05-03-2011, 02:54 AM
|
#2
|
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
لماذا فشلت تجربة مجلس حضرموت الأهلي ؟
بقلم / انس علي باحنان
الإثنين , 2 مايو 2011 م
على الرغم من الآمال التي علقها الكثير من أهل حضرموت على المجلس الأهلي الذي تم تشكيله مؤخرا , وأنا واحد من هؤلاء الناس الذين تفاءلوا خيرا بإعلان تشكيله إلا انه و للأسف مات في المهد وكان مخيبا للآمال وذلك بعد استقالة وخروج رئيسه الدكتور باهارون وتبعه الأستاذ علي الكثيري الناطق الرسمي باسم المجلس , مما يدل على وجود خلاف عميق في بنية هذا المجلس الوليد , ونعتقد أنها النتيجة الحتمية والمنطقية بل والواقعية لمثل هذا الفشل الذريع , ويعود ذلك لعدم الأخذ بأهم وصية ومرتكز لديمومة ونجاح عمل هذا المجلس والمتمثل في أن يكون متجرد من أي انتماء أو أي تعصب أخر لغير حضرموت .
في الحقيقة لم اطلع على محاضر المجلس واجتماعاته منذ تأسيسه وحتى وصوله إلى ما وصل إليه , ولكن الذي أتوقعه بل واجزم به أن سبب فشله لم يكن تنظيميا ولا ماليا ولكن الفشل يعود بدرجة أساسية إلى التباين الفكري وربما يكون أيضا البعد المصلحي والشخصي من شغل منصب أو مسؤولية أو وجاهه أو غيره و هذه الأخيرة إنشاء الله نكون مخطئين فيها , أما الأولى فهي صحيحة ولله اعلم .
على حسب علمي إن الإخوان في المجلس وأنصارهم من " حزب الإصلاح " لهم مواقفهم و أجندتهم الخاصة و المعروفة فهم يميلون بل ويعتقدون ما تميل إليه قيادتهم في صنعاء الذين لا نظن حتى هذه اللحظة أنهم يعترفون بان هناك قضية اسمها " قضية حضرموت " وهي : أن حضرموت شعب ودوله وتاريخ وكيان يرفض الذوبان والتبعية تحت مسمى الوحدة اليمنية الموهومة ولا حتى تحت مسمى ما يعرف بثورة التغيير التي أثبتت مخرجات الأحداث يوما بعد يوم عوار ومفارقات وعجائب هذه الثورة , مع احترامنا لأهل النوايا الحسنة والطموح المشروع , لا نريد أن نبتعد كثيرا عن الموضوع ولكن أريد أن أتحدث عن فكرة واحدة ومحددة وهي رسالة نوجهها للأخوة المنتسبين لحزب الإصلاح اليمني من أهل حضرموت , وأقول لهم :
إن منطلقكم وحديثكم وأدبياتكم وان اختلفنا معكم حولها هي منطلقات دينية كما تزعمون هذا ما يقوله كثير ممن اعرف منهم ولكن بصراحة الحذر أن يغويكم الشيطان ويلبس عليكم الحق بالباطل وهذا دأبه عدو الله عليه اللعنة , فمن تلبساته أن يقول لكم : أن ربكم يدعوكم إلى الوحدة والاعتصام , ويدعوكم إلى التضحية والإيثار ومتعصبي حضرموت " هكذا كما يقولون " يدعونكم إلى الانفصال والاستقلال , هكذا قد يقول لكم وهي كلمة حق يراد بها باطل , لا نعتقد أن هناك مسلما لا يؤمن بوحدة المسلمين فالكل يدعو إليها ليس من هم في الإصلاح وحدهم من يدعون إليها وليس هم وحدهم من يؤمن بالتشارك في السراء والضراء بين أفراد الأمة المسلمة , ولكن يجب علينا أن نفرق بين الوحدة المنشودة والتآخي والتراحم بين أفراد الأمة الواحدة وبين الظلم والاضطهاد والاستعباد , فالأولى مطلوبة ومحمودة والثانية مذمومة ومرفوضة ولمزيد من الإيضاح
أقول : أنا" حضرمي " كما يقولها الآخر أنا" يمني " لا أرضى إلا بدولة لي تعبر عن ذاتي وحقوقي وآمالي وتطلعاتي يكون فيها السيادة لي على ارضي ومالي وحاضري ومستقبلي , ولكن لماذا يكون هذا حراما علي وحلالا لغيري ؟ انه الظلم والغبن بعينه و الذي نرفضه رفضا قاطعا , وبعدين يا أخي تعال نتصارح لا نتصارع هؤلاء القوم الذين يدعون إلى الوحدة ويستميتون عليها وقد جربناهم ما الذي جنته حضرموت من وحدتهم هذه سامونا العذاب قاتلهم الله نهبوا خيراتنا وأكلوا ثرواتنا وبنوا وشيدوا من أموالنا وعلى حسابنا وريتهم اكتفوا بذلك بل أرادوا طمس حضارتنا وتراثنا و الدوس على كرمتنا ورجال الأمس هم أنفسهم رجال اليوم ولذا نقولها باللهجة الحضرمية وبالفم المليان على قول إخواننا المصرين : كلن يروح داره وكلن يشوف خراجه .
ومع ذلك فليطمئن من يساوره الشك أن قيام دولة حضرمية على ارض حضرموت إذا أراد الله وقدر لها أن تقوم لن تكون إلا مصدر خير وعزة ليس على من يجاورنا من إخواننا في اليمن "شماله وجنوبه " بل ستكون مركز إشعاع فكري وأدبي واقتصادي وديني في المنطقة و العالم اجمع هذا ما هو معهود عن هذه الأرض المعطاءة , فهل نشمر ونصدق مع الله ورسوله للوصل لهذه الغاية المنشودة ؟ ، نأمل إن شاء الله أن يتم ذلك الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه أو كما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم .
( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) .
|
|
|
|
|