[سالم علي الجرو]

صوت مواطن يحمل جواز سفر

هناك من يقول: تقزّمت الأحزاب أمام ثورة الشباب في مصر ، والحقيقة أن أيّ تكتّل سياسي يدّعي الرّيادة ما لم يكن قريب من بني جلدته ، ينظر إليهم ليقرر ويحسّ بهم لينفّذ هو صغير في الواقع الحقيقي وإن كبر وتضخّم في الواقع المزيّف .

إنّ الذي حدث في تونس هو ردّة فعل لمظالم ، والذي يحدث في مصر كذلك ، والذي سوف يحدث في أيّ مكان في ديارنا الجميلة لن يبعد عن ذات الإتّجاه .

وليس بالضّرور أن تتوالى ردّات الفعل بذات القالب في كلّ بقعة تشكو مظالم إذا ما فطنت قياداتنا في الوطن الجميل إلى أخطاء الماضي وبدأت تعمل من أجل التّصحيح والتّغيير ، وإنّ الذين كانوا يدعون إلى الثورات الشّعبيّة من أجل التغيير قبل أن تتراجع القيادات ، كانوا محقّين ، إلا أنّ دعواتهم اليوم بعد استعداد القيادات إلى التّحاور بصدد التغيير وتحقيق المطالب المشروعة للعامّة ، يعدّ تأجيج ودعوة إلى فوضى . ثورات تكلفتها عالية جدّا وغير مأمونة العواقب ، هي مغامرة خطيرة ، ثمّ أن الحلول بإدارة وتخطيط عقل مضمونة ومأمونة والحلول عبر انفعالات وهيجان عاطفي غير مضمونة النتائج وغير مأمونة .

الأهم في الحوار ووضع الحلول: الجدّية .. الصّدق .. الشفافيّة .. حسن القراءة وليس حسن النّيّة .....................