الموضوع
:
التفاصيل الرئيسية هل الأرض تتكلم (حضرمي) في ديمقراطية آخرتها نهب؟!
عرض مشاركة واحدة
08-21-2010, 02:30 AM
#
3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
رقم العضوية :
7709
تاريخ التسجيل :
Aug 2006
المشاركات :
75,497
لوني المفضل :
Tomato
التقييم :
10
مستوى التقيم :
على خلفية ما يعانيه المواطن في ظل (الديمقراطية الناشئة!): أنا أولا وثانيا وثالثا وأخيرا ... بقلم : د. خالد يسلم بلخشر*
السبت , 21 أغسطس 2010 م
في قصته الشهيرة (الناخب)*، تناول الكاتب النيجيري جنوا آرجبى موضوع ( الانتخابات) في دول العالم الثالث وآليات الفساد والإفساد التي تصاحبها من البداية الى النهاية.
تدور أحداث القصة في إحدى القرى النيجيرية التي شهدت عملية انتخابات في السابق وكيف غيرت هذه الانتخابات حياة ماركوس أيبي (المنتخب) جذريا، فبعد أن كان مدرسا مغمورا في احدى المدارس الكنسية و متورطا في قضية أخلاقية، أصبح برلمانيا ووزيرا(للثقافة) في آن واحد بعد أن انخرط في اللعبة السياسية ، فبعد ان (كان يأكل قشر الموز من الفقر)، أصبح مترفا غنيا يمتلك أكبر قصر في المنطقة مزودا (بماطور كبير) وخط مياه خاص والعديد من السيارات الفارهة والمزارع. الا أن التحسن الذي طرأ على حياته لم يتزامن مع العقلية المتخلفة والنظرة القاصرة اللتين ظلتا رفيقتي دربه حتى بعد أن أصبح وزيرا للثقافة. كما أن الشهادات والألقاب التي أغدقت عليه بكرم حاتمي من السلطات العليا لم تضف لشخصيته إلا مزيجا غريبا من الإحساس المفرط بالذات وعقدة النقص الكامنة في اللاشعور و التي لم يستطع التخلص منها لا بالبدلات ولا بالعمامات ولا (بالكبسات).
. أما (الناخب) الذي حملت القصة اسمه، فلم يتغير في حياته أي شيء ولم يبذل البرلماني المحترم أدنى جهد في تحسين وضع من أوصلوه إلى قبة البرلمان وظلت معاناتهم مع شحة المياه وعدم وجود الكهرباء والفقر والمرض قائمة على مدى سنوات وجود ممثلهم (البرلماني الوزير) الذي لم يحرك ساكنا لا في قبة البرلمان ولا في الوزارة.
وتستمر أحداث القصة االى الدورة الانتخابية الثانية بعد انقضاء الدورة الأولى التي استمرت خمس سنوات عجاف على الناخب و(مبحبحة) على المنتخب، وإذا بماركوس يحشد للدورة الانتخابية مدعوما بحزبه الأكبر في الدولة، و فاز بعد أن قدم رشى(تافهه) لشيوخ القبائل واشترى ذمم الكثيرين ناهيك عن العزائم والولائم أثناء الحملة . وظل يطبل و(يفصل من السماء قمصاناً)، ويهتف ويزعق عبر الميكرفون وعبر أبواقه الأخرى و يعد الناس بالمياه والكهرباء والصحة والتعليم التي يزعم أنها آتية في القريب العاجل إذا ما أعيد انتخابه كونه صار من (العيار الثقيل) في الدولة.
الا أن الكاتب يشير بوضوح للتهديد القادم من قبل الحزب المعارض المتنامي نفوذه عن طريق إغداق المال على الناخبين وحتى على الموالين للحزب الآخر(الحاكم).. حيث تقدم رشوة لقائد الحملة الأنتخابية الذي قبلها في إشارة من الكاتب الى أن الحال لن يدوم طويلا وسوف تتكشف الأوراق ويعاد ترتيبها وفق استراتيجية المصالح الذاتية ..
الأمر الذي قد يشكل تحديا فعليا في المستقبل كون المسالة برمتها (شراء للذمم) والغلبة لمن يدفع أكثر وتستمر الانتخابات ويستمر الفساد المصاحب لها وتتحسن حياة المنتخب وتتدهور حياة الناخب وفي الأخير يكافأ من قبل الدولة لأنه لم يفعل شيئا للناخبين ويظل (البرلماني) يسيل اللعاب على الهبات والعطايا والأراضي والمزارع والسيارات والفلل ولسان حاله يقول : أنا أولا وثانيا وثالثا وأخيرا. ويظل الناخب رابطا الحزام يصبر النفس ويعاني مشكلاته المزمنة .. وتستمر الانتخابات وتستمر الحياة.. ولا حياة لمن تنادي.. وكفى.
كلمتان أخيرتان:
الأولى:
نحن يا سادة ياكرام لسنا بأحسن حالا من جماعة آرجبى ولا من يعيش في أدغال الكونغو ورواندا وزيمبابوي.. لا زلنا في بداية رحلة الديمقراطية فلا تستعجلوا على رزقكم وأصبروا على مرشحيكم على (قربعتهم وطبالهم) حتى يشبعوا و يكتفوا ويملوا من تكرار العبارات الممجوجة السمجة ، و(احشدوا ولا تحسدوا) وبعدها سيلتفتون اليكم. أيش معجلكم؟!!!!
الثانية:
أثناء الحملة الانتخابية المنصرمة لعضوية مجلس النواب ، تحدث المرشح في دائرته طويلا، وبعد أن صمت ، نهض احد الحاضرين وقال له: بالله عليك ايش قدمت لنا خلال الست السنوات الماضية؟ فرد عليه البرلماني: أنك صادق لم أفعل لكم شئ لأنني كنت أفعل لنفسي ولأولادي. والحمدلله عندي فيلا وسيارات وعقارات ورصيد محترم في البنك. اذا انتخبتوني هذه المرة سوف اعمل لكم.. أما اذا أعطيتوا اصواتكم لغيري فعليكم الانتظار حتى (يكون فلان نفسه مثلي) . لا تضيعوا وقتكم وانتخبوني.
رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
*أستاذ الأدب الانجليزي المشارك- كلية الآداب-جامعة حضرموت.
*القصة بالإنجليزية وقد ترجمتها في عدد صيف 2005 من مجلة آفاق الصادرة عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين - المكلا
التوقيع :
عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
حد من الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها حد من الوادي