[حد من الوادي]

غداً.. مساء اليمن

حمود أبو طالب

نأمل أن تستمر الأمور مبشرة وباعثة على التفاؤل لتبدأ دورة خليجي 20 في موعدها المحدد غدا في اليمن الشقيق.. لست من مدمني متابعة كرة القدم ومسابقاتها التي لا تعد، لكن هذه الدورة لو فشلت إقامتها في موعدها لكان ذلك انتصارا كبيرا للإرهاب يضع اليمن أمام مفترق طرق في غاية الصعوبة.

ليس من شأن هذا المقال مناقشة الوضع الذي آل إليه اليمن نتيجة أسباب كثيرة استغلتها قوى التطرف لتندس تحت مظلتها فرق الإرهاب التي عاثت فسادا بعد أن وظفت خبراتها السابقة في كل مكان عملت فيه، المسألة كانت تتلخص في نقطة جوهرية واحدة هي هل يخضع اليمن لمخاوف إقامة الدورة في وضع أمني متأزم وتهديدات محتملة، أم يمضي في إقامتها رغم خطورة هذه الاحتمالات؟

أي قرار من هذين القرارين لا يقل حساسية وإحراجا عن الآخر، لا سيما والدورة ستجمع حشودا كثيفة في أماكن وأوقات محددة سلفا.. الحقيقة أننا نتمنى نجاح اليمن في السيطرة على الأوضاع خلال الدورة مهما كانت التهديدات، ووضع كل الاحتياطات الأمنية في أعلى درجات استعدادها..

القاعدة لو استطاعت إفشال هذه الدورة، أو حاولت ابتزاز الأمن اليمني فإنها ستضع مستقبل اليمن أمام خطر حقيقي لا نظن الدولة اليمنية تسمح به، وعلى كل الدول المشاركة أن تعي حساسية الموقف وتقدم كل الدعم الممكن لليمن، لأن المسألة ليست مجرد دورة رياضية يتهددها الخطر، بل أمن إقليمي مهم لكل دول الخليج، لو تم القفز عليه لأصبحت هذه الدول في خطر حقيقي.

نتمنى أن يكون مساء الغد لائقا بتأريخ اليمن ومكانة اليمن الحضارية وشعب اليمن العريق.. ونتمنى من أعماقنا أن تشهد الدورة نجاحا على كل الأصعدة، لأن في ذلك نجاح اليمن في التصدي لتهديدات الشر والإرهاب.

عكاظ