أعتقد أن أيّة مسؤلية كبرت أم صغرت تندرج في سياق التّكليف وليس التّشريف ، ويقال ( سيّد القوم خادمهم ) ، وأنّي أتذكّر ويتذكر كثيرون من روّاد السقيفة نائب مشرف عام ولا أجد حرج في ذكر اسمه: سالم محمد الشّرقاوي ، كان متواجد في كلّ السقائف يردّ هنا مشجّعا وفي مكان آخر معقّبا وفي آخر محاورا ، وهو أوّل المرحبين بالعضو الجديد . واقف عند بوابة السقيفة يستقبل ببشاشة وابتسامة ، يتنقل بين السقائف متفاعلا . متسامح ، حاضر في كلّ وقت .

إنّها السبع السّمان بحق ، أما في السبع العجاف فجاء ذكر الملكيّة والديكتاتورية والحذف والإغلاق وتعكير الأمزجة والهواجس وهي مناخ العطاء والإبداع في منتدى ثقافي ، وإنّها الطّامّة والغثاء أن يعاملك عضو أيّ كانت منزلته الإداريّة وكأنّك موظّف بأجر أو أنّك تجني مغانم ، والمفترض أن يهيء المناخات المناسبة للعطاء الفكري لأنّه أساس الإنطلاقة وبدونه فالمنتدى خوى من الكمّ والنّوع .

هب أنّك يا شيخنا الكريم أسست صحيفة وأعلنت عنها وراسلت محررين وتتوق إلى قرّاء ومشاركين ، فأي وسيلة ستستخدمها في الإعلان والتّرويج وكسب الأقلام والعقول؟ . وهب أن أحد النّافذين من هيئة التّحرير ينفّر ويغلظ في قوله؟ وآخر يعمل لنفسه وثالث في الظّل ورابع مغرم بالتّكتّل أو أيّ صفة قد تصل إلى درجة المقت ، ماذا ستقول وكيف ستتصرّف؟ .

قضية المنتدى تقف هنا:
بين سلوك يتوافق مع منتدى وسلوك آخر لا يتناسب ومحلّه بعيد من هنا . إذا هو سلوك أدبي ترافقه ذائقة ولياقة أدبيّة ، وهذه ليست من مواصفات ديكتاتور ، إلاّ أنّ الأسف وارد إذا ما لقيت نافذا واحدا فقط يعكر أجواء السلوك الأدبي والذّائقة واللياقة ، هذا إذا لم يهدم البنيان بكامله .