عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2011, 09:04 AM   #8
من السادة
مشرف سقيفة المناسبات
 
الصورة الرمزية من السادة

افتراضي

الأساس
الثالث: التحقق بالعمل بما يدعو إليه
يتصل بهذا الأساس أساس ثالث: وهو تحقق العمل بما يُدعى إليه في حال الداعي وذات ذلك الداعي، بأن يكون قدوةً في عمله ومعاملته، هذا الأساس هو الأبرز فيما كان من دعوة أهل هذه المدرسة في شرق آسيا وفي شرق أفريقيا إلى المتأخرين منهم.. في العصر القريب توفي بعض الذين كانوا يحملون الدعوة من أهل هذه المدرسة في أفريقيا، وكان يشتغل بالتجارة ليعفَّ نفسه عن المسألة، وكان وسط التجارة في تجارة أبدية سرمدية في خدمة الدعوة المحمدية، يقول لي بعض الموجودين الآن وهو الحاج خميس - شائب أصله من فارس مقيم بكينيا قال : طلب مني ذلك الداعية وأنا في قرية من قرى أفريقيا ليس فيها مسلم أن أنظر له دكاناً ليفتح دكاناً له في ذاك المكان، فرتبت له مكاناً فجاء وفتح الدكان، فكان بأسلوب أدبه وأخلاقه ملفتاً للنظر، ومن جملة ذلك أنه لو اشترى أحدهم الشاي مثلاًً من دكانه، يزن له ما طلبه من الشاي ويضيف إليه قليلا من السكر، يقول: عجيب أنا ما اشتريت منك هذا، يقول: وأنا ما أخذت منك الفلوس إلا حق هذا الشاي، يقول: لم أعطيتني السكر؟، قال: ليساعدك على شرب الشاي ، فيقول متعجبا منه: ألست تقصد الربح في تجارتك ، فلم تتصرف هكذا؟ قال: ديني يأمرني بهذا ويحبِّبه إلي ، فيسأله عن دينه ؟ فيحدثه عن الإسلام ويشرحه له، ثم يأتي آخر ليشتري منه رزا، فيضع معه قليلا من السمن دون أن يأخذ منه قيمته، فيقول: لم وضعت السمن؟، يقول: ليساعدك في الطبخ، يقول: ولم تتصرف هكذا ؟ قال: لأن ديني يحبِّبني إلى هذا، فيسأله عن دينه، فيقول: الإسلام، ثم يسأله عن الإسلام، فيشرح لهم الإسلام.. وهكذا، ثم تشاور أهل القرية في شأنه، قالوا: تعال يا هذا الشيخ والله دينك عجيب لكن نحن كبار في السن، ومن العيب أن نتبعك، فماذا نعمل، قال: هاتوا أولادكم، فأحضروا له الأولاد، ودخلوا الإسلام، ثم أثروا في البيوت، فجاء الآباء ليعلنوا له إسلامهم، وهكذا انتشر الإسلام بينهم فبنى لهم مسجداًَ في القرية، وأقبلوا على الصلاة وصار أكثر أهل القرية مسلمين. ثم طلب ذلك الداعية من الحاج خميس أن يختار له دكانا آخر في قرية أخرى لا يوجد بها مسلمون ، وهكذا فهو يتاجر ويتاجر، وهو حامل هذا الهم.. لما انتهت مهمته في هذه القرية ذهب ليفتح له دكانا في قرية ثانية من أجل أن يدخل الناس أيضاً في الإسلام، بمثل هذا الأسلوب وهذه الطريقة طريقة التحقق بخلق الإسلام، ولذا تجد من السهل الكلام على القيم وعن المُثُل وعن الشمائل وعن الأخلاق عن المكارم عن الحلم عن الصبر عن الحياء، ولكن الشأن بعد ذلك وقت المعاملة .

وكثير من شبابنا المعاصر اصطدموا اصطدامات من قِبل أناس كانوا رأوا فيهم مثلاً في الدعوة إلى الدين والإسلام فلما عاشروهم رأوا أخلاقاً غير الأخلاق ومعاملات لا يقرُّها الشرع، فاصطدموا اصطداماً شديداً عنيفاً، وحصل عند بعضٍ ارتداد عن الإسلام بسب سوء العمل من الذين يلبسون قميص الدعوة إلى الله غير صادقين مع الله تعالى في عملهم وقيامهم بالأمر.

إذن تخلُّق الداعي بخلق الإسلام أساس في نجاح دعوته وقبوله عند الله تبارك وتعالى، وهذا الذي نزل به القرآن: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾، ويقول سيدنا شعيب لقومه: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ﴾ لا أنهاكم عن شيء ثم أذهب لأعمله في السر، ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ .

