عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2010, 02:31 PM   #238
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

أبن تيمية وأهل البيت رضي الله عنهم والرد على المناوئين له في هذه المسألة
للرد على المناوئين لشيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله الذين يرمونه من قوس واحد ويتهمون الرجل تارة بالنصب وتارة ببغض أهل البيت وتارة بتزييف التاريخ والنصوص والآثار المنقولة عنه وبما أن حب أهل البيت من أمور الإعتقاد عند أهل السنة والجماعة وقد بين شيخ الإسلام رحمه في العقيدة الواسطية ذلك حين قال في متن العقيدة : (وَيَتَبَرَّؤُونَ مِنْ طَرِيقَةِ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ وَيَسُبُّونَهُمْ. وَطَرِيقَةِ النَّوَاصِبِ الَّذِينَ يُؤْذُونَ أَهْلَ الْبَيْتِ بِقَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ. وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ هَذِهِ الآثَارَ الْمَرْوِيَّةَ فِي مَسَاوِيهِمْ مِنْهَا مَا هُوَ كَذِبٌ، وَمَنْهَا مَا قَدْ زِيدَ فِيهِ وَنُقِصَ وَغُيِّرَ عَنْ وَجْهِهِ، وَالصَّحِيحُ مِنْهُ هُمْ فِيهِ مَعْذُورُونَ: إِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُصِيبُونَ، وَإِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئُونَ.000 )
[SIZE="4"]وردا على سؤال سئل به شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله من أن رَجُلٍ قَالَ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ وَلَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ ، وَالصَّلَاةُ عَلَيْهِ بِدْعَةٌ ؟ "
فكان رده كما هو مبين في الفتاوى الكبرى 1/ 9قال في جوابه
[/SIZE]:(أَمَّا كَوْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ، فَهَذَا مِمَّا لَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِ ، وَهُوَ أَظْهَرُ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَنْ يَحْتَاجَ إلَى دَلِيلٍ ، بَلْ هُوَ أَفْضَلُ أَهْلِ الْبَيْتِ ، وَأَفْضَلُ بَنِي هَاشِمٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَنَّهُ أَدَارَ كَسَاهُ عَلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ الرِّجْسَ عَنْهُمْ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا } .
وَأَمَّا الصَّلَاةُ عَلَيْهِ مُنْفَرِدًا فَهَذَا يَنْبَنِي عَلَى أَنَّهُ ، هَلْ يُصَلَّى عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى وَجْهِ الِانْفِرَادِ مُنْفَرِدًا مِثْلُ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عُمَرَ أَوْ عَلِيٍّ ، وَقَدْ تَنَازَعَ الْعُلَمَاءُ فِي ذَلِكَ فَذَهَبَ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَطَائِفَةٌ مِنْ الْحَنَابِلَةِ إلَى أَنَّهُ لَا يُصَلَّى عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْفَرِدًا ، كَمَا رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : " لَا أَعْلَمُ الصَّلَاةَ تَنْبَغِي عَلَى أَحَدٍ إلَّا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، وَذَهَبَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَأَكْثَرُ أَصْحَابِهِ إلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ ، لِأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْك ، وَهَذَا الْقَوْلُ أَصَحُّ وَأَوْلَى ، وَلَكِنَّ إفْرَادَ وَاحِدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ كَعَلِيٍّ أَوْ غَيْرِهِ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ دُونَ غَيْرِهِ مُضَاهَاةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَيْثُ يُجْعَلُ ذَلِكَ شِعَارًا مَعْرُوفًا بِاسْمِهِ ، هَذَا هُوَ الْبِدْعَةُ .)

