[سالم علي الجرو]

قال لي أحدهم:
ـ أنت ميتافيزيقي ومثالي
ولما سألته عمّا لاحظ وطلبت قول ما لديه من دون تحفّظ ، قال ما معناه:

يا أخي مذ عرفتك وأنت عامد براس العلب ( العلب ) شجرة السدر المعمّرة الكبيرة . كلّ شي بغيته بالتّمام والكمال ، والكمال لله ، ثمّ أنّك تنفخ في قربة مشعوقة ( مخرومة ) ، وتعال إلى موضوع السادة هم بشق والدنيا بشق من يوم ما عرفناهم ، عمرك شفت سيّد قائد عسكري . أجبته: نعم ، رأيت وقرأت عن كثير . قال لي: فرق بين جنرال أو قائد عسكري من السادة وبين سيّد عسكري . قلت له: لم أفهم . قال: القائد اللي ينتمي إلى السادة يكون مرتزق ، ديكتاتوري ، سفّاح ما ما معه من السادة إلا الإسم ، والسيّد القائد هو الذي يلتزم بسيرة أجداده ، يا الله هات واحد من الذي قبضها دنيا ودين . هذه الأوّلة ، والثانية: عمرك قرأت عن قلم غلب السيف . قلت له لا . قال: المتنبّي قالها قبلك .
يا أخي الكريم ، أنا قرأت في التاريخ أن السادة سبب الإرتقاء من ناحية وسبب الهزائم من جهة أخرى ، وتعال معي من فضلك لا تقاطعني خلّنا أكمل . السّادة لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في شحن قلوب عباد الله بالإيمان بالله وحده وتنويرعقولهم ، هذا في حضرموت ، لكنهم اقتصروا على الخطب والدموع وقت الأزمات وانت تعرف أن الباطل الذي يعتمد على السيف يهزم الحق الذي يعتمد على القلم والورق واللسان .

ولا نطلب قوّة مدمّرة ولاهم يحزنون ، بس لو اهتمّوا بقبائل حضرموت ومشائخها وكافة الشرائح وشحنوهم عبر التاريخ بما يجب ويلزم تجاه دينهم وبلدهم ونفوسهم وأمانهم وأمان بلدهم لكانوا لهم ذراعا قويّا . حبيبك قاعد في المسجد إذا تذابحوا عباد الله جاء بعد الهدنة وكتب للتاريخ ، وإلى نكبة أخرى ، وإذااجتهد أكثر في الكتابة والتّدوين كتب عن مستشرق أو رحّالة ، وربما ضيّفه وأكرمه ، وهل عندك خبر الشريف حسين مع كماهون؟ .

فكّرت في كلامه وإلى الآن أفكّر ...................