فكان بسبب هذه الصفة وبروزها إسلام كثير من الناس في شرق آسيا، ففي إندونيسيا تسعة كلهم من حضرموت سبعة من ذرية صاحب الذكرى الإمام المهاجر، واثنان من قبائل أخر من حضرموت، هؤلاء التسعة كان بداية دخول الإسلام في القرن السادس في جزر جاوة وأندونيسيا على يدهم، وابتدأ الإسلام هناك حتى رغب فيه الملوك، وأسلمت الملوك والشعوب، وانتشر الإسلام انتشاراً عجيباً من دون شيء من الإشكالات ولا من الحروب ولا القتال ولا غير ذلك، أبرز ما كان فيهم أن الإسلام يُقرَأ في أفعالهم وفي أقوالهم وفي معاملاتهم، فصاروا مأمونين عند الناس، مأمونين على الأموال، مأمونين على الأعراض، مأمونين على الأسرار، حتى أمائن الناس صارت إليهم كحال نبيكم صلى الله عليه وسلم في مكة من قِبل المشركين الذين يكذِّبونه ويؤذونه، وعند الحاجة للأمانة يأتون بودائعهم إليه ليكون المستودَع لها صلى الله عليه وسلم لثقتهم به ولعلمهم كيف حال هذا الرجل وكيف حال هذا الإنسان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فباتباعه هذا قام أساسٌ في منهج الدعوة إلى الله تبارك وتعالى.

الأساس الرابع: تنزيه القصد عن الغرض، والإخلاص لوجه الله
يتصل بهذا الأساس أساس تنـزيه القَصد عن الغرض وعن إرادة غير وجه الله، وذلكم هو عنصر الإخلاص الذي لا يُقبل العمل إلا به، ومهما انتشرت دعوة بين الناس وهذا العنصر فيها ضعيف فلا توصل إلى الله ، ولا بد أن تكون نهاياتها فشل وإشكالات كثيرات، عنصر الإخلاص وهو تنـزيه القصد عن إرادة غير وجه الله، وعن أن تكون الأغراض والأطماع هي الداعية للداعي أن يدعو في صورة الدعوة إلى الله، وهو داعٍ لتحقيق ذلك الغرض أو ذلك المقصد، من هنا نقف عند منهج الدعوة في هذه المدرسة إلى أن الفرعية في المذهب والفرعية في الاتصال بالسند جاءت فرعاً عن دعوتهم إلى الإسلام ليست المُرتكز ولا الأصل الذي دعوا الناس إليه، ولتوضيح ذلك نقول:

يأتي خلط كبير بين التَّمذهب بمذهب صحيح من مذاهب الحق، وبين أخذ طريقة صحيحة في التربية، وبين الدعوة إلى الله، يأتي الخلط بأن تتحول الدعوة إلى دعوة إلى فرع ويُنسى الأصل، يُدعى إلى الطريقة، أو يُدعى إلى المذهب فيتحول الفرع أصلاً، ويراد للأصل أن يكون فرعاً، وذلك لا يستقيم، وإذا استحكم هذا في الناس تحول المسلمون كلٌّ داعٍ إلى مذهبه، كلٌّ داعٍ إلى رأيه، كل داعٍ إلى طريقته، وعُدم الداعي إلى الله، فلا نجد الداعي إلى الله، وما نجد إلا داعٍ إلى شيء من الفرعيات التي أسقطت الأصل. فالقوم في منهجهم في الدعوة إلى الله لم يكونوا دعاةً إلى خصوص طريقتهم، وما كان انتهاج من حواليهم في طريقتهم إلا ثمرةً ونتيجة لصدقهم في الدعوة إلى الله وإلى الإسلام، ثم تلفَّت الذين دُعوا وآمنوا فاستجابوا وقيل لهم أمامكم مناهج وطرق ونحن نتمذهب بواحد من المذاهب هو كذا، فلما رأى الناس قيماً وأخلاقاً تبعوا في الفرعيات هؤلاء القوم لا على أساس أنه دعوتهم إليها، ولكن على أساس أنها جزء من الأجزاء التي لابد لمن مسك الأصل من أخذِ واحدٍ منها، بهذا الأسلوب صارت معرفة الناس سواء بتاريخهم أو بعاداتهم الفرعية لما كانت فرعية كانت ثابتة ثباتاً عجيباً، وانظر في عصرنا لما حوَّل بعض الناس قضايا فرعية ليجعلها أصولاً ويركز الدعوةَ عليها أحدثت فشلاً وإشكالات وأتعاب، انتهت في عصرنا الحاضر إلى أن تسمى كثير من مظاهر الدعوة إرهاباً، كما تسمعون..

