عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2011, 12:05 AM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


"اضرب لأنك تبدو خائفاً جزعا"

2011/02/17 الساعة 21:28:03 يحي الحدي

لم يترك الرئيس المصري السابق حسني مبارك وسيلة لوأد ثورة شعبه إلا ولجأ إليها.

أطلق قوات مكافحة الشغب لمواجهة التظاهرات الغاضبة بقسوة، اعتقل الكثير من الناشطين الشباب، أطلق مجاميع من "البلاطجة" المأجورين المتسلحين بالسيوف والسكاكين والهراوات لمهاجمة المتظاهرين العزل، استغل الصحف والقنوات الفضائية الحكومية لقلب الحقائق، وللتغرير بالناس وإرهابهم وتخويفهم.

هو لم يترك وسيلة إلا وجربها، لكن محاولاته اليائسة والمستميتة لم تنجح في إجهاض الثورة الشعبية، فكانت الغلبة في نهاية المطاف لإرادة الناس، التي فرضت كلمتها، ودفعت بالحاكم إلى الرضوخ والتنحي رغماً عنه.

لقد خرج الرئيس من المشهد الأخير ذليلاً مهاناً، وقد كان بمقدوره تجنب تلك النهاية المخزية، لو أنه تفهم منذ وقت مبكر مطالب شعبه، وتعامل معها بجدية، بدلاً من اللجوء إلى الأساليب القمعية، التي لا تليق إلا بعصابات الإجرام، والخارجين عن القانون.

المشهد نفسه يتكرر الآن في اليمن، والواضح حتى هذه اللحظة أن الرئيس علي عبدالله صالح لم يستوعب بعد الدرس المصري، فهو ما زال يؤمن على ما يبدو بأن الرد بقسوة على مطالب الناس، وإخراج المرتزقة لمهاجمة المتظاهرين، ونشر المزيد من أكاذيب الإعلام الحكومي، والدفع بمظاهرات التأييد الزائفة، هي أساليب كفيلة بالسيطرة على الاحتجاجات الشعبية الغاضبة.

لم يكن القمع في يوم من الأيام، ولن يكون، وسيلة مجدية لمواجهة احتجاجات المواطنين، فالعنف لا يؤدّ إلا إلى مزيد من الإصرار والثبات، كما أن دفاع المتظاهرين عن أنفسهم يصبح في حالة كهذه حقاً مشروعاً لا مفر منه، ومن شأن ذلك تعقيد الأوضاع أكثر فأكثر.

كان الرئيس صالح قد تعهد بترك منصب الرئاسة بعد عامين، كما تعهد بعدم توريث الحكم لابنه، لكن ما يقوم به على أرض الواقع، من تجييش للقبائل، وقمع للمتظاهرين، ومن اجتماعات متواصلة لمجلس الدفاع الوطني، لا يدل بأي حال على جدية وصدق مثل هذه التعهدات.

الأبيات التالية هي من قصيدة "رسالة في فنون الضرب" للشاعر المصري الشاب عبدالرحمن يوسف، مع قليل من التصرف، ولا شك أن فيها الكثير من أوجه التشابه:

اضرب فلسنا نخاف السّوط والوجعا
اضرب لأنك تبدو خائفاً جزعا

واضرب برأسك حيطاناً وأعمدة
واضرب بظلمك أحزاباً ومجتمعا

الضرب بالكف سهلٌ إن صبرت له
والضرب بالحرف دوماً يورث الهلعا

فاضرب بكفك طول الليل توأمها
حتى بدوت كمن في أهله فجعا

الضرب بالصفع في أرضي مخاطرة
كم قد رأينا مراراً صافعاً صُفعا

واضرب بليلك أخماساً لتسكتنا
ترى النتيجة صوت الحق مرتفعا

لا الضرب يجدي ولا الأجناد ترهبنا
كم ضاربٌ قد دفنّا بعدما قمعا

راقب خطاك فتلك الأرض ناقمة
والأرض تطرح دوماً جنس ما زُرعا

اليوم كل رجال الحق قد وقفت
هل فرق الضرب هذا الشمل أم جمعا؟

[email protected]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس