[سالم علي الجرو]

من ضحايا المؤرّخين

التحيّز إلى درجة التّعصّب صفة مذمومة
في أواخر شهر شعبان ساقتني قدماي إلى مكتب صديق مولع بالكتابة والبحث في التاريخ ، وما أن سلّمت عليه حتّى بادر بالقول:
تعال يا أخي شف السّيّد الحدّاد ماذا كتب؟

ـ من هو السيّد الحدّاد؟
ـ علوي طاهر الحداد صاحب كتاب الشّامل ، يشكك في مسجد العموديين ، أنظر ماذا كتب؟. يشكك ويدّعي أمّية الشيخ سعيد بن عيسى .
قرأت في مسودّة كتابه:
( ... وأخبرني الشّيخ المعمّر/ ......................... أنّ مسجد العموديين في بلد قيدون ، قديم العهد ) .

( إنّه " أي المسجد " ليس منسوبا إلى آل عمودي الذين هم ذرّية الشيخ: سعيد بن عيسى العمودي ولكنها قبيلة أقدم من ذلك تدعى بـ: " العموديين " ، فإن صحّ ذلك فهو من اتّفاق الأسماء أو تكون تلك القبيلة هي: [ قبيلة الشيخ سعيد الأصلية ثمّ انقرضت ] ولم يبق منهم أحد إلا ذرّيته أو: [ رحلوا إلى بلد آخر ] ، كما أنه يوجد ..... ).

ثمّ ناولني صورة من كتاب الشامل وطلب منّي قراءة التالي ـ ص 181:

( ... وقد بلغنا أنّ بعض القادمين من أهل البلد ، من جاوا قد أصيب بمرض الخارجيّة والبدعة وأعانه بعض كبراء هذه النّحلة فشرع بنشرها في هذا البلد ونجّسها باقذارها وتعليم صغارها ، وقاهم الله شرّها وثبّتهم على السّنة والجماعة ) .سألته:
من هؤلاء؟ . أجاب:
1- الشيخ ................................... ( مؤسس مدرسة صبيخ )
2- الشيخ.................................... ( أحد زعماء الثورة بإندونيسيا ضدّ الإستعمار الهولندي ).

ذكرت كتاب كنت قرأته ، عنوانه:

ضحايا المؤرّخين
ابن خلدون وابن عبيد الله السقاف انموذجا
ـــــــــــ

وضّاح بن عبد الباري طاهر