عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2011, 01:40 PM   #2
علي فدعق الهاشمي
مشرف سقيفة عذب القوافي

افتراضي



تسلم ياحبيب على المرثاة الجميلة جداً

نسبة
هو السيد الشريف الإمام ابوبكر العدني بن عبدالله العيدروس بن أبي بكر السكران بن الشيخ عبدالرحمن السقاف بن الشيخ محمد مولى الدويلة بن الشيخ العفيف بن الشيخ علوي الغيور بن الشيخ الفقيه المقدم بن الشيخ علي بن الشيخ محمد صاحب مرباط بن الشيخ علي خالع قسم بن الشيخ علوي بن الشيخ محمد بن الشيخ علوي بن الشيخ عبيدالله بن الإمام أحمد المهاجر ابن الإمام عيسى بن الإمام محمد بن الإمام علي العريضي بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين السبط بن الإمام الغالب علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

والده:

كان زعيم العلويين وحجتهم، وإمامهم في عصره. ولد بتريم سنة 811هـ، وحفظ القرآن العظيم. واستوعب علوم عصره، ومصره، وزاد عليها من علـم الأحوال والباطن بما شهد له به الخاص والعام. لقّبه والده بالعيدروس، توفي عنه والده وهو ابن عشر سنين؛ فقام بتربيته عمه الشيخ عمر المحضار، وزوّجه بابنته عائشة؛ ثم ربطه بجملة من أكابر شيوخ عصره فأخذ العلوم، وتبحر فيها.
ولقد عوده أبوه على تحقيق كتب العلـم، وحفظ القرآن؛ فحقق في السلوك ((بداية الهداية))، و((منهاج العابدين))، وفي الفقه ((منهاج الطالبين))، و((الخلاصة)) وكلها للغزالي. و((عمدة ابن النقيب))، وقرأ في السلوك ((الإحياء)) على والده، وحقق معانيه، ثم التزم بطريق النذر مطالعة شيء منه كل يوم طول حياته.

ميلاده ونشأته:

ولد الإمام العدني -في أوائل القرن التاسع الهجري عام 851 هـ وقيل: عام 852هـ، الموافق عام 1432م تقريباً- بمدينة تريم الغناء؛ إحدى مدن حضرموت، وأهم مراكزها الدينية على ممر التاريخ.
ونشأ الإمام العدني محاطا بالعناية الخاصة من والده، والرعاية الدائمة من عمه الإمام علي بن أبي بكر السكران ابن الشيخ عبدالرحمن السقاف، وكذلك اهتمامات وملاحظات ونظر الشيخ الولي سعد بن علي مَذْحِج.
وفي هذا العمر المبكر وجهه والده إلى قراءة مبادئ العلوم من لغة، وحديث، وتفسير، وفقه وغيرها من العلوم المتداولة آنذاك. وكان يشجعه على المطالعة والـمراجعة والبحث، حتى صار ميالاً بطبعه للـمطالعة في المؤلفات التي تزخر بها مكتبة والده، ومع هذا الميل الطبعي فقد حرص والده على أن يلاحظ توجهه من خلال مطالعاته. وفي هذا المضمار يتحدث الإمام العدني عن نفسه فيقول : ( لا أذكر أن والدي – رحمه اللّه – ضربـنـي ولا انتهرني قط ؛ إلا مرة واحدة لـما رأى بيدي جزءاً من كتاب ((الفتوحات المكية)) لابن عربي، فغضب غضباً شديداً، فهجرتها من يومئذ ) .
وقال : ( وكان والدي ينهى عن مطالعة كتاب ((الفتوحات)) و((الفصوص)) لابن عربي، ويأمر بحسن الظن فيه، ويقول: إن كتبه اشتملت على حقائق لا يدركها إلا أرباب النهايات، وتضر بأرباب البدايات).



من مقولاته:

قال رضي اللّه عنه: إياكم والاستدلال عليه – أي: على الحق جل وعلا- مع طاعته، وإياكم والتنفر عنه عند معصيته، وإياكم والإياس من رحمته في أي حال كان.
وقال رضي اللّه عنه: الطاعة وإن كانت يسيرة فإن فيها رضى اللّه، ولا تستحقروا المعصية وإن كانت صغيرة فإن فيها غضبَ اللّه وأبغض ما عليه.

وفاتة

أفنى الإمام أبوبكر بن عبداللّه العيدروس حياته كلها في خدمة مولاه، وإقامة مظاهر العلـم والدعوة إلى اللّه، وجذب الناس إلى الخير، والعمل به، ولـم يزل كذلك حتى أخذ به المرض، فصبر على ما كتب اللّه عليه أياماً، ثم ناداه منادي مولاه ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شهر شوال، وعمره إذ ذاك ثلاثة وستون سنة عام 914 هـ.
وانـزعج الخاص والعام بموته، وانتحب المساكين و الفقراء، وارتعب الوجهاء والأمراء، وهرع الناس إلى المسجد الميمون، ومنهم من ذهب إلى منـزله حيث جهز وكفن، وحمل على الأعناق إلى مسجده الشهير وسط البكاء والنحيب، والضجيج بالدعاء كيوم من أيام الحجيج، وصُلي عليه صلاة الجنازة، ثم دفن في الموقع الذي عينه لنفسه، واختاره لرمسه.

له ديوان شعري المسمى بديوان العدني واختار اليكم احدى قصائده المشهورة


كل من ليس يمنع نفسه =عن حضيض الهوى ذاق الهوان
من تدنى دنت به همته =لو يكن عالياً بالزبرقان
واصحب اللطف في كل الأمور =ما لطف كل شي إلا وزان
كل جرح علاجه ممكن =ما خلا يا فتى جرح اللسان
إنما يوقع المرء الغبي=في جميع المصائب خصلتان
الطمع والتعدي للذي =ليس يعنيه فاحذر يا فلان
والزم الصبر في كل الأمور =صاحب الصبر في العقبى معان
لا تعادي زمانك يغلبك =كن مساير يسايرك الزمان
لا تعرج على وطن وكن =أينما كان عزك هو المكان
فالغنى الغنى كل الغنى =التقى ما سوى التقوى ففان
بالتقى يجتمع لك يا فتى =في حياتك وفي الأخرى الأمان
لا يقنطك ذنبك والتزم =حسن ظنك بربك كل آن
لا تمنى على اللّه المحال =مطلبك منه للعصمة جنان
أنت ما كنت حياً في جهاد =كن قوي اليقين ثبت الجنان
وإذا ما يقينك صح به =فهو يحفظك ما قد شاه كان
وإذا كنت من أهل اليقين =صح قدم التصوف لك وبان
يتضح سر أسرار الغيوب =في القلوب والخبر عندك عيان
والكلام بعد ذا لا ينبغي =قد حسن ها هنا قبض العنان
والصلاة والسلام على النبي=الأتمان ثم الأكملان
التوقيع :
قدرت أعيش الواقع اللـي مـا قـدرت أتخيّلـه=مدري أصبت العذر أو في عذري أخطيت الصواب
بس المهم إني قـدرت اضـرب لغيـري أمثلـه=وشلون ما يرجي ثواب الصدق أو يخشى العقاب
ما هو غرور ولا تواضع .. كل ما فـي المسألـة=يا صاحبي .. إني رفضت أحسب لغير الله حساب
  رد مع اقتباس