نشكر اخينا ابو عوض على كل المجهود وتبسيط المحاضره باسلوبه الراقي ,, وكان لي الشرف لحضور محاضره للشيخ عمربن حامد الجيلاني في ندوة الوفاء في الرياض عن(( الصلاة العلمية بين مكه المكرمة وحضرموت ))
وهي على الرابط التالي...
http://www.alwfaa.net/default.asp?pe...opi&TopiID=230
الصلات العلمية بين مكة المكرمة وحضرموت :
في ندوة (الوفاء) الثقافية
الشيخ عمر بن حامد الجيلاني في محاضرة
عن : (( الصلات العلمية بين مكة المكرمة وحضر موت ))
أقامت ندوة : ( الوفاء ) الثقافية لعميدها الشيخ أحمد باجنيد في الرياض مساء الأربعاء 19/6/1431 هـ محاضرة بعنوان : (( الصلات العلمية بين مكة المكرمة وحضر موت )) ألقاها الشيخ عمر بن حامد الجيلاني ، وقد أدار اللقاء الدكتور أحمد الحـــــــــــــازمي ، وحضره حشد من المفكرين والمثقفين والإعلاميين ، وجمهور من محبي الندوة وروادها .
علاقة قديمة
بداية حمد الشيخ عمر بن حامد الجيلاني الله سبحانه وتعالى ، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم شكر عميد الندوة الشيخ أحمد باجنيد على دعوته له ، وبعد ذلك قال : مكة المكرمة مهبط الوحي ، وهي أقدس مدينة على الأرض ، وفيها المسجد الحرام الذي تهوي القلوب إليه من جميع أنحاء العالم ، وفيها الكعبة المشرفة التي يتوجه إليها مليار وربع مسلم في اليوم خمس مرات ((ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ))
إن علاقة حضر موت بالحرمين الشريفين علاقة قديمة ، وقد تطورت بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهجرته إلى المدينة المنورة ، ولقد قص الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم خبر المكذبين ، ومنهم قبيلة عاد قوم النبي هود عليه السلام ، وبلادهم الأحقاف التي هي حضر موت ، قال تعالى : (( واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه
بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم (21) قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين (22) قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوماً تجهلون (23) فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديثهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم (24) تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين (25).
وتحدث الشيخ عمر الجيلاني عن العلاقات القديمة بين حضرموت ، ومكة المكرمة ، فقد روى ابن كثير أن هناك علاقة نسب بين أهل (الأحقاف) وهم قبيلة عاد وأهل مكة المكرمة ، فهناك جماعات من عاد سكنت مكة وهم بنو الوذية ، وقد سميت شعاب من مكة المكرمة بأسماء قوم عاد مثل : (ربع آل داود الحضرمي) وكذلك (جبل عمر) وهو موضع قبيلة عدي التي ينحدر منها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقال المؤرخ الأزرقي ، ومن الأعمال الخيرية في مكة بئر ميمون بن عبد الله الحضرمي ، وهي آخر بئر حفرت في الجاهلية وهي قريبة من مدخل (منى) ، وقد جاء ميمون من حضرموت فاشتغل في مكة وتزوج منها ، ثم تزوج من يثرب ( المدينة المنورة ) أما أخوه العلاء بن الحضرمي فهو الذي ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم البحرين ، وهو الذي خاض البحر بطريقة معجزة وخارقة بعون الله كما ورد ، وقد وفدت عدة قبائل من حضرموت إلى مكة المكرمة بعد شروق شمس الإسلام والتقت بالرسول صلى الله عليه وسلم ، لقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بدخول الناس في الإسلام فقال تعالى : إذا جاء نصر الله والفتح(1) ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا(2) فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا(3)
ومن أشهر من قدم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وائل بن حجر الحضرمي ، ووضع الرسول عليه الصلاة والسلام يده الشريفة عليه ، وأوصى الصحابة رضوان الله عليهم بإكرامه لإدراكه منزلته بين قومه ، وروى وائل بن حجر عن رسولنا عليه الصلاة والسلام أكثر من سبعين حديثاً منها ستة أحاديث في صحيح مسلم ، ووفدت وفود كثيرة للنبي منها وفد مدحج ، ووفد مهرة ، كما وفد مسعود بن وائل الحضرمي على مكة المكرمة ، ومن الوفود كذلك : وفد الأشعت بن قيس ، وسلمه بن نفيل ، ومعاوية بن حديج ، وعفيف الكندي كما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم لليمن ولحضرموت ذاتها بعض الصحابة منهم : زياد الخزرجي ، ومعاذ بن جبل ، وأبو موسى الأشعري ، وعلي بن أبي طالب ، وخالد بن الوليد ، وخالد بن العاص ، وقد بعثهم الرسول صلى الله عليه وسلم دعاة وقضاة ومعلمين ، وتنقلوا بين تعز وحضرموت وإب والشحري ، واشتهر الحضارمة برواية الحديث
وقفات
ووقف الشيخ عمر الجيلاني عند العلاقات المكية الحضرمية طويلاً فقال : إن استخلاص هذه العلاقة يحتاج إلى دراسة متخصصة ، فالسيد علوي بن طاهر ترجم لمحدثين من حضرموت ، وكذلك الإمام الزمخشري ترجم لنفر أخذوا عن عبد الله النهدي من حضرموت ، وكذلك نجد أن محمد بن أبي المشيلح الذي له كتاب المفيد في القراءات الثمانية أخذ عن أحد علماء مكة المكرمة ، أما السلطان الفقيه سلطان حضرموت فقد كان من علمائه الذين أخذ عنهم محمد بن أبي الصيف في مكة ، أما عبد الرحمن العمودي ، وعبد القادر الفاكهي ، ومحمد بن اسماعيل بافضل فقد قرأوا على الحافظ بن حجر العسقلاني . ويبرز وجود العلماء الحضارمة في مكة المكرمة بتولي عدد منهم الافتاء الشافعي ،
كما أنشأوا رباطاً لبلادهم في أجياد بمكة وقد اعترف الحضارمة بمشيخة المكيين لهم في كثير من أمور حياتهم وقضاياهم المتنوعة .
دفء الحوار
وفي ختام اللقاء أثارت المحاضرة عدداً من المداخلات والأسئلة منها : مداخلة الدكتور عمر بامحسون الذي أكد على قوة العلاقة بين حضرموت ومكة المكرمة من عدة وجوه وجوانب وسأل الأستاذ أحمد مشهور عن بئر برهوت وعن الروائح التي تنبعث منها
أما الأستاذ محمد السلهام فقال : ما معنى كلمة (تريم) ؟! وما معنى كلمة حضرموت ؟! وسأل الأستاذ محمد الجنيد هل الحضارة هي حضارة حجازية ؟! وما مدى تأثر الحضارمة بهذه الحضارة ؟ وما مكانة المذهب الشافعي في الحجاز ؟! وقال الدكتور عبد الرحمن الشبيلي : لقد تشرفت بمعرفة السيد عمر الجيلاني منذ سنوات ، وسؤالي : ما التأثير العكسي لبلاد الحرمين على حضرموت ؟! وتحدث عن انتقال السادة العلويين من ذرية بني هاشم إلى جنوب الجزيرة العربية في حضرموت خلال عصر الدولة الأموية ثم عودتهم فيما بعد إلى الحجاز لاسيما مكة المكرمة
وسأل عبد العزيز العمر : هل عيدروس هو أحد علماء القرن التاسع الهجري ؟! كما سأل بعض الإخوة عن قول بعضهم بوجود بركان خامد في حضرموت....فهل هو موجود ؟! كما سأل آخر : كم عدد وفود الحضارمة التي أتت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وما الطرق التي سلكوها للوصول إلى مكة المكرمة ؟
وأخيراً علق عميد الندوة الشيخ أحمد باجنيد شاكراً السيد عمر الجيلاني الذي احتفل به هذا الجمهور العريض في هذه الليلة ، كما شكر جميع الحضور في هذا اللقاء ،
(4)