أؤكد على الشاعر صلاح الأحمدي قد عاصر السيد المستشار حسين بن حامد المحضار وتساجل معه ومع آخرين من مهجره في الهند إلا أن وفاة الأخير قبل معاهدة الحماية التي عقدتها سلطنات حضرموت مثبوتة مما ينفي عنه نسبة الرد على قصيدة الغضب الشهيرة لصلاح الأحمدي ولذلك فأغلب المهتمين بتاريخ حضرموت السياسي المعاصر يجوزون ولا يرجحون نسبتها إلى السيد محمد بن هاشم .
وعليه فإن ما جاء في ما نقله أبو عوض الشبامي ( مرفق ) من كتاب لكم غير صحيح وربما أن الأمور قد أختلطت عليكم فوقعتم في خطأ قابل للتصحيح في طبعات قادمة لكتابكم ( إن تمت ) :


حوى كتاب من أشعار السيد الوزير حسين بن حامد المحضار جمع وإعداد محمد سالم باحمدان مساجلات تمت بين عبد القادر بن عمر بن شيبان التميمي وصلاح أحمد الأحمدي القعيطي اليافعي والوزير حسين بن حامد المحضار ولمقتضيات تنزيه صلاح الأحمدي من تكسّبه بشعره الذي لو كان متاحا له لما هاجر تاركا موطنه وإقراره في قصيدته بفقره وهو يعيش في الهند حيث المجال فيها مفتوحا له للإثراء مقارنة ببني عمومته من آل القعيطي ولإثبات أنه كان تواقا للصلح بين قبائل حضرموت وللتوافق بين المهاجرين منهم في مهاجرهم ، ونقده في قصيدة الغضب واستفزازه لللقبائل كان بدافع الغيرة الوطنية (1) ورفضا لتكبيل سلطنات حضرموت بمعاهدات تشرّع للتبعية المطلقة لحكومة التاج البريطاني وليس للمصالحات القبلية التي كانت حلما يراود الجميع في المهجر وفي الداخل على حد سواء كيف لا ومنهم من غادر موطنه هربا من تصفية حسابات ثأرية سننقل جوابه على بن شيبان الذي أعقبه ردا للسيد حسين بن حامد المحضار الذي وجه له بن شيبان البدع :
أبديت بك وأدعوك يامعطي عطايا موفره = أسألك تغفر لي ذنوبي لا ضويت المقبرة
والعفو منك في الخطايا لي علي مسطرّه = قال القعيطي علّ نومي والعيون امذعّرة
أخبار بلغت منها نفسي الحكيم مكدّره = من نحو جاوه جاتنا في ضمن خط امحرره
اخوه تبع اخوه بلا قيمه ولقوا مسعره = يابيعة الخسران ماذا شرع يا أهل الهوبره
يواصل صلاح الأحمدي قصيدته ويصف حالته المادية في الهند فيقول :
وبعد ياحامل نصيحة صدق ماهي مزورّه = من شيخ في الدكن بلاد النومسه والهوبره
جالس على قلمته لاتوكر ولاشي معصره = ولا بقش في البنك وأسباب المعاش ميسّره
والحال يمشي لا على باطل ولاشي بختره = مع القناعه مالي إلا ذي من الله يسّره
ويوجه خطابه الى بن شيبان فيقول :
مقصدك سر بابه قصد من في القبايل ضيّره = تلقى حليف الصدق بن شيبان سهم المحضره
قل له بلغن أبيات منك للحبيب امصدّره = أغلى من الياقوت ما يتحصّلنه في الذره
ونعمك المحضار للجوده يقدّم منحره = قدها معه ميراث ماهي حادثه ومجيّره
اذا تعنّى عبر عمدان في سم البره = مهدّد سبيل الأمن في الأحقاف بل هو قيصره
ياويل من عاداه باتصبح بلاده امدمّره = ومن قصد بابه يصيب إلا الوفاء والمخيره
يعفو عن الجاني إذا قدّم إليه المعذره = والسجن للظالم مؤبد والقيود مسمّره
جوده معروفه على أهل القطر ما في مسخره = بحر السخاء والجود بوطالب ونفس موذّره
هو ذي محى الأحقاد بين اليوفعه والكوثره = لم السماء بالأرض هذي همة أهل المقدره
وأنتو فتحتوا باب في جاوه لألعاب الكره =وقاموا الجهّال وألقوا بالشريعه مسخره
كلن بغا نفسه إمام العصر راقي منبره = إن عاد فيكم طب يالصحاب ولا تبصره
ما في الشريعه نقص قدها في كتبها مقرره = وإن كان معكم رزق لا تعطونه أولاد المره