إن ضلال الشيعة الذين يعتقدون في الأنبياء والأئمة من أهل البيت الألوهية وكذلك طائفة من جهال المتصوفة الذين يعتقدون نحو ذلك في الأنبياء والصالحين كانوا اشد عداوة وبغضا لأبن تيمية إن عداواتهم هذه دفعتهم أن يقولوا عن أبن تيمية كثيرا من الأباطيل لا حصر لها ولعل أبرزها مايتعلق بأهل البيت وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم والتوسل والدعاء والاستغاثة بالإيمة والصالحين ونحو ذلك وبناء على هذا قالوا أن أبن تيمية هان عليه دم الحسين حين قالوا
:(قال لا مانع من حرق دم الحسين رضي الله عنه الموجود على الشجرة التي سال عليه دمه ، ولا مانع من اتخاذ هذه الشجرة وقوداً وفحماً )( قال رحمه الله كما في منهاج السنة(ومن المعلوم أنه قد قتل من الأنبياء وغير الأنبياء ظلما وعدوانا من هو أفضل من الحسين قتل أبوه ظلما وهو أفضل منه وقتل عثمان بن عفان وكان قتله أول الفتن العظيمة التي وقعت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وترتب عليه من الشر والفساد أضعاف ما ترتب على قتل الحسين وقتل غير هؤلاء ومات وما فعل أحد لا من المسلمين ولا غيرهم مأتما ولا نياحة على ميت ولا قتيل بعد مدة طويلة من قتله إلا هؤلاء الحمقى الذين لو كانوا من الطير لكانوا رخما ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا0 ومن ذلك أن بعضهم لا يوقد خشب الطرفاء لأنه بلغه أن دم الحسين وقع على شجرة من الطرفاء ومعلوم أن أن تلك الشجرة بعينها لا يكره وقودها ولو كان عليها من أي دم كان فكيف بسائر الشجر الذي لم يصبه الدم0
وحماقاتهم يطول وصفها لا يحتاج إلى أن تنقل بإسناد ولكن ينبغي أن يعلم مع هذا أن المقصود أنه من ذلك الزمان القديم يصفهم الناس بمثل هذا من عهد التابعين وتابعيهم0 )

أن أبن تيمية أيها الغلاة ودعاة الباطل في كل زمان ومكان ليس ناصبيا ولا مبغضا لأهل البيت فأنظروا ماذا قال رحمه الله عنهم ( أهل البيت ) في منهاج السنة النبوية ( 5 / 499 )
قال رحمه الله:( ولا ريب أنه لآل محمد صلى الله عليه وسلم حقا على الأمة لا يشكرهم فيه غيرهم ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة مالا يستحقه سائر بطون قريش) !
وأما موقفه- ابن تيمية -من قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 4 / 487 ) :
(وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ؛ لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) !!
وقال في منهاج السنة النبوية ( 4 / 337 ) :
( فلا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله ) !!وقال أيضاً في منهاج السنة النبوية ( 8 / 95 ) :) :(والحسين رضي الله عنه ولعن قاتله قتل مظلوماً شهيداً في خلافته ) !! ويقول أيضا في نفس المصدر السابق 4/330
(وأما مقتل الحسين رضي الله عنه فلا ريب أنه قتل مظلوما شهيدا كما قتل أشباهه من المظلومين الشهداء وقتل الحسين معصية لله ورسوله ممن قتله أو أعان على قتله أو رضى بذلك وهو مصيبة أصيب بها المسلمون من أهله وغير أهله وهو في حقه شهادة له ورفع حجة وعلو منزلة فإنه وأخاه سبقت لهما من الله السعادة التي لا تنال إلا بنوع من البلاء ولم يكن لهما من السوابق ما لأهل بيتهما فإنهما تربيا في حجر الإسلام في عز وأمان فمات هذا مسموما وهذا مقتولا لينالا بذلك منازل السعداء وعيش الشهداء)

فبعد هذه النصوص التي أوردتها هل يعرف ضلال الروافض وغلاة الصوفية ودعاة الفتنة الذين ينقمون من أبن تيمية بل ويكفرونه كما هو مذهب ( حسن السقاف )في الاردن وغيره من المفتونين أنهم خابوا وخسروا فلم ولن ينالوا من علمه ومقامه شيئاً عند المسلمين فضلا عن المنصفين الذين يقرؤن النصوص على حقيقتها ولا تنطلي عليهم هذه الأكاذيب 0
ولقد أبتلي كثيرا من المسلمين بهذا التشكيك في ابن تيمية نسأل الله السلامة وأنني أقول أسأل الله بمنه وكرمه أن يهدي ضال المسلمين للحق ويعلي كلمة الحق وينشر سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ويعين دعاة أهل السنة والجماعة في دعوتهم للناس كافة للهدي والإتباع 0 وبالله التوفيق أعده وألفه وكتبه العبد الفقير المسكين الضعيف الحضرمي التريمي غفر الله له ولوالديه ولمن قرأ في هذه الصفحة وجميع المسلمين 0
  رد مع اقتباس