أبدأ معك من الفقرة الأخيرة:
اقتباس :
|
تأملنا في أصحاب النزعة اليسارية بجنوب اليمن خيرا ... وبين كل معركة وأخرى من معاركهم الدامية كانوا ينقلبون على الشعارات الثورية التي يرفعونها ويلجأؤن للمناطقية والقبلية لتصفية حساباتهم ... مجرد صورة مصغرة مما ينتظر اليمن الموحد فيما لو انفجر برميل البارود .
|
اليسار واليمين والأحزاب الورقيّة في هذا اليوم خارج الزمان ، جميعهم فشلوا في الإختبارات من حيث المبادىء والجهاد المعلن وجميعهم أستنفذوا من حيث استغلالهم واستثمارهم . نحن الآن نخرج من نظام إلى نظام ، ومثل ما أدخلنا إلى نظام من غير مشيئتنا ولا خيارنا سيدخلنا في نظام رغما عنّا .
اليوم ـ يا سيّدي ـ نظام عالمي واضح الرّؤيا والمعالم موحّد في تأمين المصالح كان يعتمد على نظام في شقّ منه مظالم أفقرت وقهرت شعوبا وفي شقّ منه مغانم لحكومات رفّهت شعوبا .
الخلاصة:
حكومات المغانم صاحبة المصالح والبرامج سترمم الشّق الآخر من النّظام . إنّه الترميم ولا تحسبنّ الثّورتين: التّونسيّة والمصرية حققتا أهدافهما بالكامل أو أنّهما ستحققان كامل الأهداف .
هناك نقلة بتأثيرات خارجيّة ستخفف خلالها من الأعباء الثقيلة على كاهل الفقراء ، وسيدخلون عليهم بعضا من سرور ، لكن الحق سيظلّ منقوص ، طالما بقيت للإسلاميين شوكة وللذين يدعون إلى تحرير اقتصادياتهم من التّبعيّة للغرب .
من الشاطر الذي سيؤدّي الخدمة على أكمل وجه لقرن قادم؟
طبعا من المتصارعين في المزارع المؤممة واسطبلات الخيول التي تسمّى أوطان
لا أحد يسأل اليوم عن مصير الشعوب المقهورة في خضمّ الأحداث الجارية ، لكنه السؤال الدّائم والقلق على مصيرالإتّفاقيات بين الظّالمين ، كيف العمل من أجل ضمان سريانها لعقود قادمة؟.
وستبقى المعاهدات والإتّفاقيّات سارية المفعول ويجري العمل الآن على دفع أقل التّكاليف من أكباش فداء ورموز انتهت أدوارهم .
صديقي مسرور:
لا مكان للعواطف كما تدعو دائما ، ولا حضور للعقل كما نتمنّى ، وعليه فينبغي الرّضى بأقصى ما يتوصّل إليه الحراك المسمى بـ ( ثورة ) هنا أو هناك ، وهنا نوافقك في قبول الحوار من لدن المعارضة ، وليس بأقصى ما تطلبه الأحلام والأماني ، على أنّ الطرف القوى سيتحمّل أقل التّكاليف التي تضمن له بقاءه وبقاء مصالحه ، وبدت أكباش الفداء تتوالى على المسالخ ( توقيف وتجميد الأموال )
" من لا درا قال حلبه ومن درى به وحل به "
سلام