبياتهم الشعبية :


حتى مصارين البطن بتتخانق نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الطبقية في مجتمعنا لها سلم يحوي المراتبية الإجتماعية ولن ينقضها تقول المتقولين وستظل ثابتة إلى ما شاء الله .... وكون الجزء الجنوبي من بلادنا ( ما عرف سابقا بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) لديه مقومات المجتمع المدني ويعيشها في إحدى مدنه الرئيسية عدن التي نبذ المهاجرون إليها كل العصبيات ووضعوها جانبا وما يربطهم بها لا يتجاوز لقب يعقب الإسم الثلاثي لا أهمية تذكر له أسقطته حكومة جنوب اليمن السابقة لقطع دابر الصلة بين الفرد والقبيلة أو الإسرة وأكتفت بالإسم الثلالثي فقط لتحديد هوية الشخص وليس إنتسابه لهذه العشيرة أو تلك وأعيد العمل به ( للأسف في ظل حكومة القبيلة والفيد والعسكر بزعامة القبيلي على عبد الله صالح ، أما في المدن الحضرية الساحلية والداخلية فالوتيرة تتسارع بإتجاه قيام المجتمع المدني المفرغ من العصبية وشتان بين الطابع الإجتماعي لمدينة سيوون بالأمس القريب وطابعها الإجتماعي اليوم الذي تمازجت فيه أطياف المجتمع الحضرمي والوافدون من خارجه وهم في طريقهم لتشكيل بنية اجتماعية بديلة للبنية السابقة ونفس الشيء ينطبق على المدن الحضرمية الأخرى مما يبشر بأن المراتبية الإجتماعية في بعض أجزاء جنوب اليمن ستغدو في المستقبل المنظور أثرا بعد عين وسيحتفظ ممثلوا المرجعيات الدينية ممن توارثوها على مدى عصور متتالية بنفوذهم الروحي في الأوساط الجماهيرية ولن يزعزعه قيام المجتمع المدني الواسع .




بعيدا عن ما جاء في المقدمة التمهيدية لمشاركتي هذه ضمن موضوعك يبرز تساؤل في ذهني دائما مفاده هل أنهى الإسلام العصبية القبلية تطبيقا لقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : دعوها فإنها منتنة أم أنها لازمت الدول الإسلامية التي أعقبت خلافة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومنذ قيام قيام دولة الملك العضوض في الإسلام بدء من عهد معاوية بن أبي سفيان ؟




تفيد المراجع التاريخية أن العصبية والكراهية نشطت وسادت وتوسعت رقعتها لأسباب سياسية تتعلق بالحق في الأولوية للزعامة والريادة منذ بداية الملك العضوض وطي صفحة الخلافة الراشدة وستبقى كذلك قائمة ولكن بطابع مغاير يتوافق وإنقسام المسلمين إلى تيارات وتوجهات دينية شتى ويأتي في مقدمة تلك التيارات الرئيسية البارزة غير المستترة والرافضة للتوافق بين المسلمين ما بقي النقيض موجودا من يعرفون بالشيعة المغالية اثنا عشرية واسماعيلية وغيرها ونقيضها من المتشددين الحنابلة المغالين ( كذلك ) الذين استأثروا بالدين الإسلامي في الوسط السني وجعلوا من أنفسهم ممثلين له وعملوا على اقضاء بقية الفرق السنيّة الإسلامية بقوة ونفوذ البترودولار وهم يعيشون في ظرفنا الراهن حالة هدنة مع المذاهب السنيّة بإستثناء أتباع الطرق الصوفية حيث يرون في نقدها وتوجيه الإتهامات لها بمخالفة مبادىء الدين سيرا على ما أختطه رموزهم الأول مدخلا لتجييش عموم المسلمين السنة خلفهم ... فما هي البدايات الأولى للصراع ؟




نعلم أن أصوات المعارضة من الخوارج والهاشميين والموالي خفتت في عهد الأمويين وبدأت في الإرتفاع بشكل ملحوظ في أواخر عهدهم ، أما في العصر العبّاسي فإن أصواتا شتى دخلت في حلبة المنابذات والتحقير ، وقويت شوكة الموالي وخصوصا الفرس منهم إذ أخذوا يتنفسون الصعداء ويعبرون عن سخطهم من العرب وفتح الباب على مصراعيه للعلويين والعباسيين للتفريج عما كبتوه من حقد ونقمة على الأمويين بعد أن ظلا حبيسين في الصدور أكثر من مائة عام عانوا خلالها ألوانا من الإضطهاد والتنكيل نتيجة معارضتهم لها ، وكان الهاشميون ( علويون وعباسيون ) ينقمون على بني أميّة وبعد إستيلاء العباسيين على الحكم أصبح الفريقان ينقمان على بعضهما البعض وعلى الأمويين في وقت واحد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة (1) ... فماذا كانت نتيجة هذا الحقد الهاشمي الهاشمي ؟




