[سالم علي الجرو]

ـ 1 ـ

ينبغي المحافظة على الموروث الحضرمي في الوجدان والإعتزاز به وحتى لا نتّهم بالعصبية المناطقيّة نقول:
المحافظة على:

الخصوصيّة الحضرمية

وقبل الإستطراد في خصوصية حضرموت عبر جزئية تاريخية أودّ الوقوف على قرية: ( الشّاهل )

الشّاهل: قرية يمنيّة تقع على يمن يحمل نفس الإسم ، تقع في قضاء الشّرفين .
ولنبدأ بهذه الأبيات:

وفي الشّاهل المعروف جالت فوارسٌ=عليها إذ حان الطّعان دروعُ
فمنهم جريحٌ عطّر السّيف نفسه=بعندمه والدّايرت ..........
وآخر شدّ السّاق فولّى هاربا=ومنهم أسير موثّق وصريعُ

أعارفٌ هلا أبْت أو تبت قبل أن=تؤدّب فضرب المؤمني فظيعُ

من هذه الأبيات عرفت واقعة تاريخيّة إبّان حروب الإمام محمد بن يحيى حمود الدّين ( 1250ـ 1322هـ / 1836ـ 1908م ) ضدّ الأتراك في اليمن الميمون .

الواقعة

هي الأولى بين الجيش التركي على رأسه محمد عارف وبين جبهة المدافعين المكوّنة من: القبائل وسادات الشاهل ورجال الجبر وشيخهم منر بن ثابت السنيدار وقبيلة أفلح ورأسهم الشيخ حسن ذياب ورجال بني كعب ونوسان وبني جل مع من وصل إليهم من عسكر الإمام يتقدّمهم المقدمي ، السيّد العلامة: إبراهيم بن قاسم الشّرفي .
الجيش التركي متفوق من حيث العدد والسلاح ، وكانت الطلقة الأولى من مدفع في شهر شوّال سنة 1308هـ وتوالت الطلقات واستبسل الرجال وقتلوا خمسة من الأتراك فتراجع محمد عارف منكّس الرأس ، ولكنه عاود الحملة بعد سبعة عش يوما بقوة أكبر وعدد أكثر فوقع الحرب في عارضة جبل الشاهل من الفجر إلى طلوع الشمس وبلغ قتلاهم المائة على رأسهم محمد عارف بينما بلغ عدد قتلى المدافعين ثلاثة عشر وغنم المدافعون مغانم كثيرة .
ـــــــــ

لم تصحبهم آلات تصوير ولا تغطية إعلاميّة لسبب واحد فقط لا غير ، أنّها لم تكن موجودة إذا ذاك ، ولكنها القرائح والشعر هي التي تنقل أخبار الوقائع والأحداث فيتلقّفها منتمي لبلاد يقدّرها حقّ قدرها ، يموت من أجل سيادتها ويحيا والموروث في وجدانه يعتبره مرجعا ووثيقة وإلى اليوم يعدّ مفخرة ، وإنّ جميع أهل الأرض يعتزون ويفتخرون بتراثهم ومن يسعى إلى مسخ ثقافة أهل وهويّاتهم ، هم مثل هؤلاء:


والجهلة وما أكثرهم .......
ـــــــ

المرجع: من أوراقي الخاصة المستندة إلى كتاب: ( الإمام محمد بن يحيى حميد الدّين " 1250ـ 1322هـ / 1836ـ 1908م " ) .