03-11-2003, 07:39 AM
|
#12
|
حال جديد
|
حياكم الله يا أخواني ...عمر و جمال ...شكرا جزيلا
إنتظرت قبل التعقيب لعلي أظفر بمداخلات من أخوة آخرين تثري الموضوع كما أثرته ردودكم الرزينة.
و كانت خلاصة ما ذكره الإخوة حول (أهم) أسباب ظاهرة (ما سيبي الحضرمية ) ما يلي:
أولا: القمع و التفرق الذي عانته حضرموت خلال فترات تاريخية سابقة.
ثانيا: النزعة التسليمية بالواقع للفكر الصوفي الذي صاغ الكثير من جوانب الشخصية الحضرمية.
ثالثا: اشتغال الحضارم بالتجارة و على فترات زمنية طويلة جعل منطق الربح و الخسارة المباشرة مسيطرا على ردود أفعالنا تجاه الازمات.
و هنا أورد ملاحظات إضافية و انتظر تعقيبا منكم عليها في هذا الباب:
1- تمثل البادية و القبلية الحضرمية نموذجا للشخصية الشجاعة و هو ربما يعد الاصل الذي تجاوزته الشخصية الحضرمية - بينما لا زال واضحا في مناطق يمنية أخرى - عند انتقالها من حال البدوي الذي يحب المغامرة و يهوى ثقافة السلاح و لا يرضى بالذل و لا يعترف بمدأ سلامة النفس على حساب القيم الى حال المدني أو الحضري الذي يعتبر أن الاستقرار و الأمن هي أهم و أولى.
2- إن عقلية المغترب و المهاجر الذي يسعى الى الانخراط في مجتمع آخر مختلف لا يأوي فيه الى ركن شديد تدفعه الى التعامل بحذر و تواضع ...كما يقال " يا غريب قع أديب" ....و قد نجح الحضارم بامتياز في تحقيق ذلك و توغلوا في أدغال اسيا و أفريقيا.... و لكن: اعتقد ان هذه العقلية عادت بأثر عكسي بحيث صارت متبعة في أرضنا و بين عربنا فلم يعد يتجاسر الحضرمي على التغالب على مراكز القيادة و النفوذ و تحمل المسؤولية و يفضل أن " يتأدب" و هكذا كانت الهجرة الحديثة الى مناطق الجوار العربية من أبناء عمنا مدفوعة بنفس السلوك الذي استخدم للإنخراط في مجتمعات غريبة اللغة و العرق و الدين. و بالنظر الى الهجرات القديمة للقبائل العربية و اليمنية بخاصة نستطيع ادراك الفرق.
3- عقلية التاجر و القبيلي: من المعلوم ان الفكر القيادي سواء كان إداريا أو إجتماعيا أو سياسيا يسيطر عليه منطق المشيخة الموروثة من قيم القبلية المتجذرة في عقلية العربي بشكل عام و الذي يعني أن الشيخ يختار من ( جماعته و بس )من تتوافر فيه صفة الولاء لتسلم مهام معينة. بينما يعتمد التاجر على قيم النفعية المادية و ربما روح التنافس التجاري فيختار من يرى فيه الكفاءة و الفائدة المادية. و يبدوا ان الحضارم تدريجيا انتقلوا من منطق القبيلي الى منطق التاجر و رغم ان لذلك جوانب ايجابية في اطار مجتمع المدينة الذي لا يرتكز على مبدأ النسب و الرحم...( مثل مجتمعات الغرب) ... الا أن مجتمعاتنا العربية لا زالت و بدرجة كبيرة تعتمد على الولاء في البنى الادارية ... و النتيجة أن منطق ما سيبي جعل الكثير من الحضارم يتصرفون بفردية في محاولات اثبات الذات و تحقيق النجاح في مجالات عملية مختلفة وصولا الى مواقع أكثر مسؤولية.
طبعا: حتى لا يساء فهمي و يظن القارئ انني ادعو الى انشاء لوبى حضرمي ...أقول انا ضد التعصب العرقي من حيث المبدا.. انا فقط أحاول استقصاء بعض جوانب ظاهرة ما سيبي و اسبابها...و كما ذكرت في بداية الامر سنتعرض جميعا الى طرح بعض الحلول لظاهرة ماسيبي من خلال مرجعية التراث الاسلامي و التجارب السابقة لان ظاهرة ما سيبي ليست شرا محضا و منها ما يدخل في اطار الحكمة اليمانية كما شرح اخونا جمال.
أرجو من الاخوة التعقيب و ربما نحن بحاجة الى من يسلط الضوء على ظاهرة ما سيبي على مستوى التربية الاسرية لأهل حضرموت إذا أمكن.
و جزاكم الله خير....
|
|
|
|
|