[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن النقيب [ مشاهدة المشاركة ]

قصيدة الشاعر سعيد بن عمر بن مرضاح واخر خبر بالذات قد العظم قد = لو هو وقع عاحيد قاسي مايلين يمكن تزلزل في مكانه وارتعد = وارجع حصى منثور في لحظه وحين منه بقي الجوال حامي ما برد = وكأن وسطه لاهبه ترشن رشين بوفاة من له قدر في قلبي يعد = فوق الكواكب والنجوم الزاهرين اخوي والقدوه وعزي والسند = لي يقتدي به الاولي والتاليين

الهمكم الله الصبر في مصابكم الجلل ...!!

القصيدة في محتواها وبنيتها الشعرية جميلة ، وخاصة أن قصائد الرثاء عادة من تأتي من عمق شعور صادق .

وتلك الأبيات التي نسختها لها دلالالتها حين نستشهد بمواكبة الشعر العامي الحضرمي في التعامل مع وسائل الاتصالات في العصر الحديث ، وأعني هنا ( الهاتف الجوال ) . حيث عهدنا من شعراء نمطيين ومنهم لايزال في هذا العصر يكلف ( العاني - الرسول ) أن يشد على ظهر بكرة ( عمانية - مهرية ) ويحمل الخط بالنبأ سوى نبأ سار أو حزين .

ولكن شاعرنا هنا اختصر المسافات والزمان ، فإذا بالنبأ الحزين يصل إليه ربما في ثواني بعد وفاة المرحوم بإذن الله تعالى .

وربط في قصيدته صورة جميلة ورائعة بين ما تجيش به مشاعره من حزن شديد ، وبين ( جواله ) هاتفه الخليوي الذي اصبح جزءا مكملا له في هذه الحياة يربطه بالعالم .
إذ أن بعد وصول نبأ الوفاة أنهالت عليه مكالمات العزاء والمواساة ، وصور لنا ان ( جواله ) ليس مجرد جهازا الالكترونيا أصما ، بل هو جهاز يتفاعل أيضا مع النبأ الحزين وربما أظهر حزنا أكثر من البعض ، وتشهد له تلك الحرارة الشديدة التي كانت لاهبة فيه ( نرشن رشين ) . وبغض النظر عن التفسير العلمي حول اسباب سخونة وحرارة الجوال حين يستقبل الذبذبات الالكترونية . إلا أن الصورة الجميلة التي ربطها الشاعر وجعل منها أن الحزن عم حتى في جواله الشخصي . وهذا المعنى هو من الابتكار الفريد والجميل في الشعر الشعبي . ومدلوله أن الشعر الشعبي الحضرمي يواكب مفردات العصر واستخدام وسائل العصر الحديث ضمن الصور والأخيلة الشعرية .

ولرب بيت واحد فيه ما في هذا التصوير البليغ يغني عن قراءة زوامل بلغت عشرات الألوف من الأبيات .

قبل اكثر من عام كنت اتصل بصديق وجار لي في عدن أعزيه في وفاة أمه وكان جوالي كل بعد دقيقة ينقطع لسوء الارسال ، وفي الثالثة من تكرار اعادة الاتصال سألني عن سبب تقطع جوالي فقلت له ملطفا حزنه (( الجوال مشتق وحزين وتحنقه العبرة على وفاة الوالدة ))

شكرا للشاعر .

.