أضيف صدعا جديدا في كيان الأمة وفكرا مشتتا جديدا وتجريحا يضاف إلى الرصيد السابق وما كان نادرا في عهد الأمويين من استخدام الموالي بات مألوفا في العهد العبّاسي حيث عيّن الخلفاء ولاة ومسؤلين ورؤساء من الموالي وتوسعوا في ذلك ..... من جانبنا نرى أنه لا يجب استنكار تعيين الموالي لأنهم مسلمون أولا وأخيرا غير أن ما يجب الإنتباه إليه أن تلك الفترة قد تميّزت عن غيرها بظاهرة تحقير العرب بشكل صريح وواضح ليس من قبل عرب آخرين كما كان الحال في العصر الأموي أو كموقف معن بن زائده الذي نكّل باليمنيين وقتل كثيرا منهم تعصّبا لقبيلته بل من قبل الموالي من الفرس وغيرهم من الموالي ، ويورد الرواة قصصا وحكايات وحوادثا تشير إلى أن دعاة العباسيين والخلفاء من بعدهم قد نقموا على العرب عموما وحقروهم واستبعدوهم من المراكز والوظائف والأعمال الهامة كما تشير إلى تطاول الموالي على العرب بالكلام والإضطهاد والتنكيل ، وسواء كانت تلك القصص والحكايات صحيحة أم إنها كانت ضربا من التشهير السياسي فإن حصيلتها على أية حال قد مسّت الأمةالعربية بكاملها في شخصيتها وحضارتها وتاريخها ... ومما يؤكد تلك الأحقاد ما كتبه إبراهيم الإمام لأبي مسلم الخرساني قائلا له : إذا أستطعت الا تدع بخرسان أحدا يتكلم العربية إلا قتلته فافعل ، فأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فأقتله وعليك بمضر فإنهم العدو القريب الدار فأبد حضرهم ولا تدع على الأرض منهم ديّارا .




ما أود الوصول إليه ( واسمحوا لي على الإطالة )



انني من واقع متابعتي للأخذ والرد والشد والجذب بين المتحاورين وجدت أن السحر والشعوذة كإتهام من القبائليون للسادة الهاشميين لم يكن إلا ستارا لتحقيق غاية عبر تصنيف الحورا بأنه بين طبقة القبائل وطبقة السادة والمشايخ من جهة لنقد وضع قائم ومحاولة تصحيحه من قبل القبائليون وإلزام السادة الهاشميين والمشايخ بالإقرار بشذوذ بعض ممارساتهم .. ولو دققنا في الأمر مليا وقرأنا ما بين السطور فسنكتشف أن العراك الكلامي ليس إلا إمتدادا لصراع سابق بين أتباع السلفية التكفيرية المغالية التي أسس لها ابن تيمية الحراني المكفرة لمن سواها من أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى والتي تصب جام غضبها دائما على الشيعة والصوفية تصفية لثأرات عن تحالفات سابقة كانت آخرها تلك التي قامت بين من أسسوا الدولة العباسية والفرس ، وكإمتداد لتلك الرموز نجد اليوم ورثتها من أتباع المذهبية الحنبلية الوهابية المتشددة التي استطاعت غزو العالم بواسطة البترودولار وتعميم فكرها المستمد من فكر ابن تيمية الحراني وتلميذه ابن القيم ومجدد الفكر الظلامي التكفيري الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذين نشطوا أثناء الحرب الباردة بين القطبين الدوليين واستغلوا غزو الإتحاد السوفييتي لأفغانستان لتجييش الشباب بإسم الدين الإسلام والوعد بمعانقة الحور العين فور القتل في سبيل الشيطان وليس في سبيل الله وزجوا بهم في محرقة حرب أفغانستان بإسم الإسلام والتعصب له في الوقت الذي يدرك فيه كل صاحب عقل أن الدين الإسلامي ممثلا في الحنبلية الوهابيةالمتشددة دخل كحليف للولايات المتحدة التي تلتقي مصالحها مع الكهانة الدينية في الجزيرة العربية والعروش الملكية لحماية مياه الخليج العربي الدافئة من فكي كماشه سيطبق على منابع البترول فكه الأول في جنوب اليمن والآخر في أفغانستان ، وافتعلوا العداء لحليفهم السابق الولايات المتحدة وجددوا هجومهم على الصوفية والشيعة بنفس النسق الذي ابتدعه أساتذتهم الأول بوصم الخصوم من آل بيت الرسول بالتحالف مع الفرس والربط بين التصوف والتشيع لتسهل لهم محاربة الجميع بسيف واحد .



