03-11-2011, 03:18 AM
|
#2
|
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
هل تقدم حضرموت أنموذجا لحكم يمني رشيد ؟
بقلم / انس علي باحنان
الخميس , 10 مارس 2011 م
اعتقد بل واجزم إن شاء الله إن حل مشاكل اليمن سوف يكون من حضرموت , وذلك لما تتمتع به من خصوصيات ومقومات قد لا توجد في غيرها من محافظات الجمهورية الأخرى , منها الإرث التاريخي , والعمق الثقافي , والمقومات الاقتصادية , وغيرها من الخصوصيات الأخرى المتفردة بها حضرموت ومن هنا أقول : انه إذا ما تم البحث عن مخارج لحل الأزمة اليمنية الحالية فانه لن يكون إلا من حضرموت كيف ؟
إن ابرز مشاكل اليمن اليوم أنها تعيش فراغا سياسيا متخبطا على اثر تهالك المنظومة السياسية الحاكمة التي عجزت عن القيام بالنهضة التنموية المطلوبة و المعبرة عن طموحات الشعب , فبتآكلها شيئا فشيئا أصبحت البلاد مرشحة لا سمح الله إلى مزيد من الدمار والهلاك وصراعات بين مختلف الأطراف اللاعبة و المؤثرة في الحياة السياسية حيث يعتقد كل طرف منها انه الوريث القادم والمنقذ و المخلص لليمن من مشاكله لمرحلة ما بعد سقوط النظام , وهل هذا الاعتقاد هو صحيح أم انه مجرد أوهام أو تطلعات مشروعة ؟ الذي يعرف اليمن بكل تعقيداته يدرك أن هذه أوهام وأحلام يقظة أن يفكر كل شخص أو حزب أو تكتل ما انه قد يصبح بمفرده مرشحا للامساك بكل زمام الأمور في اليمن وأقصاء خصومه الآخرين .
أما الذي نعتقده نحن هو إن حضرموت بكل مكوناتها الجغرافية والثقافية والاقتصادية هي التي يمكن أن تسهم وتلعب دورا كبيرا و بارزا في حل المشكلة اليمنية المتفاقمة , وذلك بان يفسح لها المجال وتتاح لها الفرصة لتقديم أنموذج مدني لحكم رشيد و ديمقراطي ليتم فيما بعد تعميمه والاستفادة منه في كل ربوع اليمن , وحضرموت نراها أهلا ومؤهلة لذلك فيما لو سارت الأمور على خير ما يرام , لان حضرموت للأسف ظلت محرومة ومهمشة في العهد السابق ولن ينظر لها ويتعامل معها إلا على أنها البقرة الحلوب والدجاجة التي تبيض ذهبا ويجب أن تكون على الدوام هي الرافدة لخزينة الدولة والمساهمة في حل مشاكل الاقتصاد الوطني لما تتمتع به من مقومات اقتصادية نفطية , زراعية , سمكية , سياحية و بيئة استثمارية وغير ذلك وفي المقابل محكوم عليها أن تبقى على الهامش حتى إشعار آخر .
دعونا نوضح ما هو الدور التي يمكن أن تلعبه حضرموت في الوقت الراهن وما هو النموذج الذي يمكن أن تقدمه لليمن ويمكن تعميمه فيما بعد ؟
ليس بالضرورة أن يكون هو الانسلاخ والانفصال كليا عن محيطها اليمني , لان ذلك يتعارض مع الهبة الشعبية واليقظة العربية التي تعيشها الأمة والتي تسعى من خلالها جاهدة للتخلص من الأنظمة العربية الدكتاتورية الفاسدة والولوج إلى أعتاب مرحلة جديد من التوحد والقوة بأذن الله , وانفصال حضرموت أو التفكير فيه في الوقت الراهن يتعارض وظروف هذه المرحلة وتطلعاتها , ولكن لتظل حضرموت في محيطها اليمني بثرواتها وإمكانياتها التي هي ملك لكل اليمنيين بل والأمة بأكملها , ولتنفصل وتتفرد وتستقل بخصوصيتها الثقافية والفكرية والاجتماعية عن محيطها اليمني بعض الشيء وهذه القاعدة ليست خاصة بحضرموت وحدها بل يحق لكل منطقة من مناطق اليمن أن تنفرد بخصوصيتها الأمر الذي سوف يوجد في نهاية المطاف يمن قوي و متنوع و متنافس لتقديم أفضل أنموذج لحكم يمني رشيد وتنمية شاملة , لا يمن متصارع ومتقاتل على السلطة والمال والجاه والاستفراد بكل مقدرات البلاد والعباد .
أما ما هي الخطة و الآليات لتنفيذ مثل هذا الطموح وكيف نرسم ملامحه فإننا ندعو الجميع للمشاركة وإبداء الرأي حيال هذه القضية , وها نحن نلقي بحجرة في المياه الراكدة فلنسهم ونشارك في رسم ملامح و بناء مجتمع يمني مدني حر و حكم رشيد وصدق رسول الله القائل الإيمان يمان والحكمة يمانية فهل نترجم ذلك ونجسده على ارض الواقع .
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد
|
|
|
|
|