الحراك يسقط مصدوماً: الجنوب يرفض عن بكرة أبيه حذف
الثلاثاء, 23-نوفمبر-2010
نبأ نيوز - خاص
مجدداً سجل علي سالم البيض وقيادات الحراك الانفصالي في الداخل والخارج سقوطاً مدوياً، وغير مسبوق، بعد رفض الجنوب
عن بكرة أبيه الاستجابة لدعوتهم لما وصفوه بـ"الزحف المليوني إلى عدن" يوم افتتاح بطولة كأس خليجي 20، ممرغاً بذلك
الموقف كرامتهم جميعاً بعار الخزي والخذلان.
وأفادت مصادر "نبأ نيوز": أن موجة من السخرية عمت مختلف أرجاء المدن اليمنية الجنوبية من "البيض" وقيادات
"المجلس الوطني للحراك"، و"مجلس الحراك السلمي" على خلفية فرار جميع تلك القيادات من منازلها، والهروب مع
عوائلها إلى القرى النائية والمناطق الجبلية الوعرة قبل موعد زحفهم المزعوم بأيام، وكذلك قيامهم بإغلاق أجهزة الموبايل،
وعدم إشعار أي عنصر بالحراك بالجهة التي ولوا الأدبار نحوها.
وأضافت المصادر: أن تلك القيادات كلفت عدداً من العناصر بتولي مهمة التعبئة والحشد، غير أن هذه العناصر قوبلت بالسخرية
والاستهزاء، وتم طردها من قبل الكثيرين؛ وبلغ حد السخرية أن تداول الشباب رسائل موبايل ساخرة تتحدث عن "زحف الجرذان"
- في إشارة إلى قيادات الحراك التي هربت بعد وابل من التصريحات النارية التي كانت تطلقها بين الفينة والأخرى، وتوعدت خلالها
بـ"مسيرة مليونية" تنطلق من جميع المحافظات اليمنية الجنوبية إلى عدن، وتقوم بقطع طرق جميع المحافظات
وغيرها من التهديدات التي ذهبت أدراج الرياح.
من جهته، القيادي في حراك الضالع يحيى غالب الشعيبي، كان قد أدلى بتصريحات رد فيها على وزير الشباب والرياضة
الذي وصف الحراك بأن عصابات المافيا أكثر وطنية منه، وتحدى الشعيبي الوزير بأنه بينهم "الشارع هو الحكم"، غير أن
قواعد الحراك فوجئت بأن الشعيبي يفر كالجرذ إلى يافع قبل يومين من موعد انطلاق البطولة، وأنه لم يكن سوى "طرزان انترنت"!!
وفيما كانت عدن أمس تغرق بمئات آلاف الوافدين عليها، وتكتظ الشوارع بآلاف السيارات، وتشهد نشاطاً بشرياً واقتصادياً
يعد الأول من نوعه في تاريخها، فإن الحراك كان يشهد سقوطاً مدوياً، وفضيحة كبرى مخزية، حيث لم يجد حتى عشرة أطفال
يتظاهرون في شوارع الجنوب، التي رفضت عن بكرة أبيها الالتفات إلى أحد من "جرذان البيض"، التي أمست ليلة كاملة تطرق
الأبواب وتتوسل الشباب بالخروج في مسيرة، لكن من دون جدوى.
وكان الحراك قد شهد في الأشهر الأخيرة المنصرمة إنحساراً كبيراً لنشاطه، وعزوف كبير عن المشاركة في فعالياته
نظراً للضرر الهائل الذي ألحقه بحياة المواطنين المعيشية وأمنها الاجتماعي، جراء ما تمارسه عصاباته المسلحة من
أعمال قطع طرق، وقتل واعتداءات ونهب للمسافرين والمركبات، وفرض أتاوات على سيارات نقل البضائع، الأمر الذي
أدى إلى عزل مناطق تواجده، ورفض المرور بها، أو المتاجرة مع أهلها، أو حتى العمل فيها. وهو ما تسبب بارتفاع أسعار
السلع والخدمات، وقطع أرزاق عشرات آلاف المواطنين، وركود في الحياة المعيشية.
ومع أن الحراك سبق أن فشل في دعوة مماثلة تحت اسم (الزحف المقدس إلى عدن)، إلاّ أن فشله هذه المرة جاء
مهيناً للغاية، نظراً لتحالفه مع "القاعدة" ورهانهما على منع إقامة خليجي 20 في اليمن، فكان أن سقطت القاعدة
والحراك معاً، كما تخلت عن قياداته أحزاب المعارضة التي كانت تنقذها من السجون، وتحولت جميع منابر الإعلام
اليمني إلى الاحتفال بخليجي 20، فيما تحول الحراك نفسه إلى "كائنات أنترنيتية" تنعق مع نفسها في منتدياتها، وكل
يشتم الآخر ويفضح مجازره الدموية.