عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 07:40 PM   #3
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

حوت القصيدة مقدمة طويلة وتعديد لمناقب الفقيد مبارك بن عفيشه المشيعي والحزن الذي عم جميع قبائل المناطق الجنوبية لوفاته ... ونحن إذ نقر بأن أعذب الشعر أكذبه ( ولو أتى على اثر الوقوع تحت تأثيرات عاطفية نتجت عنها مبالغات حول الحزن الذي عم كل القبائل ) فإن ما نعلمه جميعا وبموجب ما ورد في الأنباء أن الفقيد توفي اثر مرض عضال ألم به .


الجمهورية نت - نائب رئيس الجمهورية يعزِّي بوفاة العميد ركن (مبارك عفيشة)


لا علاقة بين تصاريف الأقدار وأهل الكدم ( يقصد أبناء المناطق الشمالية ) ونعتب على الشاعر كثيرا حول ما حواه البيت التالي :

لا يسقى يوم عرفنا فيه اهل الكدم
ذي خلوا النار وسط القلب مثل الحصون



فما هي أوجه التداخل بين أهل الكدم ووفاة العميد المشيعي الذين تمنى الشاعر على الله أن لا يسامحهم لأنهم خلفوا في القلب نارا مثل الحصون .. رغم كل ذلك أجد في تعليق الأخ الشاعر حسن محمد سالم باقديم في المشاركة رقم 18 من الرابط التالي تفسيرا مقبولا حول قوة القصيدة وضعفها وإعتماد قائلها على المزاج وراحة البال ومشاغل الدنيا وكل ذلك يتحكم في الإخفاقات وبلوغ الغايات ، لكن باقديم أردف فقال ما معناه : أن الموهبة الشعرية تفرض الطابع الجمالي على القصيدة ولا يوجد أحد معصوم من الخطأ ... ذلك ما ساتنتجته من تعليق الأخ باقديم :


على ذكر الكدم والعصيد تمر بالخاطر قصيدة قال الصنبحي من نقم دقينا العند والعنيد الشهيرة التي أرسلها الشاعر أحمد محمد الصنبحي الى الشاعر شايف محمد الخالدي القعيطي اليافعي ومما جاء في رد الأخير :


مثل الصنبحي صاحبي ذي جاني بيسرد سريد

قصده ان يحرض علي اصحاب الكدم والعصيد



اتهمه بالمبالغة في وصف الهزيمة التي لحقت بالحزب الإشتراكي اليمني في حرب 1994 وتحريض أصحاب الكدم والعصيد عليه بإعتبارهم من كسب الحرب ، وهو وإن قصد بها أبناء المناطق الوسطى واليمن الأعلى إلا أنها أتت في صورة دعابة وليس نقمة على أهل الكدم الذين تركوا نارا توقد في القلب مثل الحصون وكأنهم هم الذين أوعزوا لعزرائيل بقبض روح العميد المشيعي . نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




قصيدة لمبارك الهلالي وجواب حسن باقديم - الصفحة 2 - سقيفة الشبامي



لاسامح الموت ذي شل عاالقبيلة علم
مردم للخصم وساعد للقبيلة وعون



هناك خطأ آخر وقع فيه الشاعر لا يمكن تجاوزه دون النقد وتوجيه الموعظة له معا ( في البيت أعلاه ) بإعلانه الصريح رفضه للموت وعدم مسامحته له مما يتخالف مع قوة الإيمان والتسليم بقدرة القادر الذي جعل لكل نفس أجلا لا يمكن تقديمه أو تأخيره .... وكم كنت أفضل أن يحذو الشاعر حذو الشعراء السابقون في أوساط قبائل بلعبيد ويضع المفاضلة كأن يتمنى ( وفرق بين التمني والواقع ) أن يختاره القدر ( لو وجد خيارا للإنسان ) بدلا من الفقيد العزيز وبذلك يسقط نبرة الإحتجاج الصريح والواضح على ما كتبه المولى وقدره ...

في هذا السياق أعجبني البيت التالي من مرثاة الشاعر أحمد أبوبكر بن مدوخ البريكي في أصدقائه الذين تختطفتهم يد المنون وعلى راسهم صديقه الشاعر خميس بن عوض باوهّال ( بوشينه ) حيث قال :


لا الموت شاور بغيت الحق بدل
من ذي ضحيوه يكزون الضروم



تمنى الشاعر في قوله بغيت الحق بدل افتداء رفاقه ( لو كان الفداء يقبل ) ولم يعترض أو يحتج على قدر الله وقضاءه ولم يعلن عدم المسامحة للموت لأن الأمر خارج نطاق تصرفه ، أما التمني ولو بالحلول محل الميت فلا تحده حدوده ويبقى مجرد أمنية تحمل معها مفاهيم كبيرة للصداقة والأخوة في إختيار الموت قبل الصديق لو وجدت أولويات لهذه الخيارات .......



سلام .
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )


****************


سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد

( الشيخ القدّال باشا )
  رد مع اقتباس