لي قابضين إلا الموس للحي هي والمنظره = قوموا على الطرفين بالواجب ولقوا مشوره
والسيد وحده عا المخالف بالعصي والحنجره = لا بد له من يوم بايصبح يطالع دفتره
حساب في الدنيا ولاخر بايقع في الآخره = وبعد سلم لي على بلقار خاص مكررّه
صاحبي والصحبه نسب بين القبايل وموازره = يسرح بها المختاف مطفي في الجبال المقفره
يبدي توقه إلى الصلح والتوافق بين مكونات المجتمع الحضرمي فيقول :
قل له بغينا صلح بين أهل الوطن ومسايره = بين الحبايب والمشايخ ما بغينا الشعفره
بحكي بنور الله ما في الصدق قط محاذره = وإذا اصطلحتوا ما علينا من كلاب المجزره
أما القبيلي شانه إلا يوم ينحس شنبره = قل للتميمي لا تبحّث خل بقعه مستّره
والقبوله والمشيخه عمدن حصون مسوّره = والمسيده من فوقهن مثل الملك في بندره
مبعد قطعنا الياس ما يصلح نشل المجهره = روّد شوي عالهجن ماشي فايده في الشعفره
عاد الرجا في الله مازال النسم في الحنجره = ذا ذي حصل والعفو كان الهرج فيه مشاجره
واختم بذكر الشافع الهادي نهار الجرجره = وآله الأطهار أولاد البتول الطاهره
وللدلالة على رضاء السيد حسين بن حامد المحضار عن بن شيبان والأحمدي نقتطف التالي من جوابه عليهم :
يوم الكلام الزين جا لا عندنا من مصدره = من القبل لي سيلهم سيّل وعدى عالحزور
من القعيطي والتميمي جاتنا متواتره = ذي فرّح الخاطر وميّل ما بقلبي من كدور
الله يحفظهم ويصلح حالهم والمكثره = لهم وللجودات والشرع الوفي قدها دهور
ويبدي إدراكه للمشاكل والنزاعات بين المهاجرين في جاوه فيقول :
وأما عرب جاوه وأهلها والمسخره = ما سيبنا منهم ومن غرّته نفسه بالغرور
أخبارهم معنا نراها كلها متواتره = هم دوروا للحقد وأسباب العداوه والنفور
ما بينهم واليوم قدها إلا عداوه ظاهره = بين الحبايب والمشايخ والقبايل دور دور
سكره مع بطره بهم يوم البقش متكاثره = معهم تعنوا للفساله والرذالة والفجور
ويعبّر عن تفهمه للأوضاع المادية لبعض الحضارم ( الطفرانين )
ومنهم الشاعرين بن شيبان والأحمدي فيقول :
وانتم سرحتم من جهتكم طالبين المستره = خبّه قفا العيشه على ستر المكالف والزقور
لا حد معه معوز ولا رادي ولا له مسدره = وقوتكم تمره ولفلاف المصاري والشطور
كلن سرح متعوب ما يقدر على ثوب المره = لو حد معه شي في بلاده ما تعنّى للبحور
وفارق أوطانه وهذه ياصحابي تذكره = لكم من المحضار مرّه وفكروا ياهل الفكور
وتذكروا الأوطان شو من يذكر أهله يذكره = الله وأعساره يبدلها جميعا باليسور
والعمر بايعبر وبقعا كلها إلا عابره = ما حد على الدنيا مخلّد كلنا فيها عبور
ولعاد باطوّل وكلن قده عارف معشره = والتبر بين الناس يعرف والمصفى والبرور
ذلا وحلنا ياهل جاوه بالعقول الخاسره = كثر الحمق ياذي على قل الديانه والفجور
ويعلن عن استعداده للسفر الى جاوه إن شاءت الإرادة الإلهية للتوفيق بين المهاجرين فيقول :
ذا ما حصل والعزم بارز كان ربك يسره = لأجل أهل جاوه بانسافر بالمخاوط والنزور
والجهد بانبذله كله والبصر والمبصره = في سدكم مره وللنزهه وقدنا بانزور
وفي وطننا قد بذلنا الجهد حسب المقدره = فيما يزين الناس واخماد الفتن هي والشرور
وصلحت الوديان مره والخليقه سابره = وأحوالهم صلحت في الساحل ولي هم في البرور
على الوفا والشرع دايم والدول متصدره = للحكم والتنفيذ زاد الناس نورا فوق نور
يصلح دولتنا ويافع كلهم والكوثره = وسيف بومقعط وسمحاة المجاري والخدور
تحياتي .