[سالم علي الجرو]

أعود من جديد وهذه المرّة طردت الصغار من غرفتي لأقرأ المرارة في جوّ البشارة .
ابن قطمان صوّر المشهد بحيثيّاته وأبعاده التاريخيّة وكنت أحسبه مثلي ومثل الملايين ، كبروا وابتعدو ونسوا ، والذّاكر منّا يقف أمام الأطلال عندما يقرأ أو يسمع قصيدة تليدة بعد أعوام ، فإذا به يعلن من فوق قمم جباله بأنّه البدوي الذي لا يفقه لعبة السياسة الكريهة لكنّه يعلم عن المكر والخديعة .
لن تجدي شيئا لأنّ البطولة لا زالت ونزعة المقاومة والذّود عن أمجاد الأجداد ثائرة وإن بصمت .. وإن مرّا قرنان وهو خارج الملعب ، فالمحددات واضحة ، أهمّها: اكتشاف مهمّة غسيل الدماغ ووأدها وكراهيته للشكل السداسي وما يمثّله ( لله درّك يا ابن قطمان ) ، بعثت فينا روح الحماسة بتصويرك الرائع للمشهد المخزي.