عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2011, 09:03 AM   #4
من السادة
مشرف سقيفة المناسبات
 
الصورة الرمزية من السادة

الأغنام والدجاج تتلقى المحاضرات

الأغنام والدجاج تتلقى المحاضرات !
بدأ الملتقى في اليوم الرابع لحضورنا في مكان معد لإلقاء المحاضرات للدعاة وآخر للداعيات، وكان المكان أخضر جميلاً يحيط به العشب من كل جهة فسبحان من حباهم هذا الجمال والخضرة في كل مكان.

حضر من الرجال أكثر من مائة وأربعين داعية من نخبة الدعاة في نيجيريا، وألقى عليهم زوجي لمدة خمسة أيام خمس عشرة محاضرة في التربية والدعوة وأمور الشريعة وتطوير الملكات والمهارات، وانتفعوا بها كثيراً كما أوضحت الاستبانات التي ملئت في نهاية الملتقى.

وكان لنا أيضاً ملتقى نسائي للداعيات اللاتي يتكلمن العربية وقد بلغ عددهن في حدود ثلاثين إلى أربعين داعية، وكنتُ المحاضرة الوحيدة فيه لمدة خمسة أيام، حيث كنت ألقي يومياً محاضرتين في الصباح، تبدأ المحاضرات من الساعة التاسعة إلى الساعة الواحدة ظهراً، مع استراحة بين المحاضرات لمدة نصف ساعة يتخللها الشاي وبعض الأناشيد والقصائد الترحيبية.

ومن الطريف أن الأغنام والدجاج كانت تحضر معنا الدروس وتستمتع بأكل الأعشاب مع الاستماع للدرس في الوقت نفسه، ومن الطريف أيضاً أنني عند نزولي من السيارة يحملون عني حقيبتي - من حسن أخلاقهم- ثم يصطفّون في استقبالي وينشدون نشيداً ترحيبياً جميلاً طريفاً، ثم يجلسون للاستماع للدرس.

كنت أجهّز الدرس مع زوجي بعد رجوعه من الملتقى عند الساعة التاسعة أو العاشرة ليلاً كل ليلة فكنا نسهر سوياً على التحضير ومراجعة الدروس حيث أقرأ عليه وأسأله عما يشكل عليّ، ونجحت بحمد الله، وقد دل على ذلك الاستبانات التي وزعت على الداعيات في نهاية الملتقى حيث كتبن فيها من الإعجاب والثناء ما لا أستحقه، ومن الطريف أن بعضهن أصبح ينادينني (الشيخة) وبعضهن ينادينني (الدكتورة) لأنني زوجة الدكتور فقلت: الحمد لله شهادة دكتوراه مجاناً وبلا تعب!، ومن الغريب أنهن يحببن العربية وأدبها وخاصة الشعر وقد كتب عدد منهن قصائد ثناء في الدروس وفي شخصي، حتى كدت أصدق ما يقلن، لكن حينما رجعت أفقت من أحلامي وعرفت قدري.

كانت فترة الملتقى بما فيها من أجمل أيام حياتي، وكنت فيها في غاية السعادة، كان لها لذة غريبة لم أجدها هي متع الدنيا كلها، إنها لذة الطاعة والعبادة والدعوة إلى الله، لا تعدلها لذة ولن يحس بها إلا من جربها، اللهم لا تحرمنا منها، وارزقنا الإخلاص في القول والعمل.

وفي نهاية الملتقى أقيم حفل ختامي للرجال وآخر للنساء اشتمل على افتتاح بقراءة للقرآن الكريم من قِبَلِ إحدى الداعيات ثم كلمة شكر وثناء لي ولكل من شارك في الملتقى، ثم كلمة لضيفة الملتقى – حضرتنا-، ثم توزيع الجوائز على المتفوقات، ثم قمت بتوزيع شهادات حضور الدورة على الحاضرات، ثم الختام بالقراءة، وتخلل ذلك بعض الأناشيد الجميلة والطريفة.


المصدر: مجلة الأسرة العدد (163) شوال 1427هـ
يوميات في أدغال نيجيريا
التوقيع :
كلما تعلقت بغير الله أذاقك الله الذل على يديه لا ليعذبك ولا ليحرمك __بل رحمة منه لتعود إليه__
أخيكم المحب في الله
  رد مع اقتباس