صورة وقصيدة معبّرة
أحد .. أحد
عَفّر جبينك في القراب المضرم = والحق بركب العالم المستسلمِ
عفَّر جبينك واحتكم للمنتهى = واشمخ على شهقات جرح مؤلمِ
وابك استحالة أمة مختارة = وجهاً لمضمار الحياة المظلم
واسكب أحاحك في قوالب شاعر = يجد اشتعالك في الفرائص والدّمِ
تذروه ريح قيامة شعرية = حزناً عليك أخي الصغير المعدمِ
يا للقصيدة ! هل تُرى بركانها = يبقى على جسد الأديب الملهمِ
الله يشهد أن كل جوانحي = نزافة لعذاب طفل مسلمِ
عَفّر خدودك لا أرى في هذه = خيراً وقد حفلت بأخرى مأتمِ
وابك الخصاصة إنما تشكو سدى = للحاكم العربي أو للأعجمي
مادت سجايا الذل في آفاقنا = بذيول عهد مثل لونك أدهمِ
لا زلت تصرخ في غيابة موطن = هو بالمجاعة والمخافة مفعم
ستموت مسغبة وذلاً أينما = ولّيت وجه بلائك المستحكم
وتموت تجويعاً وصمتاً قاتلاً = مهما احتفيت بظالم أو حاكم
وتموت في ( الصومال ) ميتة معدم = وتموت في ( بغداد ) ميتة متخم
وتموت في الأقصى مصابيح الهدى = كرهاً فيُفقد نور كل الأنجم
الخصم يقتلني لذنب واحد= هو أن للإسلام ذاتي ينتمي
كم جائع في الأرض، كم من مسلم = يشري الرغيف بكل قول محكم
ها أنت تجثو شامخاً فوق الثرى = يا للعقيدة والسجود المكرم !
عَفّر خدودك في صعيد مثقل = ملء الهشيم بحلمك المتحطم
عَفّر خدودك لاهجاً : " أحد أحد " =فالكل سلم بالهوان المبرم
واسجد لربك شاكراً مستنصراً = به للجياع وعبده المستعصم
تركوك وحدك للعُقاب وللجوى = عارٍ ، ولا من مشرب أو مطعمِ
تهوي النسور إليك قبل المنتهى = فتظل ناظرة إلى أن ترتمي
ميتاً ، وتصبح جثة – يا للنهى ! = أفضت إلى القدر العظيم الأكرمِ
يدنو العُقاب ودونه استحياؤه = فيراك تلهج بالدعاء الخاتم
يأبى – وإن كانت له قدراته = قتل البريء وقهر شخص معدمِ
جوعاً تموت وكم هنا من مؤمن = ترفاً يموت على تخوم الدّرهمِ
يا ذمة الله ابرأي من قومنا = من مؤمني زمنٍ فظيعٍ مبهم
محمد نعمان الحكيمي – تعز