لقيت في أفريقيا رجلا من أهل العلم من السودان وكان قد خرج مع رابطة العالم الإسلامي إلى عدة دول فقال: كنت موظفاً مع الرابطة في الدعوة في ماليزيا، فكتبت في التقرير لرؤساء الرابطة: إننا ننفق أموالاً كثيرة ونقضي أوقاتاً طويلة ولا تظهر آثار دعوتنا في الناس، وقد شاهدت في ماليزيا عادات فرعية بسيطة من حضرموت متأصلة عند الناس، كأنها مغروسة فيهم وكأنهم غُرسوا فيها ، فنصيحتي أن تبحثوا عن الطريقة التي بثَّ بها هؤلاء دعوتهم وترجعوا إليها، لأنهم لم يبذلوا ولو عُشُر ما تبذلونه أنتم، لكن أثرهم قوي، والذين يتأثرون بدعوتهم يتعمق فيهم حتى فرعيات القوم.. وذلك لأدب القوم مع الأصل فلما تأدبوا مع الأصل عظم الفرع منهم بعظمة ذلك الأصل، فما كانوا يدعون لأنفسهم، ولا يدعون لنيل المنـزلة بين الناس ..

حتى أن أحد هؤلاء التسعة زوَّجه أحد الملوك في اندونيسيا بابنته وبقي عنده، ولم يكن عند الملك أبناء، فلما كبر سنه أوصى بالملك لزوج ابنته فأبى ورفض، قال: أنت أحق به وليس من صلبي أبناء وآل المملكة كلهم يعظمونك ويحبونك، وأنت أنقذتنا من الكفر إلى الإسلام، فأنت أحق بهذا المنصب، قال: والله لا أتولاه بنفسي قط، حتى قام مع الملك الرعية والشعب يحاولون الشيخ أن يتولى المُلك بعد المَلك، فأبى ورفض، حتى انتهى الصلح بينهم إلى تولية ابنه شئون الملك ؛ فكان ذلك الداعية من أزهد الناس في أن يتولاه وما رضيه لابنه إلا تحت تلك الضغوط في دائرة أدب علم فهم وعي قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إنك إن طُلبتها أوكلت إليها وإن طُلِبت لها أُعنتَ عليها) (وإنا لا نعطيها من سألها) ومع ذلك فقد تجاوز هذا الحد فطُلب لها فلم يرضَ هو لنفسه قط حتى جاء الإلحاح والطلب لابنه فتسامح في ذلك مربِّياً لهذا الابن محذِّراً له من الاغترار بمسألة هذا المُلك ملقياً على عاتقه الأمانة في القيام بالمسؤولية، موصياً له أن لا يجعلها متوارثةً في أبنائه، مذكِّراً له بقول عمر بن الخطاب: (يكفي أن يُسأل عنها من آل عمر فرد) ، وأمر ابنه عبدالله أن يحضر مع أهل الشورى فقط، وليس له حق أن يُرشَّح للخلافة ، فكان عبدالله بن عمر يحضر مع الستة أهل الشورى لا حقَّ له في الأمر قط، حتى أقاموا سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين.