أحيت حرب أفغانستان منذ التدخل السوفييتي وحتى يومنا هذا النزعة الدينية الحنبلية الوهابية التكفيرية المتشددة وجعلت القائمين عليها يعيدون الكرة للنشاط في البلدان الإسلامية ودول الجوار تحديدا لتجنيد القبائليون في بلادنا وغيرها من البلدان وتعبئتهم ضد المناهج الصوفية السائدة وإيهامهم أن لا مذهبية في الإسلام والقول الفصل في التشريع الإسلامي لله ولرسوله وعدوا أنفسهم الوحيدون المتبعون لقول الله ورسوله ومن سواهم خارجا عن الملّة وتابعا للشيطان ....




إن غزو بن قملا لحضرموت لتعميم المذهب الحنبلي الوهابي المتشدد وعيثه فيها فسادا إلى أن أخرج بالإرادة الشعبية وتحت قيادة الهاشميين يعيد نفسه من جديد في قالب مغاير ، ونقمة القبائليون على السادة والمشايخ ليست سوى تغطية على الهدف الرئيس وهو محاربةالصوفية والتصوف والمذاهب الشيعية في الجزيرة العربية كخصم يعيق انتشار المذهبية الوهابية في الوسط القبلي ويحول دون حلولها محل المذاهب والطرق السائدة والربط دائما بين الفرس والتصوف والشيعة إستنادا لمعطيات التاريخ السياسي في التحالف الذيصور وكأنه جامع للهاشميين والفرس الشيعة مذهبيا فلمن ستكون الغلبة ؟



لا ننكر اتساع رقعة الحنبلية الوهابية المتشددة واختراقها لصفوف القبائل الزيدية في شمال الشمال اليمني وتحويلهم مذهبيا لصالحها والزج بهم في حرب الحكومة اليمنية ضد الحوثيين الزيود والإدعاء بتحول الحوثيين من المذهب الزيدي المهادن والمسالم والمتوافق مع مذاهب السنة إلى المذاهب الشيعية الأخرى المغالية ليس إنتصارا للدين وإنما حماية للعروش الملكية والكراسي الجمهورية المتهالكة والمتداعية في الجزيرة العربية ، وهاهم يريدون اليوم فتح جبهة أخرى كانت وتسبقى مستعصية عليهم تهدف لتقويض دعائم الوجاهة والنفوذ الديني للسادة الهاشميين في أوساط أبناء حضرموت تمهيدا لتركيع البلاد وتعميم مذهبهم الهدام ... فهل سيصمد الهاشميون ومؤيدوهم أمام الموجة العاتية المزودة بإمكانيات ضخمة لتجيير حضرموت لصالح المذهب الوهابي والتي يقودها قبائليون لقنوا آيتين وحديثين نبويين وأطلقوا ككلاب مسعورة نابحة ؟




هل سيعيد التاريخ نفسه وتتجدد معركة دحر المستللين علما بأنهم من أوساطنا هذه المرة وليسوا غزاة ؟



نعم سيتم دحر فكرهم ... فالحرب أصبحت فكرية ولم يعد للسيف والمدفع مكانا فيها ... وصفوف الهاشميين موحدة ومن خلفهم ابناء حضرموت ... ولم تعد التباينات قائمة بين علوي وعباسي كتلك التي شهدتها مراحل أولى من التاريخ وحدت فيها النقمة على بني أميه صفوف الهاشميين وشرخت عصاهم بوصول العباسيين إلى الحكم .




سلام .





(1) العرب وظاهرة التجريح / أحمد قائد بركات
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )


****************


سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد

( الشيخ القدّال باشا )

التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 08-14-2010 الساعة 06:23 PM
  رد مع اقتباس