لفقدِ هذه النقطة تحولت الدعوة إلى الله إلى الدعوة إلى الأنفس، إلى الدعوة إلى المذاهب إلى الدعوة إلى التنظيمات، إلى الدعوة إلى الحزبيَّات، وأُصبغ عليها الدعوة إلى الله ونقول استحيوا، فإن المدعوَّ إليه عظيم ، وإذا أردت أن تدعو إليه فكن على قلب يرضاه هذا العظيم ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ لا يريدون علوًّا في الأرض، إذن فعُلوُّهم عند رب السماء والأرض، أعلاهم جل جلاله ، وفي هذا جاء المنهج النبوي، فقد ورد أن بعض أقارب النبي وهو عمه العباس - العزيز عليه يقول سيدنا عمر كان النبي يرى للعباس ما يرى الابن لوالده - يطلب منه بعض الإمارات يقول: (لا يا عم إنا لا نعطيها من سألها) يريد أن يجمع شرف الحجابة في البيت مع شرف السُّقيا والرفادة، يقول اجمعها لنا يا رسول الله قال: (لا يا عم إنما أعطيكم ما تُرْزَؤُون به، لا ما تَأْرِزُون إليه)، قال الذي تتشوف إليه النفوس ما أعطيه أهل بيتي أنا أعطيهم الذي يشق، الثقيل الذي النفوس تنفر منه أكلفهم به وأسلمه لهم صلى الله عليه وآله وسلم، لذا وجدنا في سيرته هذا الأمر، تأتي إليه بنته فاطمة، فلا تجده في البيت، فيأتي متأخراً إلى بيته فتخبره أم المؤمنين أن فاطمة جاءت، فلا يقرَّ له قرار أن يجلس حتى يعلم لِمَ جاءت فاطمة إلى البيت وما حاجتها، فيخرج بالليل في الساعة المتأخرة بنفسه إلى بيت فاطمة، يدق الباب فدخل عليهم ، وقال: ( يا ابنتي بلغني أنك جئت إليّ تسألين عني فما جاء بك؟ )، فاستحيَتْ وخجلتْ وسكتت، قال سيدنا علي يا رسول الله إنما أرسلتها أنا قلت إن أباك قد جاءه عدد من الخدَّام يوزعهم على المسلمين، وقد أعياك الطحن والخبز حتى تجرَّحت يداك من عمل البيت، فلو ذهبتِ إلى أبيكِ فسألتيه خادماً، قال النبي: ( ألا أدلُّكما على ما هو خير لكما من ذلك ؟ إذا أويتما إلى فراشكما فسبِّحا اللهَ ثلاثاً وثلاثين، واحمداه ثلاثاً وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين، فذالكما خير لكما من خادم ) وهكذا قسَّم الخدام على فقراء المسلمين وترك أهل بيته ورضي لهم بالتسبيح، لا لهوان فاطمة عليه، بل هي أعز مَن على الأرض عليه، وأكرمهم على قلبه، وهي بضعة منه، ولكن لكرامتها عليه زهَّدها في الفاني، ورغب لها فيما هو أبقى وأعظم ، كذلك ربَّى رسول الله أهل بيته خاصة، كما نشر التربية للأمة عامة، جزاه الله عنا خير ما جزى نبيًّا عن أمته.

عندما تتحول الدعوة إلى أغراض، وإلى أحزاب، تأتي الإشكالات الكثيرة الكبيرة، يرحم الله الشيخ الشعراوي كان يقول: فرق بين من يريد أن يُحكَم بالإسلام، - أي أن مراده أن يُحكم بشرع الله- وبين من يريد أن يَحكُم بالإسلام، لا يريد أن يُحكم بل يريد أن يَحكم هو، ولا يريد الحكم بالإسلام من غيره، فهذا طالب حكم لا طالب إسلام، أما الثاني فيريد أن يُحكم بالإسلام ممن كان، القصد أن تنفَّذ أحكامُ الله وشريعته تبارك وتعالى، فيكون الفارق كبيراً.

ولذا عندما تفقد حقائق الصدق مع الله والإخلاص لوجهه الكريم تأتي بعد ذلك بعض المظاهر، فكم من قوم اجتمعوا لغرض الدعوة إلى الله، فكاد وقت الصلاة أن يخرج فيقوموا مستعجلين ليؤدوا الصلاة بسرعة كالمتبرمين بها ثم يرجعون إلى المجلس، يطيب لهم الجلوس في تخطيطهم، ويصعب عليهم الوقوف بين يدي الله بخضوع وخشوع فلا يحسون له بطعم ولا يحسون له بذوق، أهؤلاء دعاة إلى الله أم دعاة إلى تنظيمهم؟ أهؤلاء دعاة إلى الله أم إلى حزبهم وأغراضهم التي يريدون أخذها في هذه الحياة؟ لأجل كل ذلك سمعنا الحديث الشريف: ( إنكم ستحرصون على الإمارة وإنها ستكون ندامة يوم القيامة ) .

يأتي هذا الأساس في تنقية القلب عن إرادة غير الله تبارك وتعالى، وورد أن شاباً استأذن من سيدنا عمر بن الخطاب أن يتكلم على الناس بحيث يذكِّر بعد صلاة الصبح في المسجد، فنظر إليه سيدنا عمر قال: لا، لِم لم يأذن له؟ هل يمنع عمر الدعوة!؟ كان يحب الدعوة رضي الله عنه، فهو يتكلم مع الناس ويأمر غيره أن يذكِّرهم، فلم قال: لا؟ قال: إني أخشى أن تنتفخ حتى تبلغ الثريا، فليس مجالك هنا، أخلص لربك وانظر المحتاجين لتعليمك لتعلمهم، وأخلص نيتك في التعليم لوجه لله تبارك وتعالى.
التوقيع :
كلما تعلقت بغير الله أذاقك الله الذل على يديه لا ليعذبك ولا ليحرمك __بل رحمة منه لتعود إليه__
أخيكم المحب في الله
  رد مع اقتباس